لم تمت في داخلي
فقط هو الألم الذي يأتي بلا إنذار، هو الحزن الذي يستبيح حمرة الكتابة مثلما يشتهي، يرتدي الأيام معطفاً ليحتمي به من بردها، تتقاسمه الأفراح فيكفي لعالمها ولعالم آخر معها!!
فقط أنت هو ذلكم الكائن الذي تربع على كل شيء.
فلماذا أصنع لك ضريحاً من تراب حلم بنيناه معاً؟
ولماذا أتهم القدر بوأدك؟؟
ألأنك لم تمت في داخلي؟؟
ألأنك لاحقت القدر كي يخبئك بين جدران الموت فأشاح بوجهه ورحل؟؟
كنت بصدد محاولة جادة للانتحار داخلي، فكيف للقلب أن يحتمل نزيفك حتى آخر قطرة دم؟
كيف له أن يسامحك على لا مبالاتك به؟
كيف له أن يمتص إشعاعات عشقك الزائف، وهو في عالم اللاوعي؟؟
وكيف لي أن ألحق بركب النساء، والعالم برمته يعرف أنني أنا تلكم الياقوتة التي كلما أرسلت شعاعاً من عميق البحر لتلفت انتباه المارة، ظنها الناس عروس بحر ولاذوا بالفرار!!
كفاك الآن يا رجلاً علمني رقص الدموع، وكأن حبك لي يتسلل إلى قلمي قبل قلبي، وختام سوف تلعب دور المتفرج على مغازلتي والورق؟؟
أو لم تحرك الغيرة بعد؟
أم أنك تشتهي النظر إلى خلافي والواقع واحتقاري لمنطق الفراق؟؟
ولدتُ قبل عقدين وبضع سنين، ولكني لازلت أترقب تكويني بين عينيك، تكوين طفلة تدفع ثمن شقائها مع إشراق كل شمس دمعتين وابتسامة تائهة!!
تطاردني الأيام وهي تحمل خنجرها المسموم بالغدر والفجيعة، وكأنها لا تعرف أحداً سوايَ، وكأنها ضيف لا يرى في ظلمات الليل في زمني هذا نار طائي سوى وجعي، ولا دار حاتم سوى هذا القلب النابض بالألم!!
إن كنتُ قد تركتُ توقيع حبري وقصتي على رفوف عشقك البيضاء، فإبداعي وعنادي نقيضان لا يملكان حق الخروج، إلا لباب كبرياء سري يفتح في مؤخرة القلب!!
هكذا تركتني معلقة بين حبال صدى وحبك كأرجوحة يلعب بها الهواء كيفما اشتهت ذراته، وأنت تقرر الخروج عن ساحة القلب، بعد أن امتلأ حتى التخمة بك فقط!!
عفواً سيدي، ولكن!!
العاشق شخص قابض كبريائه وثورته مقابل قلب يحمل توقيعه ويسكن في الآخر!!