أخبار

يا لطيف!

{ حمل الأستاذ “محمد لطيف” معطفه وحزمة أوراقه ليصوب انتقاداتٍ لنظام ديمقراطي انقلب عليه تحالف (العسكر) والأمراء والملوك والغرب.. فأصبح د.”محمد مرسي” أول رئيس مصري تأتي به صناديق الاقتراع نزيلاً في غياهب السجون إلى جوار “حسني مبارك” الذي أزاحته الثورة المسروقة، وعاد فلوله محمولين على دبابات عسكر “السيسي” للسلطة في رابعة النهار الأغر!
{ “لطيف” عدد إخفاقات الرئيس الشرعي د.”مرسي” دون الإجابة عن سؤال بديهي: هل إخفاقات الرئيس تبرر أخلاقياً للمؤسسة العسكرية الانقضاض على السلطة في غسق الليل وزج المشروعية الشعبية؟ وهل كان الرئيس المصري الشرعي يحكم فعلاً من خلال مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي للإخوان؟ أم هي دعاية “لحمدين صباحي” و”هالة عبد المنعم” و”مصطفى الفقيه” وحتى “عمرو موسى” لوصم النظام الديمقراطي بالفشل!
{ ولو كان “مرسي” يحكم من خلال مكتب الإرشاد ما الذي جعل الإسلاميين في مصر يخرجون عن عباءة تنظيم الإخوان بحزب عريض أطلقوا عليه (العدالة) مقرونة بالحرية، مثلما خرج الإسلاميون في السودان من (طربوش) التنظيم الدولي وافترع د.”حسن الترابي” جبهة الميثاق الإسلامي ثم الجبهة الإسلامية القومية ثم المؤتمر الوطني!
{ ما حدث في مصر إزاحة لنظام ديمقراطي بوسائل غير ديمقراطية بتواطؤ إقليمي، نثر المال ريالات ودينارات ودولارات في ميدان التحرير لتحفيز المتظاهرين على الصمود والبقاء لمدة أطول حتى (تكتمل) فصول المؤامرة على النظام الشرعي وإسقاطه، وربما تنامى لعلم الأخ الأستاذ “محمد لطيف” أن ثلة من السودانيين خرجوا في ذلك الصباح لميدان التحرير لمعرفة ما يحدث وإذا بهم أمام رجل ينثر مائة جنيه مصري لكل من تقع عينه عليه في الميدان (حق فطور)!! ونال السودانيون نصيبهم من المال الذي دفعت به مشيخات الخليج وممالكها لإسقاط النظام الشرعي في مصر!
{ ما الذي جعل الكهرباء شحيحة في مصر؟ هل نضب التوليد من السد العالي؟ أم الدولة (العميقة) هي التي استعصى على “مرسي” سبر غورها.. ومن وراء أزمة الغاز في مصر؟ المال يا أخي “لطيف” يصنع الأزمات والثورات ويغبش الوعي.. وقد بلغ النضال من أجل إسقاط نظام شرعي أن تعرت فتاة عن ملابسها داخل مسجد في السويد ولم يردعها رادع أو قانون وهي تتربص بالمسلمين حتى يتصدى لها (رجل) وتتخذ الحادثة ذريعة لإغلاق مسجد.. هل الحرية أن تنتهك (عاهرة) حرمة بيت من بيوت الله وتخلع ملابسها في وجه المصلين رفضاً لحكم الإسلاميين في مصر..
{ بالمناسبة موقع (الراكوبة) المحسوب على الحزب الشيوعي السوداني، نشر صورة الفتاة المصرية، ولكنه وضع قطعة سوداء على صدرها.. وتلك قيمة وخلق سوداني للموقع، بينما الثوار المصريون نشروا صورة الفتاة عارية في شهر رمضان.. فهل التفسخ يسقط حكماً شرعياً؟ وألا يبرر سلوك جماعات عسكر “السيسي” وحلفائه للإسلاميين في مصر استخدام كل وسيلة لاسترداد الحق المسلوب ومثلما (تدين تدان).
{ القوى الديمقراطية والتقدمية والمستقلون من أمثال الأستاذ “محمد لطيف” أخلاقياً كان أحرى بهم إدانة الانقلاب العسكري أولاً ثم محاكمة النظام الشرعي ثانياً، ولكن في الاتحاد الأفريقي قدوة ومثالاً في المبدئية حينما رفض الانقلاب ووقف مناهضاً له، بينما الغرب الديمقراطي يدعم سلطة عسكر “السيسي” الذي سأله أحدهم في (سودانيس أون لاين): “السيسي من فرعنك”، الإجابة: مصر الفرعونية لا يحكم إلا فرعون.. وكيفما تكونوا يولى عليكم!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية