أخبار

وشهد شاهد من أهلها!!

} يقول الخبير السياسي “روك بون” في كتابه (إستراتيجية العمل السياسي ونظم الحكم): إن نجاح الحكومات يعتمد بشكل كبير على أذرع معارضة ناضجة، إذ أن النقد البناء يساعد الموجود على التصحيح دون تباطؤ خوفاً من الأصوات العالية والتغيير المفاجئ.
} ومن ذات المنطلق يتبين لنا أن أخطاء الإنقاذ الماثلة في الواقع السياسي، مبنية على أخطاء أكبر للجناح المعارض، الذي فشل حتى هذه اللحظة في تقديم نفسه في قالب محترم ومقنع يعين القائمين على الأمر على توخي الحذر في إصدار أي قرار غير مدروس بصورة كافية.
} وفي أم درمان شنت القيادية المعارضة “هالة عبد الحليم” هجوماً كاسحاً على المعارضة الهشة على حد وصفها، التي تعدّ جزءاً أصيلاً من أركان تأسيسها وهياكلها.. ولكن يبدو أن صحوة الضمير قد تملكت السيدة الفضلى ودفعتها لأن تصدع بالحق وتوضح على الملأ رأيها الصريح في الجسم والمنظومة التي تنتمي إليها.
} الحقيقة التي لا جدال فيها أن المعارضة السودانية عبارة عن شخصيات أكل عليها الدهر وشرب، بالإضافة إلى مجموعة من الباحثين عن الشهرة ليكون المكون الأساسي في كلياته المعروفة خمسين فرداً لا أكثر.. لذلك من الطبيعي أن يكون حراكهم عبر شبكات الإنترنت وبعض التصريحات الصحفية التي تندرج في إطار (الشوفونية)، رغم أن الواقع يبين أن الهيكل العام عبارة عن جسم هلامي بلا قواعد ولا برامج واضحة، ولا رؤية تكاملية تعينهم على تقديم نماذج مثالية تساهم وتشارك في سد الثغرات التي تظهر من حين لآخر على الواقع الحياتي.
} المعارضة السودانية تحتاج إلى أن يكون هناك جسم موازٍ لها يعينها على تصحيح أوضاعها الداخلية، ويبث الروح في قياداتها الكرتونية ويساهم في تقديم وجوه سياسية جديدة تضخ الدماء وتفتح النوافذ، وتعيد التكوين العام للشكل الجوهري، ومن ثم تطل على القاعد الموجودة على الرصيف وتنتظر أية بارقة أمل للمستقبل الجديد.
} معارضة المائة يوم لا يمكن أن تكون خياراً للشعب السوداني، طالما أن الأوضاع بذات الشكل الذي نراه منذ فترات طويلة، لأن توجيه النقد وعلو الأصوات بلا أسانيد أو قواعد لن يخلق إلا (أصواتا) تعلو ليلاً وتصمت نهاراً خوفاً من حراك العامة!!
} أعتقد أن “هالة عبد الحليم” قد رمت حجراً في البركة، واستطاعت أن تقدم تشخيصاً وتشريحاً مفيداً للمعارضة وللدولة وللمواطن المتابع.. عله يكون البداية الفعلية لإعادة هيكلة المنظومة، ومن ثم الانطلاقة نحو الهدف الأسمى والأفيد والأهم.
} يقيني أن الإنقاذ رغم سلبياتها الكثيرة أفضل حالاً من معارضة الخمسين شخصاً.. إذ أن الترتيب والتنظيم الموجود في الحزب الحاكم يبين أن قياداته تدرك أهمية أن يستمر وجوده بشكل متطور ومتجدد ليجاري الأوضاع في العالم من حولنا.. لذلك لا بد أن تعي المعارضة أهمية أن يكون لها حراك مختلف، وأن تكون للشباب أدوار أكبر في المراحل القادمة، حتى يتمكنوا من خلق أرضية صلبة يمكن أن تكون البداية الفعلية لانطلاقة المعارضة السودانية.
} يقال إن الدكتور “حسن الترابي” يستعد بشكل جيد لاستقبال رئيس الجمهورية “عمر البشير”.. حينها أدركت أن “كمال عمر” سيظل واحداً من الكوادر التي تغرد خارج السرب على الدوام.
} معارضة بلا أنياب، لا تستحق أن تتحدث عنها الصحافة، أو حتى تمنحها المساحات في صفحاتها الرئيسية، إلى أن ينصلح حالها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية