الهلال .. سيدي الرئيس
} أخاطبك اليوم سيدي الرئيس المشير “عمر البشير”، بوصفي مواطنة سودانية، تراقب الأحداث وتشارك في كثير منها، وتتمعن في المطروح وتتفهم الحيثيات وتطرح آراءها في حدود علمها، مخافة من الخالق وخشية من عقاب دنيوي وسماوي يدفع بنا في المهالك. والإنقاذ ظلت واحدة من الحكومات التي ندافع عنها ونساند توجهاتها ونعضد على قضاياها وخطواتها، رغم الأصوات العالية من قبل المعارضة والعلمانية المترصدين للأخطاء والباحثين عن الثغرات، ليقيننا أن القانون بالذات في السودان ظل عفيفاً ونظيفاً طوال العشرين عاماً ويزيد، وكلمة العدل لم ولن تغادر المحاكم السودانية.
} الإنقاذ التي رفعت شعارات القيم والمبادئ والأخلاق، هي ذاتها سيدي الرئيس التي جعلتنا نفتخر بالانتماء إليها، ونجهر بأصواتنا ونفاخر بأن نكون ضمن منظومة كيانها، لأن ما نراه في الواقع يبين أن الخيارات الأخرى هشة وضعيفة وغير نزيهة، ولا يمكن أن تكون واحدة من المنظومات التي يمكن أن تتحكم فينا، لأن الذات ظلت تعلو عند تلك الخيارات على القانون وعلى الوطن وعلى المواطن.
} سيدي الرئيس، أعجبني تصريحك واعترافك بهلاليتك، وعلها واحدة من المحاسن التي تؤكد أن الشفافية هي واحدة من سمات أهل المؤتمر الوطني، لذلك فإن القضية اليوم رغم التشابكات السياسية والمنحرفات التي يمر بها السودان ومنعرجات العمل السياسي الخارجي، إلا أنها ذات طابع رياضي سياسي، لذلك فأرجو أن نجد رداً شافياً من سيادتك، رغم الزخم الكبير من المشاكل التي تمر بها البلاد، لأن الهلال كما ذكرت سابقاً أكبر حزب رياضي في السودان.
} الهلال سيدي الرئيس يعاني من أزمة إدارية قانونية لما يزيد عن الشهرين، وأفضت إلى قرار من قبل المفوضية الولائية بعدم شرعية مجلسه، وطالبت الوزير الولائي “الطيب حسن بدوي” أن يسد الفراغ الإداري بإعلان لجنة تسيير، ومن ثم استبشرنا خيراً بهذه العدالة لندخل بعدها بأيام في مسلسل من نوع آخر، وتطايرت اتهامات بالعرقلة شملت مسؤولين في الولاية، ومن ثم استمر الوضع كما هو عليه للدرجة التي بات فيها الفريق بلا وجيع، ونال المعلوم من عدد من الأندية في الدوري الممتاز، فيما تمارس الوزارة المعنية الصمت والتسويف بكافة أشكاله وأنواعه.
} ثم كان ما عرف باتفاق قيل إنه (تراضي)، رغم القرارات التي أصدرتها كل المحاكم القضائية، في ظاهرة تعتبر الأولى من نوعها، ووجد رفضاً عريضاً، ودونكم ما تم بالأمس في نادي الهلال بإعلان كل رواد النادي والروابط الجماهيرية اعتصاماً سلمياً ضد الجودية المصنوعة التي كسر بموجبها أنف القانون.
} نرجو سيدي الرئيس أن تنظر في القضية وفي حيثياتها المكتملة، وتحاول معالجة الموضوع قبل أن ينفرط العقد، وحينها نحن واثقون في أي قرار تتخذه، ليقيننا أن العدل واحد من أهم السمات التي تميز دولتك.