الديوان

عوض أحمدان مدير اذاعة ذاكرة الامة : الرواد لم ينتهجوا اسلوب (سلق البيض) في اعمالهم

في السنوات الأخيرة امتلأ الفضاء الواسع بالعديد من الموجات الإذاعية (FM) التي استقبلها المستمعون بين مادح وقادح في أداء الكثير منها، وبين هذه المحطات الإذاعية كان ميلاد إذاعة (ذاكرة الأمة) (FM98) والتي بدأت بثها على الأثير قبل ثلاث سنوات، ورغم هذا العمر القصير لكن (ذاكرة الأمة) استطاعت أن تجمع حولها جمهوراً عريضاً.. لعله وجد في مادتها البرامجية ضالته المنشودة.
لتسليط الضوء على هذه الإذاعة التوثيقية، التقينا عبر هذه المساحة بمديرها العام الأستاذ الإعلامي القدير “عوض أحمدان” والذي بدوره كشف لنا بعض الصفحات المطوية حول (ذاكرة الامة) وبرامجها وخطتها نحو المستقبل.
{ في البداية قلنا له حدثنا عن الفكرة ودواعي تأسيس إذاعة (ذاكرة الأمة)؟
– فكرة الإذاعة الأساسية قامت متسقة مع دور الإذاعة السودانية التي يزيد عمر مكتبتها عن أكثر من سبعين عاماً، أصبحت بفضلها مكتبة الإذاعة ذاكرة حقيقية للأمة السودانية، تجمع في داخلها صنوفاً شتى من ألوان المعارف والفنون، جاءت فكرة قيام الإذاعة بهدف ربط العديد من الأجيال بالماضي العريق، لذلك لا غرو إن قلت لك أن مستمعي إذاعة (ذاكرة الأمة) يمثلون كل الأجيال.
فلسفة الإذاعة التي تنتقي برامجها عبر لجنة للبرامج تجتمع أسبوعياًُ لاختيار البرامج وفق شروط ومعايير محددة، أهمها أن تكون المادة المذاعة قد مرّ عليها أكثر من عشرين عاماً، بمعنى كلما كانت المادة تحمل تاريخاً قديماً، فإنها تجد الأولوية في إذاعتها لا محالة، فمن الطبيعي جداً أن تسمع عبر إذاعة (ذاكرة الأمة) مواد وبرامج من عقد الخمسينيات والستينيات والسبعينيات.
{  رموز إذاعية شكلت حضوراً دائما على أثير الإذاعة؟
– من الرموز الإذاعية التي شكلت حضوراً في خارطة برامج إذاعة (ذاكرة الأمة) التي تتم مراجعتها كل ثلاثة شهور (محمد صالح فهمي، محمد خوجلي صالحين، عبد الرحمن الياس، أحمد الزبير، أحمد سليمان ضو البيت، بروفيسور عبد الله الطيب، الطيب محمد الطيب، محمد سليمان بشير، سكينة عربي، فوزية يوسف، علوية آدم، ليلى المغربي، محمود أبو العزائم، المبارك إبراهيم، محمود أبارو، حسن أبشر الطيب، علي المك، حمدي بدر الدين، قرشي محمد حسن، سيف الدين الدسوقي، التجاني عامر، حمدي بولاد) وغيرهم من كبار المفكرين والإذاعيين الذين تمددوا في حياتنا ألقاً وإبداعاً.
{ هل توجد بذاكرة الأمة مادة برامجية توثق لرموز دولة السودان في الحقب السياسية المختلفة؟
– نعم بالتأكيد هناك نخب ونحتفظ في (ذاكرة الامة) بجميع الكلمات والخطابات السياسية التي ألقاها قادة الدولة ورموزها من السياسيين في الحقب المختلفة، وهناك أيضاً لقاءات ومقابلات إذاعية لعدد من القيادات التاريخية نقوم ببثها من حين لآخر، مثلاً خلال برمجة عيد (الفطر المبارك) قمنا ببث خطابات ومعايدات كان قد قدمها عدد من قادة الدولة عبر عصور مختلفة في مناسبات الأعياد ومنها كلمة للزعيم الراحل “إسماعيل الأزهري” و”محمد أحمد محجوب” و”سر الختم الخليفة” والرئيس “إبراهيم عبود” والرئيس “جعفر نميري” وغيرهم من قيادات ورموز الدولة.
{ خلال معايشتك لبرامج الإذاعة في عصرها الذهبي في اعتقادك ما هو الشيء الذي نفتقده في العمل الإذاعي الآن؟
– الشيء الذي أريد أن أقوله في هذه الجزئية إن البرامج الإذاعية في عصر الإذاعة الذهبي كانت تنضج على نار هادئة، ولذلك كلما تستمع لبرنامج أي كان نوعه أنتج في ذلك العصر تحس بأن هناك جهداً مبذولاً ومن الواضح أن شأن الإذاعيين في ذاك الزمان المنافسة الشريفة في إعداد وتقديم البرامج منافسة كانت بعيدة كل البعد عن الغرض والأهواء.
{ ماذا تقول أخيراً للجيل الحالي من الإذاعيين؟
– غاية ما أتمناه أن يستفيد جيل الإذاعيين من أبناء هذا الجيل من تجارب الرواد في مجال العمل الإذاعي الذين كانوا لا يعرفون أسلوب (سلق البيض) في إنتاج وإعداد وتقديم البرامج، بمعنى أنهم كانوا لا يستعجلون الأشياء ولا يخرجون المادة البرامجية إلا بعد التأكيد بأنها مطابقة لجميع المواصفات والمقاييس البرامجية.
{ و ماذا عن مستقبل الإذاعة؟
– بعد بلوغها أكثر من ثلاث سنوات، تتطلع إذاعة (ذاكرة الأمة) لتحقيق الكثير من الأهداف أهمها تعميم الرسالة بوصولها إلى أكبر قطاع من المستمعين، من منطلق أن أهداف إذاعة (ذاكرة الأمة) ليست قاصرة على مستمعيها داخل الخرطوم.. لذلك بدأت الإذاعة إطلاق خدمتها عبر (الإنترنت) و(الفيس بوك)، الأمر الذي وجد ارتياحاً لدى غالبية المستمعين خارج حدود الخرطوم والوطن.
ومن الهواجس الملحة زيادة زمن الإذاعة لتلبية رغبات المستمعين الذين ما فتئوا يطالبون بزيادة الزمن.
{ كلمة أخيرة؟
– شكراً لصحيفة (المجهر) والتحية لمستمعي إذاعة (ذاكرة الأمة) ولكل العاملين بها، الذين حملوا الرسالة بصدق وأمانة، فكان هذا الالتفاف الذي أسعدنا كثيراً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية