أخبار

المرفعين جااااكم

– 1 –
لن يُجدي (الصراخ والعويل) المنصوب في سرادق عزاء الصحف . سبق السيف العزل وبدأت الحكومة ترتدي القفاز الأبيض لإجراء العملية الجراحية المؤلمة لنزع (الدعم) عن كاهل المواطن الذي لن يخرج من (غرفة العمليات) يمشي على قدمين، وإنما سنقرأ خبر وفاته في ذات الصحف التي ظلت ترثيه حينما كانت فيه بقية من روح.. قبل أن نكتشف لاحقاً أن (الخطأ الطبي) هو الذي أدى إلى (النهاية التراجيدية الموجعة).. قد تحدث (المعجزة) بقرار رئاسي يُوقف إجراء العملية لعدم دقة التشخيص واختلاف قراءات نتائج الفحص!!
– 2 –
هذه المرة .. (الحكومة) قاصداكم عديل كده و(خاتاكم) في رأسها.. فقرار منع إعلاناتها من الصحف يعني باختصار شديد وإيجاز غير مخل أن تُغلِق هذه الصحف أبوابها وتسلم مفاتيحها للحكومة التي بدورها إما اشترتها في مزاد علني بدق الجرس وتولت تحريرها بالطريقة التي تريدها.. أو سرَّحت العاملين فيها بإحسان وحولتها إلى (مزارات أثرية) تحكي قصة كفاح قلم ورحيل جيل حالم!!
– 3 –
لماذا يعترض البعض على إصدار “ندى القلعة” لصحيفة جديدة، طالما أن قانون مجلس الصحافة يسمح لكل من (هبَّ ودبَّ) ويمتلك المال اللازم بإصدار ما شاء من صحف.. القانون يخلو من أي شرط أو مؤهل أو خبرة.. لو جاء (كبير النكرات) سيُمنَح على الفور التصديق، فلماذا تستكثرون على فنانة ذائعة الصيت أن تُصدر صحيفة.. هذا خوفٌ من المنافسة لا أكثر ولا أقل.. ماذا ستقولون إذا تربعت صحيفة “ندى القلعة” على عرش الصحافة وأصبحت الأكثر توزيعاً وانتشاراً.. في هذا السودان كل شيء وارد وجائز وممكن.. وبدل من عرقلة المشروع ادعموه فهو سيتيح على الأقل فرص عمل لكثير من شباب الصحفيين الذين لا يعملون أو يعملون برواتب زهيدة إلى حدٍ مخجل. “ندى القلعة” ربما تكون أكثر كرماً من ناشرين آخرين قابضين على رقاب الصحفيين بـ (شوية ملاليم) لا تكفي ثمن الحبر والعرق الذي يسكبونه!!
– 4 –
متظاهرو الفشل الكلوي حَمَلوا لافتات تطالب بعودة الدكتور الموقوف “كمال أبو سن” .. لو عاد “أبو سن” لأجرى لهم عمليات زرع كلى بالجملة وكفاهم مشقة البحث عن فرص غسيل مستحيلة.. لا يهم كم سينجح منها وكم سيفشل كما قد يعلق البعض ممن يتشككون في مهارات الرجل.. هو في نهاية الأمر كما صرح مرضى الفشل الكلوي (القشة) التي تبقت ليتعلقوا بها.. الأمل الذي يمكن أن يزيح الظلام الذي غطى وجوههم وحياتهم ويرفع عنهم حرج التوسل والتسول بحثاً عن حلٍ!!
– 5 –
سقوط (صقور الجديان) في امتحان المونديال جاء باكراً.. ومتوقعاً.. ولو دخلوا في (ملحق) بعد حين لن يجتازوا الامتحان للمرة الثانية والثالثة والأخيرة!!
 (كورتنا) ليست بحاجة إلى دروس عصر ولا إلى تكثيف (المذاكرة) فقط .. وإنما تحتاج إلى دخول المدرسة من الصف الأول، وحبذا لو كانت البداية من (الروضة).. فكل هذا الرسوب يؤكد أن أولادنا لم يتعلموا شيئاً، وأن المدرسة والمدرسين لم يقدموا لهم شيئاً!!
– 6 –
الإمام قال بالحرف الواحد: لسنا (بنشر) لكي نُرَقِع عجلة الحكومة.. لكن لم يقل لنا الإمام كيف يمكن أن نقود هذه العربة طالما أن (العجلة مطرشقة) .. أم أن السيد “المهدي” لايريد المشاركة بالفعل وللمرة الألف كما قال، وزَهِد في قيادة العربة حتى لو وجدت (بنشراً) ونزل منها ركابها ومنحوها له (مُرخصَّة) ومؤمنة .. تأميناً شاملاً!! وربما فات على الإمام أن هناك (بناشر) كُثر هذه الأيام ينتظرون بفارغ الصبر مرور عربة بأربع (عجلات مطرشقة).. فهم على استعداد تام للترقيع وإعطائها كمان (دفرة) من الملازمين إلى الوادي الأخضر!!
– 7 –
“فاروق أبو عيسى” وصف (الشعبي) بالمرفعين الذي يريد التهام المعارضة.. لمن التحذير؟ للشعبي أم المعارضة؟! وقبل هذا وذاك هل المعارضة وجبة دسمة يمكن أن تشبع (المرفعين)؟! ألا تحتاج الطاولة العامرة إلى (الموالاة) أيضاً التي لا يخفي الشعبي شهيته المفتوحة دائماً لالتهامها؟ إذا التهم (المرفعين الشعبي) الموالاة والمعارضة من سيحكم هذا البلد.. هل يكون “فاروق أبو عيسى” مثلاً؟
عذراً نسيتُ أن “أبا عيسى” سيكون من المعارضة التي التهمها المرفعين.. إذاً لم يتبق إلا (الشعبي).. المرفعين جاااااكم!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية