قلة الأمطار في القضارف تنذر بخروج بعض المحاصيل والولاية تنصح بتدابير بديلة
سادت حالة من القلق وسط مزارعي ولاية القضارف بسبب تأخر هطول الأمطار وهذه الحالة تمددت إلى أرياف وحضر وبوادي مدينة القضارف كافة لأن حياة سكانها مرهونة بقدوم الخريف ونزول الغيث من السماء، فإن فاضت عليهم السماء بالغيث تكون قد هبت عليهم بالنعم والخيرات، وإن غاضت عليهم السماء وأمسكت الماء تكون بذلك قد حكمت عليهم بالشقاء والعنت والفاقة وشذف العيش، فالكل في أصقاع الولاية في انتظار قطرات المياه من السماء لتسطر لهم مستقبل زرعهم وحصادهم القادم سيما وأن الولاية تعتمد على الري المطري، سيما وأن بعض المحاصيل ستخرج من الدورة الزراعية في هذا الموسم بعد تاخر هول الأمطار .
حكومة القضارف توصي بصلاة الاستسقاء
طالبت حكومة ولاية القضارف جميع مواطنيها بجميع محليات الولاية الخروج للميادين والساحات لأداء صلاة الاستسقاء والدعاء والاستغفار حتى ينزل الغيث من السماء ليسقي الزرع والضرع ويتمكن المزارعون من زراعة بداية عميات التحضيرات للموسم الزراعي والاستئناف علميات زراعة فلاحة الأرض.
والي القضارف يزرف الدموع
في مشهد حزايني ذرف والي ولاية القضارف “الضو محمد الماحي” الدموع أثناء مخاطبته عقب صلاة (الجمعة) بإحدى مساجد الولاية المصلين وطالب الوالي المواطنين بالتوجه لأداء صلاة الاستسقاء والإكثار من الاستغفار والدعاء، وتخوف الوالي خلال حديثه أن يكون تأخر الأمطار بسبب ظلم الحكام وعدم دفع كفالة الأيتام.
خروج محاصيل من دورة الزراعية
وفي المقابل كشف وزير الزراعة بولاية القضارف الدكتور”محمد عثمان محمد نور” في حديثه لـ(المجهر) أن تأخر هطول الأمطار في هذا الموسم قد يؤدي إلى خروج بعض المحاصيل من دورة الزراعية مثل السمسم والقطن، وأعرب عن أمله في أن ينتهي الخريف متأخراً مثل ما بدأ متأخراً حتى يمكن المحاصيل من إكمال دورتها الزراعية، وأضاف أن الموسم حتى الآن شهد هطول مطرتين في عينة (النترة) إلا أن هنالك أمطار خفيفة كانت في عينة (الضراع) التي هي تمثل بداية الخريف، وأشار إلى قيام وزارته بالتوجيه للمزارعين عبر مراكز نقل التقانة والإرشاد المنتشرة بأنحاء الولاية بالشروع في بداية عمليات الزراعة دون انتظار هطول الأمطار خاصة فيما يتعلق بزراعة محصولي القطن والسمسم .
ومضى الوزير قائلاً (ليس من مخاطر في ذلك لأن الأمطار تأتي بغتة) وقال إن الاستعدادات للموسم الزراعي كانت جيدة وتم حشد المعينات كافة له خاصة بعد نجاح الموسم السابق تحقيقه إنتاجية عالية، وحول موجة القلق التي انتابت المزارعين قال إنها عادية ودعا المزارعين الى ضرورة الإكثار من الدعاء والاستغفار وإحياء قيم التكافل والتراحم.
كذب المنجمون ولو صدقوا
في كل بداية موسم خريف تبدأ الهيئة القومية للإرصاد الجوي في السودان في إصدار نشراتها الخاصة بالتنبؤ حول كميات أمطار وهطولها التي تحدد نجاح الموسم ويبدو أن الهيئة لم يحالفها الحظ في تنبؤاتها مع مراكز التنبؤت العالمية إلا أنه وضح جلياً أن الهيئة تعمل وفقاً للمتاح لها بعيداً عن الغيبيات وهي عند الله وهو الذي ينزل الغيث وأحياناً قد تصدق تلك التنبؤات، وأوضح وزير الزارعة أنه حسب القراءات والتنبؤات من هيئة الإرصاد أن خريف هذا العام سوف تكون أمطاره فوق المعدلات، وأن هنالك كوارث فيضانات وإضافة أنهم لا ينكرون القراءات العلمية للهيئة ولكن الأمطار تأتي من عند الله مستدلاً بالآية القرآنية: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ*أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) صدق الله العظيم.
قلق داخل اتحاد المزارعين
فيما ذهب نائب رئيس اتحاد المزارعين ولاية القضارف “حمزة عبد القادر عبد المحسن” في ذات الاتجاه الذي ذهب إليه وزير الزراعة والإرشاد أن تأخر هطول الأمطار قد يؤدي إلى خروج بعض المحاصيل من الدورة الزراعية مثل السمسم والقطن وقال ان زراعتها في هذا الوقت تحسب مخاطرة للمزارعين، وناشد المزارعين ضرورة زراعة المحاصيل الذرة الخفيف مثل أرفع قدمك وحرير وكروكورو وهي محاصيل ذات الإنبات السريع وتتحمل قلة المطر.