متطوعون شباب يساعدون الأطفال المرضى والأسر الفقيرة بالدواء والكساء
تنشط مجموعات شبابية لتوفير الدواء وإجراء الفحوصات الطبية للمرضى الذين لا يملكون قوت يومهم، وتدشن حملات للتبرع بالدم وجمع الملابس بغرض إعادة تأهيلها مرة أخرى وتوزيعها للمحتاجين لإدخال الفرحة في النفوس.
هذه المجموعات الشبابية – التي سمت نفسها (شارع الحوادث) ومجموعة (صدقات) – تعمل في توزيع الإفطار الرمضاني بمستشفيات الخرطوم مع عملها الأساس – بخلاف شهر رمضان – في جلب احتياجات المرضى بعد ارتفاع أسعار الدواء، كما لا تنقطع عن المستشفيات بعض مساهمات منظمات المجتمع المدني غير الحكومية.
وأطلقت المبادرة حملة (ﻫﺪﻭﻣﻚ ﻓﺮﺣﺔ ﻟﻨﺎﺱ ﺗﺎﻧﻴﻴﻦ) ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ، وتهدف إلى ﺠﻤﻊ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻟتساعد ﻓﻲ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻُﺳر ﺍﻟﻤﺘﻌﻔﻔﺔ، ﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋوﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﻔﺮﺯ ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ “ﺳﺎﺭة ﺻﺪﻳﻖ” ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺽ.
وبدأت فكرة إنشاء مجموعة ( شارع الحوادث) – وهو الطريق الرئيسي أمام المستشفيات في الخرطوم – في شهر رمضان من العام 2011 عندما توفيت طفلة عند الساعة الثانية صباحاً ولم تكن هنالك أموال لاستئجار عربة لحمل جثمانها إلى ذويها.. وعلى الرغم من أن افراد المجموعة الطوعية كانوا ينشطون منذ العام 2007 في توفير الأدوية للأطفال المصابين بمرض السرطان وتذاكر السفر، لكن تلك الحادثة المؤلمة غيرت من فكرتهم لتوسيع العمل الطوعي.
وتقول الطبيبة “نجلاء الطاهر محمد” – مدير طبي مناوب في مستشفى الأطفال بالخرطوم: (المجموعات الشبابية المسماة بمبادرة شارع الحوادث لا أستطيع أن أزكي المتطوعين فيها بأية طريقة.. وأثناء عملي في الوردية بالمستشفى مرتين في الأسبوع قدموا إلينا مساعدات أنقذت حياة الكثير من الأطفال، وهم نظموا أنفسهم عبر جدول يومي للعمل في شكل مجموعات تعمل ليلاً ونهاراً، ونتصل عليهم عبر الهواتف للمساعدة في جلب احتياجات المريض من أكياس الدم، وهم يرافقون بعض الأطفال الذين لا أهل لهم. وما يقوم به المتطوعون من عمل لا نستطيع نحن كأطباء أن نفعله.. ولديهم شبكة واسعة من العلاقات عبر (النت)، ويجلبون للمرضى أدوية ثمنها غال جداً، ويقومون بإجراء الفحوصات الطبية ودفع تكلفة عمليات طبية بملايين الجنيهات، وهم رحيمون جدا وبقوتهم الاقتصادية ينقذون الأطفال من الموت).
ويقول أمين الإعلام والعلاقات العامة بمبادرة (شارع الحوادث) “يوسف أبوبكر”: (إن المتطوعين يقومون بجلب الاحتياجات اليومية للأطفال بعد أن جذبت الصفحة الرسمية للمجموعة على شبكة التواصل الاجتماعي (65) متطوعاً ومتطوعة يعملون بصورة يومية ولمدة (24) ساعة. وأضاف: (خلال الشهور الثلاثة الماضية بلغ عدد الحالات المستفيدة من الخدمة (2573) حالة من دون إحصائية شهر يوليو، ونوفر العلاجات المطلوبة والفحوصات الطبية للمرضى ونحل مشاكل السفر، وندعم العمليات المستعجلة، بخلاف عملنا في توفير الدم من خلال الحملات التي ننظمها للتبرع.. وهدفنا الأساسي التركيز على مرضى الكلى والقلب المفتوح والسرطان ولكن نقدم الخدمات لكل من يحتاج من الأطفال بغض النظر عن نوع المرض، ونحتاج إلى أن تتفهم شرائح المجتمع مبدأ المبادرة والتكافل ونشر الثقافة بين الناس، فهنالك الكثير من الطعام الذي يرمى في القمامة وكذلك الملابس، من الأولى أن نتبرع للمحتاجين في المستشفيات الذين يمرون بظروف صعبة.