تجمع (مخجل)
{ في الأخبار أن أحزاب المعارضة السياسية تعتزم طرح مبادرة لتقريب وجهات النظر بين قيادات الحركة الشعبية في جنوب السودان على إثر قرارات الرئيس “سلفاكير” الأخيرة التي أطاحت بعدد من القيادات. إذ إن التجمع المعارض لحكومة الشمال مهموم جداً باستقرار الجنوب وحريص على تقديم كل المساعدات الممكنة التي تؤهل قياداته في توحيد صفهم الداخلي وتمكين وحدتهم لتنعكس إيجاباً على الدولة الجديدة.
{ تجمع المعارضة الكرتوني فقد البوصلة تماماً وباتت قياداته تمارس الهذيان في منتصف نهار رمضان المرتفع الحرارة، لأن المخطط العام لهذا التجمع الفطير يندرج في كيفية زعزعة استقرار الشمال ومن ثم تحريض المواطنين البسطاء وإشعال النيران في أماكن مختلفة لتنفيذ مخططاتهم المفهومة والمعلومة، ثم يهرولون إلى الجنوب ويجتهدون في معالجة مشاكله ويتسارعون في البحث عن مخارج ومنافذ للحلول، لأن المحرك الأساسي للقضية ككل يندرج في استخدامهم كقطع الشطرنج من أجل الوصول للهدف الكبير.
{ الهم الكبير الذي يحمله التجمع لأوضاع الجنوبيين لم نره على الإطلاق في الواقع الشمالي، ولم نشاهد أياً من قياداته في المناطق الطرفية مشاركاً للفقراء وماداً يد العون، بل لم نقرأ لأي منهم تصريحاً يبين أن الخطوة الإولى في الإصلاح الذي ينشدونه ينطلق في البحث عن آلية تعينهم على تقريب وجهات النظر داخل البيت السوداني الشمالي حتى يتمكن السودان من معالجة مشاكله بسهولة، لأن هذه الحيثيات غير موجودة في دفاترهم المتهالكة وغير مضمنة في القائمة الموضوعة في أدراجهم الخربة.
{ إن كانت القيادات إياها حريصة على السودان كما تدعي من خلال مؤتمراتها الفطيرة كان الأجدي بها أن تقدم أطروحات متوازنة تستوعب كل أطراف الصراع السياسي لتخرج بآلية تعينهم على التغيير المجيد الذي ينصب في مصلحة المواطن، ومن ثم تساهم في إحداث التنمية المطلوبة التي تحدث تعديلات واسعة في مناحي الحياة كافة لتكون المحطة الأولى لمحاربة العطالة ومعالجة خلل التعليم والصحة والثقافة والإعلام وغيرها من مكونات الحياه المجتمعية.
{ غادرت قيادات المعارضة ذاتها في السابق ومثلت أمام قيادات الحركة الشعبية في حادثة مقتل سلطان الدينكا في إطار برنامجها المفتقر لأبجديات وأدبيات العمل السياسي المحترم، ومن ثم تسارعت في إطلاق تصريحاتها المشاترة التي تبين انشغالها بالأحداث الأخيرة في جوبا مما يعني أن الخطوط العامة لهذه المجموعة منضوية تحت لافتة تصفية الحسابات الشخصية ومن ثم الانبطاح لإرضاء القيادات الجنوبية التي ما زالت تعتقد فيهم خيراً يمكن أن يقدمهم إلى العالم من خلال مساندات تعينهم على الإطاحة بالمؤتمر الوطني، لأن الأغبياء ما زالوا يأملون في انقلاب يقودهم إلى القصر الجمهوري رغم أن ظنهم قد خاب مئات المرات حينما راهنوا على المواطن السوداني الواعي والمدرك لكل هذه الحيثيات المطروحة.
{ مهازل هذه الشخصيات وضعف مكونها وحضورها السياسي يجعلها تعيش في حالة من عدم التوزان واللاوعي الذي يلقي بها في ترهات الزيف لتنضم إلى المجموعات التي أضحت في دفاتر التاريخ المنسية والمحاطة بالخبث والغثاء والتخبط العشوائي وحب الذات المرضي.
{ أزماتنا الحقيقية في السودان في هذه المجموعات الشيطانية التي جاءت بها الأقدار إلى ساحات العمل العام بعد قرارات الرابع من رمضان لأن سجلات السياسة لم تضم هذه الأسماء من قبل حينما كانت السياسة ساحات لمن يقدم بعطاء معروف وصافٍ لا تشوبه شائبة.
{ الأستاذ “كمال عمر” المحامي.. لا أدري متى بدأت العمل السياسي لأن التاريخ القريب والبعيد للعمل العام لم يضم اسمك ضمن المدونات المعروفة، ولكننا سنتعامل مع معطيات العمل بالمتواجد على الساحة الآن، لذلك فإن هواتفك مع “باقان” ينبغي أن تنصرف نحو أعضاء تجمعك (المفترق) لتوحيد المجموعة المكونة للمعارضة حتى تتمكن من إيجاد إجماع في ما بينكم، ومن ثم فابحثوا عن مشاكل الآخرين.