الديوان

طقوس الزواج والرقصات والأغاني الشعبية عند قبيلة (الحمر) .. العراقة والاصالة

التراث السوداني وخاصة ما يختص بالأغاني الشعبية التراثية متميز وجميل ويحمل الطابع السوداني في كل المحافل الإقليمية والدولية.
  مثالاً لذلك نجد منطقة ولاية كردفان شمالها وجنوبها وغربها تتميز بأغانيها ورقصاتها التراثية المعروفة في السودان، ويمثل التراث (الحمري) لقبيلة (الحمر) المعروفة في غرب كردفان أكثر من (30%) من التراث الكردفاني الأصيل، وتغنى به فنانو كردفان المتميزين مثل الفنان “عبد القادر سالم” و”عبد الرحمن عبد الله” ومن الشباب الفنانة الشابة “نانسي عجاج” بأغنيتها المتميزة (التويا) و(أندريا).. في هذا الإطار التقت (المجهر) بالشاب “محمد صالح حمد الله خميس” المهتم بالتراث (الحمري) وهو من ذات القبيلة من قرية (زايد) ريفي (النهود)، وهو من الميامين المعروفة وسط قبيلة (الحمر)، والذي بدأ حديثه قائلاً: إن (الحمر؟) ينقسمون إلى (72) خشم بيت أشهرها الميامين وفي بدر والقيشمات وأولاد سوار والجخيصات وتعني (الأبل) والمنانعة والنواجات وغيرها، وكلهم تربطهم الرقصات والأغاني التراثية الموحدة بين خشوم البيوت وأشهرها رقصة (الجراري) المعروفة في قبيلة (الحمر) خاصة والسودان عامة، والتي تصطف فيها مجموعة من الرجال والنساء كل بجانب الآخر ثم تبدأ النساء بأداء الأغنيات الخاصة به ويصدر الرجال أصوات مميزة ويرتدون الجلابية والطاقية المعروفة، أما النساء فيرتدين الثياب الجميلة الزاهية الألوان ويزين رؤوسهن بالتمائم بجانب الودع الأبيض وثمار البلح.
ويمضي “محمد صالح” قائلاً: إن (الجراري) من أشهر الرقصات بجانب رقصة (العجيلة) الذي يقول مقطعها (جداد الروم كاكا رمي أم دوولي جاكي بلا) وهنالك أيضاً رقصة (كدنوايا) التي تقول كلماتها:
(كدندايا كدندايا كل زول بي رايا)
وتقوم بأدائها مجموعة من النساء (بالرقبة) (عنق المرأة)، وهناك رقصة (البادة) التي بدأت منذ قديم الزمان رقصها أجدادنا وحبوباتنا الأوائل.. وهنالك أيضاً رقصة تميز قبيلة (الحمر) على إيقاع أغاني (الدلوكة) التي تعتبر من الأغاني التراثية منها أغنية (الكباشي) الشهيرة على مستوى السودان تقول كلماتها:
(الكباشي كان يرضى يسكني ودبنده الليموني).. وأغنية (أندريا) وتقول كلماتها:
حلاوة القرطاس أندريا الفي الخشيم تتماص أندريا
كان ما الصبر تكليف أندريا من بيتكم ما بقيف
(أندريا) الزارعنو في الصريف (أندريا) يسقيك بلا خريف (أندريا)..
بجانب أغاني الطنبور وهو يختلف عن طنبور قبيلة الشوايقة بصفته المتميزة لقبيلة (الحمر).
أغاني الزواج
ويستطرد “محمد صالح” قائلاً: إن لقبيلة (الحمر) أغانٍ تختص بالزواج، وهناك أغانٍ تغنى في مناسبات الزواج مثل أغنية (التويا) التي تغنى لوالدة العروسة عندما يحضر العريس إلى بيت العروس ويريد اصطحابها إلى (بيت الزوجية) إلى (يوم الدخلة) وتقول كلماتها: (يا بكيرة الميقين أم روبه حلفت البيعة مقلوبا) ويتغنى بها الرجال من جهة أهل العريس، ثم بعد ذلك تقدم أم العروس وليمة العشاء الطازجة، ويقدم الطعام الذي يتكون من اللحوم والعصيدة (دافئاً) وتسمى ذبيحة أم العروس أو العشاء الذي يقدم (بالحارة) ثم يقام الحفل ويرقص أهل العروسين طرباً وفرحاً ومرحاً.
مراسم العقد في وقت الضحى
ويمضي “محمد صالح” قائلاً: إن مراسم العقد تتم في وقت الضحى بعد الخطوبة والحفل ثم يقطعون يوماً (لجلب) الشيلة، وبعد العقد يتناول الضيوف داخل منزل العروس وجبة الفطور المتميزة (بالعصيدة) والشية الضأن أو الإبل، ثم تقدم أم العروس زجاجة (السمن) هدية للعريس، وتقدم القهوة والشاي (لليوم المفتوح) في تناول الوجبات الثلاثة، وبعد تناول وجبة الغداء يجتمع أهل العروسين قبل غروب الشمس ثم يجهز أصدقاء العريس الحصان أو الحمار ثم يزينونه ويأتون به ثم يركب عليه العريس ويقوده والد العريس أو عمه ويجوب به شوارع القرية ويصحبنه (حبوباته) و(خالاته) و(عماته) وبنات خيلانه وأعمامه، ويقوم أهل العريس بضرب السلاح الناري والدفوف وتنطلق زغاريد الحسان وتعلو أصوات الحكامات وتقوم الجميلات بإعطاء العريس الشبال حاسرات رؤوسهن ذات الشعر الطويل المتدلي على أكتافهن.
ثم يحملون العريس على السرير المعد مسبقاً لجلوسه المزين بالملاءات الملونة بالألوان الزاهية وهو (مجرتق)، ثم تأتي مرحلة الجلد فيقوم العريس بجلد كل من يتقدم في حلبة الرقص المعدة لذلك، فيجلد العريس كل شاب لديه رغبة فيقف أمام العريس ثم يقوم بخلع ملابسه ويقوم بضربه بكل قوته مع زغاريد الحسان، ويتراوح عدد ضربات السياط أكثر أكثر من (5) جلدات، ثم تأتي مرحلة تسليم العروس لعريسها فتقوم (صحبات) العروسة بحملها على (البنبر) ويدخلنها غرفتها، ثم يأتي أصحاب العريس يحملون العريس على السرير وإدخاله على عروسته.. هكذا تنتهي مراسم (الزواج الحمري).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية