معتمد جبل أولياء وقضية الهلال
{ أتفهم دون غيري التجاهل الحكومي تجاه الرياضة والرياضيين، ولعل التبريرات التي تندرج في الإطار المعمم حول القطاع تجعلنا نستشعر ونقتنع ببعض النقاط التي تبين أن الدولة غارقة حتى أذنيها في المشاكل السياسية والقضايا المجتمعية التي تزداد على رأس الساعة.
{ والهلال عاش أسوأ أيامه الإدارية لما يزيد عن العامين، في ظل صمت حكومي وتحرك مفتعل لبعض الشخصيات المحسوبة على الدولة في إطار الحماية المصنوعة لمجلس الهلال، بل تعدى الأمر الجهات التي أكدت منذ فترات سابقة عدم شرعية المجلس، ولكنها عادت وابتلعت قراراتها لما يزيد عن الشهر في ظل تماطل واستهتار من قبل وزارة الرياضة الولائية التي ركنت لهذه التحركات واستسلم وزيرها لهذا الحراك وسلم بكل المعطيات التي يدفع بها كل من هب ودب، مما زاد الأمر تعقيداً.
{ أكدت المفوضية قبل شهرين عدم شرعية مجلس الهلال وقرر “الطيب بدوي” أن يتابع فقط ما سيدور في الساحة رغم سخونة الأحداث التي وقعت للدرجة التي بات فيها الهلال عبارة عن فوهة بركان بدأ في الانفجار التدريجي، والصمت سيد للمكان، والشائعات تدور في مختلف الجهات، والشبهات تحيط بالكثيرين من قبل أهل الإنقاذ، و”الطيب بدوي” يتابع بهدوء يحسد عليه.
{ الأزمة الهلالية كشفت الأقنعة وأكدت أن هناك بعض المحسوبين على الإنقاذ لابد أن تراجع الحسابات فيهم قبل أن يشوهوا الصورة المثلى للدولة التي أسست بأسس متينة وما زالت تتمسك بقيمها لما يزيد عن العشرين عاماً، لأن التصرفات الرعناء تخصم من رصيد الحزب الذي يتوارون خلفه ويدعون أن هناك جهات أخرى أكثر علوية قد أشارت لهم بذلك ويا له من كذب صراح.
{ وبالأمس سقط مجلس الهلال في آخر مراحل التقاضي، وأعلنت التحكيمية فقدان شرعية المجلس بعد أن رفضت تصعيد الاحتياطي الموضوع ضمن قوائم التصعيد، ليخرج علينا إعلام المجلس السابق ويبين أن هناك مبادرة يقودها معتمد جبل أولياء لرأب الصدع الهلالي وتعيين “البرير” رئيساً للجنة التسيير.
لذلك فإن الطبخة الجديدة، تؤكد أن هذه الشخصيات التي تدعي انتماءها للمؤتمر الوطني تواصل الوحل باسم الحزب الكبير.
{ تعيش جبل أولياء مشاكل بالجملة، ويعاني مواطنها من أزمات مختلفة، وتعيش كثير من أسرها في فقر مدقع، والناموس والذباب والسيول قد فعلت الأفاعيل بإنسان المنطقة، ومعتمدها متفرغ للبحث عن حلول تعيد المجلس إلى الهلال، بالله عليكم من أين أتى هؤلاء؟.
{ إن كان السيد “أبوكساوي” حريص على الاستقرار الحياتي للمجتمع في السودان، فلتكن ضربة بدايته بجبل أولياء المنطقة التي كلف لأن يكون فيها مسئولاً، وأن يدع الهلال في حاله.
{ إن وافق وزير الرياضة على هذه الجودية المصنوعة فهذا يعني أن الشائعات التي ظلت تدور حوله من قبل إعلام المجلس السابق حالفها الصواب، وحينها فليعلم أن شرفاء الهلال قادرون على حفظ مكتسبات كيانهم وقيم ومبادئ النادي الأول والحزب الأكبر في البلاد، كما قال الرئيس “البشير”.