أخبار

توحيد الإسلاميين

} الأوضاع السياسية في العالم العربي تشير إلى ضبابية تكسو كل المشاهد، وتؤكد أن القادم ربما حمل بدواخله مفاجآت قد تنهار بموجبها أنظمة راسخة لسنوات طويلة. إذ أن الحراك الذي بات يطل برأسه في أجزاء مختلفة من الدول، يبين تفاصيل المستقبل المجهول في لمحات باهتة.
} ومصر تعيش أسوأ أيامها والأوضاع تنفجر في رأس الثانية، والموت صار عادة يومية ينتهجها الجيش المصري والشرطة وعدد آخر من البلطجية الذين سيطروا على الأحداث بشكل كبير، بإيعاز من “السيسي” وأعوانه، ليضحى الحال يغني عن السؤال. ولعل معركة مسجد (الفتح) وحدها كفيلة بأن تكون وصمة عار في جبين اغتيال الشرعية إلى يوم يبعثون.
} الفوضى التي تعم الشقيقة مصر هذه الأيام تؤكد أن الأوضاع لن تستقر قريباً، إذ أن كل المحاولات والمبادرات التي طرحت عليهم في الفترة الفائتة قد وجدت الرفض والمماطلة في الرد. لذلك فإن الانفجار سيتواصل وستزداد الأوضاع سوءاً وسنرى من خلال الكاميرات سوريا جديدة تطل برأسها، تبيح القتل وتحتضن العملاء والمرتزقة وتساعد الخارجين على تطبيق القانون الذي أضحى مثل قانون الغاب.
} ما يحدث في مصر ينعكس في كل الحالات والأحوال على السودان. ولعل التوتر الذي نتابعه الآن قد يلقي بظلال سالبة على المشهد السياسي السوداني، لذلك فإن المؤتمر الوطني مطالب بتوحد الصف الداخلي ومحاولة طرح مبادرات للم الشمل السياسي وتوحيد الخطاب الإعلامي، والتفكير الجاد في وضع استراتيجية تعينهم على تصحيح الأوضاع المغلوطة ومحاسبة المتورطين وإبعاد الفاسدين، وفتح النوافذ والأبواب لكل المعارضين والمتعارضين من أجل أن نساهم جميعاً في تماسك يعين البلاد على الحفاظ على الممتلكات والمكتسبات والاستقرار الذي يحفظ كرامة المواطن.
} والحركة الإسلامية بحاجة إلى توحيد الرؤى والأفكار والتسامي فوق الجراحات والإنصياع إلى صوت العقل، استعداداً للمرحلة القادمة، وتقوية الصف والكلمة والأفكار التي تعينهم على إعادة بناء المجد من جديد. إذ أن الخطوة الأولى لإعادة التقييم الصحيح للأحداث، يندرج في الكيفية التي تساهم في إعادة المياه إلى مجاريها بين المؤتمر الوطني والشعبي. إذ أن الخطوة تعتبر من أهم الأجندة التي ينبغي أن يتم التعامل معها من خلال العقلاء بين الطرفين.
} لقاء الرئيس والشيخ “الترابي” الذي بشرت به بعض القيادات من الجانبين، لا بد أن يتم في غضون الأيام القادمة. إذ أن للرئيس مكانة متميزة في نفوس الشق الآخر من الإسلاميين، وعليه فإن الورقة التي ينبغي أن نراهن عليها، هي تلك الخطوة التي تضمد الجراح وتساهم في تقريب وجهات النظر التي أحسب أنها متقاربة بصورة كبيرة. وليكن للمتفهمين من الطرفين مساحات وتحركات إيجابية تساهم في تضييق الهوة المصنوعة بفعل فاعل معروف.
} توحيد الصف الإسلامي في السودان يعني الخطوة الأولى لدعم الإخوان المسلمين في مصر والمساعدة في عودة شرعيتهم المنهوبة، والتجهيز مع الإخوان في مختلف بقاع الدنيا في الكيفية التي تعينهم على إرساء مبادئ وقيم الحركة الإسلامية، وترسيخ مفهوم الحكم حتى نتمكن من تغيير الخارطة في العالم العربي. ولعلها واحدة من الهموم الموضوعة في قائمة دستور الحركة الإسلامية منذ أمد بعيد.
} المفتاح الحقيقي لإعادة كثير من الأمور إلى نصابها الصحيح يندرج في هذه الخطوة التي أضحت واحدة من الأشواق والآمال التي تسيطر على فئة كبيرة من الإسلاميين، وأرجو أن تجد القبول الفعلي من قبل القيادات، انصياعاً لرغبة قواعدها التي ملت هذه الجراحات غير المبررة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية