أخبار

تصريحات البرلماني .. وأمهات للحرية

{ الأزمة الحقيقية في السودان، في أصحاب الأصوات العالية التي تمارس هوايتها المعهودة في التصريحات والانتقادات، دون أن تفكر وتشارك في المعالجات التي تعيننا جميعاً في الحل الذي يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح في إطار الهم العام.. وتبدو مهمتهم محصورة في إطار (الشوفونية) الذاتية.
{ صرح بعض أعضاء البرلمان الأكارم بتصريحات مختلفة تتعلق بالأسرة والترابط المفقود. وانبرى أحدهم وأكد أن بعض الأسر السودانية وصلت مرحلة أن تساهر بناتها في شارع النيل. ولعل حديث البرلماني قد يبدو صحيحاً بنسبة كبيرة، ولكن العضو المحترم لم يتطرق إلى أصل القضية، ولم يناقش تداعيات الأزمة والأوضاع التي جعلت بعض الأسر تصل إلى هذه المرحلة، خاصة وأن المعالجات واحدة من مسؤولياته كمواطن في المقام الأول.
{ العضو البرلماني أشار إلى ظاهرة قد تبدو غير منطقية لكثير من الأسر التي مازالت تتمسك بالقيم والأخلاق الفاضلة، لأن حدود تفكيرها لم يتمدد بعد ليستوعب هذه الجرائم المجتمعية، التي طالت الرؤوس الكبيرة في الهرم والتسلسل الأسري، رغم أنها واحدة من القضايا التي بتنا نتعامل معها بواقعية، ونحاول جاهدين أن نعالجها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، إذ أن المطروح في الواقع الحياتي يبين أن عدداً كبيراً من الأمهات، أضحى الأخطر على المجتمع، من خلال تحركاتهم غير الكريمة التي تضع بموجبها البنات في النار مباشرة، وتدفع بهن إلى الانخراط في شلليات ومواضع غير كريمة.
{ الطرق المستخدمة مؤخراً من قبل بعض الأمهات، تمنح البنت حرية مطلقة، يمكن بموجبها أن تعزم أياً من الشباب إلى منزلها بحجة (تعال أشرب معانا جبنة)، ومن ثم يبدأ الترتيب لما سيتم لاحقاً وهكذا!!
{ القضية إذن في أشكالها المختلفة تبدأ من بعض ربات المنزل، لأن معظم آباء هذه النوعية يعاني من ضعف وشخصية مهزوزة، لذلك فإن الأزمة الحقيقية تبدأ من تلك الأم المشاركة والمتورطة في هذه الأحداث، بل المرتب لها، حتى تتمكن من ارتداء بعض الحلي الذهبية، وشراء أثاثات منزلية وغيرها من الأغراض الدنيوية. وعليه فإن القضية متشابكة ومعقدة، ولا يمكن أن تحل بتصريح من قبل أهل البرلمان، الذين باتوا يتحفونا بتصريحات غريبة هذه الأيام. فلتكن نقطة البداية في البحث عن جذور الأزمة، ومن ثم كيفية إقناع هذه المجموعة للدخول معها في حوارات مفتوحة بصورة مختلفة، تمكننا من أن نعيد توازنها المطلوب، ونؤكد لها أن رسالتها الدنيوية تندرج في أن تزرع شجراً مثمراً حلالاً، مهما كانت التداعيات والصعوبات التي تحيط بها، ومن ثم نشارك في الكيفية التي تمكننا من تذكير أولئك الأمهات بمهامن والأدوار الجوهرية التي لا بد من القيام بها، لتكون ضربة البداية قوية وصحيحة.
{ هذه الأزمة يا أكارم معقدة وصعبة جداً، ولا يمكن أن نتفرج عليها باشمئزاز واستهتار وتساهل، بدعوى (ونحنا مالنا)، لأن الشر يعم والخير يخص!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية