أخبار

قمة ناجحة بين «البشير» و «سلفاكير» واتفاق على استمرار مرور النفط

أنهى الرئيسان السوداني المشير “عمر البشير” والجنوبي “سلفاكير ميارديت” أمس قمة ناجحة في الخرطوم اتفقا خلالها على تمديد فترة انسياب بترول دولة جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، بجانب فتح الحدود بين البلدين، والتوصل إلى اتفاق مرضٍ بشأن منطقة أبيي علاوة على شروع اللجان المشتركة في التمهيد لتنفيذ اتفاقيات التعاون على أرض الواقع.
وعلمت (المجهر) من مصادر أن تمديد فترة انسياب بترول الجنوب التي تم الاتفاق عليها، لثلاثة أشهر أخرى، تبدأ من السادس من سبتمبر الحالي وتنتهي فى السادس من يناير من العام المقبل.
وانحنى الرئيس “سلفاكير” -على نحو مفاجئ ومؤثر ـ أمام العلم السوداني، لدى تفقده حرس الشرف، ما اضطر الرئيس السوداني “عمر البشير” لانتظاره ومواصلة المراسم، في ثاني زيارة لسلفاكير إلى السودان بعد انفصال الجنوب في يوليو 2011م.
وبحسب البرتوكول فإن “البشير” قاد “سلفاكير” إلى البساط الأحمر لتفقد حرس الشرف بزيهم المميز، وكان الرئيس الجنوبي هو الأقرب إلى صف الحراس، وعند وصوله الى قائد الصف الذي كان يحمل العلم، سارع الى الانحناء باحترام جم للعلم الذي عمل تحته خدمته عقوداً قبل انفصال جنوب السودان.
وغادر “سلفاكير” والوفد الوزاري المرافق له إلى جوبا بعد أن أجرى سلسلة لقاءات مع قيادات أحزاب الأمة، الشعبي، الاتحادي الديمقراطي والشيوعي وبعض الرموز.
وحوى البيان الختامي الذي توصل اليه الطرفان في نهاية المباحثات المشتركة تفاصيل الاتفاق، وأكد أن الأجواء اتسمت بالصراحة والإرادة لتجاوز العقبات كافة، التي تعترض مسيرة العلاقات، مما مكن من التوصل لتفاهمات تمهد الطريق لتنفيذ بنود اتفاقيات التعاون كافة.
اتفاق على فتح الحدود
وقال رئيس الجمهورية المشير “البشير” في تصريحات صحفية مشتركة مع نظيره “سلفاكير”، عقب انتهاء المباحثات المشتركة التي جرت بقاعة الصداقة الخرطوم بمشاركة اللجان الوزارية من الجانبين، قال: (نحن كرؤساء أكدنا على قيادة الشعبين لآفاق أرحب من التعاون المشترك وإزالة العقبات التي تعرقل انسياب العلاقات، واتفقنا على أن تكون الحدود مفتوحة أمام حركة البضائع والسلع)، مشيراً إلى أن الاتفاق تضمَّن انسياب بترول جنوب السودان عبر المنشآت السودانية وميناء بورتسودان)، بينما أكد رئيس جمهورية جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” نجاح القمة وعدم الحاجة مسقبلاً لمساعدة الأطراف الخارجية.
“سلفاكير” يدعو لفتح صفحة جديدة
وأعلن “كير” في كلمته في فاتحة أعمال المباحثات رغبة جوبا في إغلاق الفصل القديم، وفتح صفحة جديدة لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه، وأكد أن اتفاق التعاون كان يتوجب أن يكون حداً فاصلاً لكل المشكلات بين البلدين، معرباً عن أمله في أن تكون اللقاءات بمثابة وضع حل لكل المشاكل والأشياء التي لم تنفذ بين البلدين، مؤكداً التزام جوبا بتنفيذ الاتفاقيات، وتوعد بحسم أي إيواء للحركات المسلحة السودانية من قبل بلاده متى ما ثبت له ذلك، قائلاً: (هذا موضوع بسيط وسأتخذ إجراءات إذا كانت هناك دلائل ودليل على الدعم” وتابع: (إذا كان هناك دليل قولوه لي وسأفعل ما وعدتكم بفعله).
“البشير”: علاقات البلدين على أعتاب مرحلة يحدوها الأمل
وأكد الرئيس “عمر البشير” خلال حديثه في المباحثات أن العلاقات بين البلدين على أعتاب مرحلة جديدة يحدوها الأمل في أن تسلك طريقها القويم لتنفيذ جميع الاتفاقيات التعاونية بجدية ونزاهة. ودعا في الأثناء ذاته إلى مساعدة الآليات الأفريقية التي وردت في مقترحات “أمبيكي”، والمتمثلة في آلية تحديد الخط الصفري، وآلية وقف الدعم والإيواء، على إنجاز أعمالها في أقرب الآجال وفقاً لخطة عملها، وجدد الالتزام والحرص على تجاوز عثرات الماضي والانفتاح نحو مستقبل يليق بشعبي البلدين. ونوه “البشير” إلى أن وقف دعم وإيواء الحركات المسلحة والمتمردة هو الوسيلة الأنجع في عملية بناء الثقة.
وأكد “البشير” أن السودان ملتزم وفق اتفاقيات التعاون بالشروع فوراً في ترسيم المتفق عليه بشأن الحدود، ودعا إلى مواصلة لقاءات القمة الرئاسية بين البلدين وتبادل الزيارات الرئاسية في المستقبل بهدف ترقية علاقات الأخوة والصداقة بين البلدين.
توقيع مذكرات تفاهم
وأمن الجانبان على أهمية دعم وتسهيل مهمة الآليات الواردة في مقترح الآلية الأفريقية بشأن تحديد المنطقة الآمنة ووقف الدعم والإيواء للحركات المتمردة.
إلى ذلك أكد الجانبان في البيان الختامي على أهمية الاستمرار في الحوار البناء والفاعل لحل ما تبقى من قضايا على رأسها قضية “أبيي” والحدود، وأمنا على أهمية التوصل إلى اتفاق عاجل بشأن تشكيل المؤسسات المدنية الانتقالية بمنطقة “أبيي” بما يمهد الطريق للرئيسين للتوصل لتسوية نهائية بشأنها. كما اتفقا على تسهيل عمل فريق الخبراء الأفارقة لحل قضية المناطق المتنازع عليها والشروع في ترسيم الحدود المتفق عليها.
وتم خلال الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس مشترك لرجال الأعمال بين البلدين، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين وزارتي خارجية البلدين، وقع على المذكرة وزيرا خارجية البلدين.
وأجرى رئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت”، سلسلة لقاءات منفصلة أمس (الثلاثاء)، بقاعة الصداقة بالخرطوم مع النائب الأول لرئيس الجمهورية «علي عثمان»
و قادة قوى المعارضة بطلب من “سلفاكير”، رتبت له سفارة جوبا في الخرطوم، وقابل “كير” كلاً من سكرتير الحزب الشيوعي “محمد مختار الخطيب”، وزعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور “حسن الترابي”، ورئيس تحالف قوى الإجماع الوطني “فاروق أبو عيسى”، وزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) “محمد عثمان الميرغني”، ورئيس حزب الأمة القومي “الصادق المهدي” وسفيري كل من مصر وتشاد.
وقال الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور “حسن الترابي” في تصريحات صحفية عقب لقاء سلفاكير، ( أنا الآن أكثر استبشاراً من أي وقت مضى بمصائركم أهل السودان شمالاً وجنوباً) وزاد بالقول ( الآن الشعبين أدركا أن علاقتهما أوثق مما كان يريدانه يوم تفاصلا).
ورحب حزب الأمة القومي بزيارة “كير” للخرطوم، لبحث تطبيق اتفاق التعاون الموقع بين الدولتين، ودعا لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه دون تردد لمصلحة الشعبين، كما طالب بتطوير العلاقة من التعاون إلى التوأمة الكاملة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
ودعا الحزب في بيان أمس تلقت (المجهر) نسخة منه، لتوسيع إطار التعاون وعدم حصره في النطاق الرسمي، والانتقال به إلى آفاق قومية وشعبية، بما يعزز ويرسخ تلك العلاقة، ويشكل ضمانة قوية للعلاقات وحمايتها من الانتكاس.
كما طالب حزب الأمة بإبعاد قضية البترول وقضايا التجارة والحريات الأربع عن المساجلات والمناورات والالتزام بإنفاذها.
وشدد البيان على احترام الاتفاقيات الأمنية وإحالة أية خلافات إلى الآلية الأفريقية المتفق عليها، وعدم التصرف المنفرد في مثل هذه القضايا حتى لا ينزلق البلدان – لا قدر الله – إلى مربع الحرب. وجدد الحزب دعوته لتكوين مفوضية حكماء من البلدين لحل المسائل الحدودية العالقة، وأعرب الحزب عن أمله في أن يدعم الجنوب السلام الشمالي / الشمالي، وأن يدعم الشمال السلام الجنوبي / الجنوبي، مبيناً أن استقرار كل جزء من استقرار الآخر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية