أخبار

نواب للحكومة وضدها !!

إن كان من مصيبة ستحيق بحكومة ولاية الخرطوم والدكتور “عبد الرحمن الخضر”، فستكون قادمة من تلقاء مجلس الولاية التشريعي الذي لا يحسن القول ولا يحسن العمل قبلاً ، فهذا المجلس لا نعرف له منجزاً إلا إجازة (الأوامر المحلية) التي هي أكبر اختلالات العدالة ببلادنا، لأنها تعني ببساطة أنه يمكن إجازة مشروع قرار ما لصالح (معتمد) أو جهة بالمحلية يكون ملزماً للمواطن وتكون عقوبة مخالفته قادرة على نقل هذا المواطن إلى مخافر الشرطة وحبسه دون أن يرتكب جريمة وجناية.
لا يعرف كثير من سكان الولاية عن المجلس  التشريعي شيئا، وقد انتُخب أعضاؤه (سهوا) لأن بطاقة (الاقتراع)  في السودان تمكنك من ترشيح (الرئيس) و(الوالي) ثم مرشح للمجلس الوطني وآخر للمجلس التشريعي للولاية، وهكذا وجد كثير من المواطنين أنفسهم يختارون “البشير” و”الخضر” بالقناعة ثم (فوق البيعة) مضت أقلامهم وتحت الهام (الشجرة)، فنجح كثيرون كــ(نواب) طالتهم بركة ولاء السودانيين لـ”البشير” أولاً.
وشخصيا لا أعرف من ممثلي عن (المنطقة ) في المجلس التشريعي بولاية الخرطوم، وشخصياً لم (انتخب أحدا) فقد منحت صوتي للرئيس “البشير”  فقط ثم طويت ورقتي. وأسال قارئ هذه السطور إن كان يعرف نائبه أو يدرك له فضلا  في خدمة قضايا الناس، ولأن هذا صحيح فلم أستغرب حالة الهياج الإعلامي لبعض نواب التشريعي، الذين مع كثرة التحديات التي تواجه الولاية والمطلوبات، لكنهم انصرفوا للتصريحات الانصرافية. فقبل أن تنتهي آثار تصريح نائبة وشتمها لمذيعات تلفزيون ولاية الخرطوم، أطل نائب آخر يدعى “إدريس علي”  تهجم في  جلسة  بالمجلس (الخميس) على تجمع الأسر بشارع النيل، واصفا الأمر  بأنه مظهر غير حضاري، ولا يمثل الأخلاق السودانية وأنه تصرف لا يشبه ديننا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا. مضيفا أن  الشارع – يقصد النيل – أصبح يعج بالمظاهر السالبة التي قال إن من ضمنها (ستات الشاي) !!
النائب المحترم لم يرَ في اختطاف حقائب السيدات بشوارع العاصمة مشكلة من بعض العصابات، ولا يرى في مهددات التردي البيئي قضية، ولا يعرف شيئا عن هموم السكان المحليين ولا أظنه قد زار مدرسة أو تفقد مركزاً صحيا! لكنه ربما عبر من شارع النيل فنظر من وراء زجاج سيارته إلى جموع المواطنين الذين خرجوا بالعشرات – وهذا حقهم – يطلبون الأنس والترفيه على ضفاف النهر الخالد، فغضب واعتبرهم مخالفين لـــ(الدين) الإسلامي، ومناهضين لصحيح أعراف السودانيين، ثم نظر حوله فحقد على (ستات الشاي )! رغم أن الحاجة (حواء) لا تخرج بعد سهر ليل طويل، إلا بما يقيم أود صغارها ويحفظ ماء وجهها من السؤال ، مال حلال حازته بعرقها وكريم عملها وكسب (ضراعها ) الشريفة، ولم تتكسبه بحلقوم عريض ووظيفة رأسمالها  الخطابة  من فوق منصة النيابة، بعائد عريض بمسمى مخصصات  النائب في البرلمان القومي والولائي، (ربطة) عريضة من النقد (الكاش)الذي قد يشمل حوافز الأعياد والسيارة وحوافز مناقشات اللجان !!!
بعض (نواب الحكومة ) في هذا البلد أكبر محفز للثورة ومهدد لإسقاط النظام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية