الجيش الشعبي يجتاح (جودة الفخار) ويفرض رسوماً على الأهالي
اجتاحت قوات تتبع للجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان، صباح أمس (الأحد) منطقة (جودة الفخار) التابعة لولاية النيل الأبيض المتاخمة لمقاطعة أعالي النيل، وفرضت حصاراً وطوقاً على المنطقة، وأغلقت المدارس والمرافق الصحية.
واستولى الجيش الشعبي على سيارات بعض المواطنين وفرض رسوماً على الأهالي بواقع (450) جنيهاً للشخص، وزعم أن البلدة تتبع للجنوب. في وقت طالب معتمد الجبلين “أحمد الطيب” دولة الجنوب بالكف عن انتهاك المواثيق وسحب قواتها قبيل استفحال الأزمة، وقال: (يجب معاملتها بالمثل).
وذكر عضو مجلس تشريعي ولاية النيل الأبيض “موسى فضل الله” في مؤتمر صحفي أمس (الأحد) بمقر أمانة المؤتمر الوطني بربك، إن قوة تتألف من (100) جندي يتبعون للجيش الشعبي فرضت حصاراً على سكان منطقة (جودة الفخار)، وأغلقت مقار التعليم لمرحلتي الأساس والثانوي، ونهبت سيارات بعض المواطنين وتركيب لوحات حكومة الجنوب على السيارات المنهوبة، ومنعت المزارعين من التوجه إلى الحقول.
وأفاد “فضل الله” أن قوات الجيش الشعبي منعت دخول السلع إلى المنطقة وأخطرت الأهالي بأن (جودة الفخار) أرض جنوبية، وقال إن القوات فرضت رسوماً على المواطنين بواقع (450) جنيه لكل فرد عبارة عن تكاليف الإقامة في المنطقة، فضلاً عن إلزام المزارعين بسداد (150) جنيهاً لاستئجار الفدان الواحد.
واستعجل النائب البرلماني، عضو مجلس شوري الحزب الحاكم في الولاية حكومة المركز بالتحرك العاجل ومعالجة الأزمة، قبل أن تستفحل مع رفض المواطنين للخطوات التي اتخذها الجيش الشعبي، قبل أن يحذر من حدوث مجاعة إذا استمر الحصار ولم تتدخل الحكومة.
وروى عدد من أهالي المنطقة لـ(المجهر) أن أحد ضباط الجيش الشعبي برتبة النقيب حضر إلى المنطقة وطلب من المواطنين إبلاغ الجميع بدفع رسوم عبارة عن (450) جنيهاً كرسوم للمهاجرين، الأمر الذي رفضه الأهالي، مبينين أن الضابط قال إنه سيرفع الأمر لحاكم أعالي النيل، كما طالب الأهالي الحكومة بالتدخل ووضع حد لتحركات الجيش الشعبي.
إلى ذلك شدد نائب رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق “جيمس واني إيقا” في أول خطاباته بعد أدائه القسم على ضرورة حل مشكلة الانفلات الأمني في جنوب السودان، في إشارة إلى حوادث النهب والقتل الليلي في العاصمة «جوبا»، مناشدًا حكومته أهمية توفير فرص العمل والوظائف للشباب والعاطلين. وفي كلمة مقتضبة، هنأ رئيس جمهورية جنوب السودان، «سلفاكير ميارديت» نائبه الجديد على المنصب، كما شكره على موافقته على ترشيحه نائباً له. وكان البرلمان القومي لجنوب السودان قد أجاز في جلسة طارئة، مساء (السبت) بالإجماع قرار تعيين «جيمس واني إيقا» نائباً لرئيس الجمهورية، دون الخضوع للإجراءات الروتينية المتبعة من قبل لجنة الفحص البرلمانية.