فشل المهندسين!!
} هل في السودان كفاءات هندسية تخطط للمدن.. أم موظفون وسماسرة أراضٍ ومقاولون يكتنزون المال في جيوبهم ويؤثرون مصالحهم الخاصة؟! تنهض أحياء سكنية حديثة في الولاية وتتناسل العمارات كالفئران.. وعند حلول فصل الخريف تغرق تلك الأحياء في الأمطار ويخوض قاطنوها في الأوحال وتتراكم المياه في الأحياء السكنية لسوء التخطيط.. أو قل فشل المهندسين السودانيين.
} هل مرابيع الشريف في شرق النيل والوادي الأخضر تم تخطيطها من قبل مهندسين أم مقاولين وأطباء ومحاسبين؟! وهل درس المهندسون المزعومون طبيعة الأرض وانحدارها ونوع التربة، أم نهضت هذه الأحياء بإرادة سماسرة الأرض والسياسيين والتنفيذيين؟!
} بعض المهندسين يدعون كذباً أن التخطيط القديم لولاية الخرطوم هو السبب الجوهري في كل مشاكل الصرف والمجاري. ولكن (ما رأيكم) – دام علمكم – في الأحياء السكنية التي خططت حديثاً مثل مدينة الفتح (1) والفتح (2) وود البشير، وهي أحياء نشأت بعد العام 2000م.. ماذا جرى الآن؟! لقد غرقت تلك الأحياء وتساقطت (بيوت) الفقراء والمساكين، وبات أغلبهم في العراء لسوء التخطيط وفشل المهندسين السودانيين الذي لا يحتاج لدليل أكبر من بيوت الإسكان الشعبي التي شيدت بواسطة سواعد سودانية.. واليوم حينما تتساقط الأمطار بدلاً من أن يحتمي السكان بالغرف يصعد الشباب للسطوح لتفريغ المياه بسبب سوء التصريف!! حتى (الميلان) الذي يعرفه أي عامل يومية.. السادة المهندسون عباقرة التخطيط (شيدوا) غرفاً بالإسكان الشعبي بدون (ميلان)!!
} ولاية الخرطوم أنفقت في خريف هذا العام (أرقاماً) فلكية من المال لدرء خطر السيول، بل لدرء فشل مهندسي ولاية الخرطوم الذين عجزوا عن التخطيط لمصارف ينساب الماء بداخلها للنهر.. ولكن مصارف مهندسي السودان عبارة عن أحواض تمتلئ بالماء وتمثل حاضناً للبعوض والناموس والقاذورات، ورغم ذلك تنفق الحكومة على المهندسين مرتبات ومركبات وبدلات، ويسافر بعضهم لخارج السودان لحضور مؤتمرات علمية والنتيجة النهائية صفرٌ كبير.
} كم من عمارة سقطت قبل اكتمالها؟! وهل عمارة وزارة الداخلية التي أطاحت بوزير الداخلية السابق الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” شيدها ضباط الشرطة؟ أم شركة هندسية يقوم على إدارتها مهندسون فاشلون بسبب أخطائهم وقلة خبرتهم وضعف كفاءتهم؟! دفع الوزير ثمناً غالياً ولم (يُحاسب) حتى اليوم مهندسٌ على أخطائه، حتى لو أدت لموت عشرات المواطنين؟! هل المهندسون معصومون عن الخطأ ومحصنون من المساءلة؟!
لماذا لا يستعين السودان بكفاءات هندسية من خارج الحدود لتخطيط الأحياء السكنية الجديدة ويستغنى عن هؤلاء المهندسين؟!
} العاصمة التشادية “إنجمينا” التي يعتقد بعض السودانيين (وهماً) وجهلاً أنها عاصمة (متخلفة).. إذا هطلت أمطار بلغت مائتي ملم لا تتراكم المياه في الشوارع بعد ساعة فقط من توقف الأمطار، فلماذا لا تستعين الحكومة بمهندسين من تشاد وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا؛ حتى يتعلم المهندس السوداني من هؤلاء كيف يخطط وينفذ؟! دع الدولة المتقدمة وبيوت الخبرة السويدية يا سيدي والى الخرطوم.. المشكلة أننا نفتقر للكفاءات الهندسية التي (تنفذ).. أما التخطيط فتلك قصة أخرى!!