بريطانيا .. و(الحوش) .. وهذه (الوكالات)!!
– 1 –
{ في الوقت الذي ينشط فيه (الفرنسيون) في توطيد علاقاتهم وتعميق ثقافاتهم، من اللغة إلى الفن، في البلدان (الفرانكفونية)، أو التي كانت تستعمرها “فرنسا”، من “لبنان” إلى “تونس”، ومن “المغرب” إلى “الكنغو” و”السنغال”، وعلى امتداد (56) دولة، فإن السادة (الإنجليز)، الذين كانوا يستعمرون بلادنا، لا يبذلون جهوداً تذكر في ترميم وتطوير العلاقات (الثنائية) و(الجماعية) مع السودان، وغيره من أقطار الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس.
{ علاقات الرئاسة الفرنسية ظلت قوية مع الرئيس “بشار الأسد” إلى ما قبل اندلاع الثورة في سوريا بأيام، كما تحتفظ “باريس” بشبكة تواصل راسخة مع تشكيلات السياسة في “لبنان”، من (السنة) إلى (الشيعة) إلى المسيحيين (الموارنة). الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” كان في زيارة إلى “تونس” قبل أيام، رغم أن الحزب الحاكم فيها هو (النهضة الإسلامي) الذي يتزعمه الشيخ “راشد الغنوشي”.
{ بالمقابل فإنّ “بريطانيا” تتزعّم الآن حملة (التحريض) على توقيف الرئيس “البشير”، رئيس أهم دولة محوريّة تربط بين العرب والأفارقة في القارة السمراء!
{ الدور البريطاني سالب في الملف السوداني، وحكومتها تحتاج إلى الانخراط في مراجعة حقيقية لسياساتها ومواقفها (الإستراتيجية) تجاه “الخرطوم”، بعيداً عن الحكومات والأحزاب، حيث تذهب الحكومات ويبقى السودان.
– 2 –
{ في عقد التسعينيات من القرن المنصرم كان اللواء “صادق محمد سالم”، محافظ أم درمان، يتحدث بأسى في اجتماع بمكتبه، كنتُ من بين الحاضرين له مع رموز وفعاليات سياسية واجتماعية، عن (فقر) أم درمان – العاصمة الوطنية للبلاد – في مجال الفندقة والسياحة والمطاعم الحديثة لتقديم خدمات تليق بسكانها أهل المدينة والتحضر.
{ وبعد سنوات طويلة، وفي منتصف العام 2013، يأتي السيد الخليفة “عبد المجيد عبد الرحيم” رجل الأعمال وأبرز أقطاب (الختمية) وساعد مولانا (الميرغني) الأيمن، ليستثمر مع آخرين في مشروع سياحي راق على الشاطئ بأم درمان، جوار (الطابية المقابلة النيل)..!
{ مطاعم وكافتريات (الحوش) نقلة سياحية عظيمة تقفز بمدينتنا – قلب السودان النابض ومزيجه النادر وبوتقة قبائله ونواحيه – إلى مراق تناسبها وترفع درجاتها الفندقية إلى فصيلة (النجمات الخمس).
{ قبل حلول شهر رمضان المعظم، بأيام، دخلتُ (الحوش) مع بعض الأصدقاء، وكنتُ قد عجزتُ عن تلبية دعوة (الخليفة) لحضور حفل الافتتاح، فأدهشني هذا (الحوش) الجميل الرحيب المرشوش بعبق (البقعة) المباركة.
{ إنابة عن أهلي.. (أولاد وبنات أم درمان).. شكراً سيدي “الخليفة عبد المجيد”.. أحسنت.. أحسنت.
– 3 –
{ درجت بعض الشركات والمؤسسات والبنوك التجارية، خلال الآونة الأخيرة، على إنابة (وكالات إعلان) عنها لدى الصحف وأجهزة الإعلام، للقيام بمهام نشر الإعلانات، تصميمها، وبرمجتها، وتسلم قيمة الإعلان وتسليمه للصحف منقوصاً بنسبة كبيرة (تخفيضات وعمولات)!! لقد تحملنا كناشرين للصحف هذه الممارسات المضرة بالمؤسسات الصحفية، سنوات عديدة، غير أن الخطر تعاظم بتكليف وكلاء ووكالات (وهمية) أو ضعيفة بأمر الإعلان، تأكل أموال الصحف بالباطل، وتحت سمع وبصر تلك الجهات الاعتبارية الكبيرة.
بالله عليكم ما الذي يدعو بنوكاً (إسلامية) كبيرة إلى التعامل مع الصحف عبر (مناديب)، يمنحونها تخفيضات (قسرية) كبيرة، وهم لا يملكون هذا الحق في غياب الناشرين الذين يضطرون للنشر لاحقاً خيفة خسران العلاقة مع تلك البنوك؟! بنك يمنح شركة أو مستثمراً تمويلاً لشراء (طائرة) بمليارات الجنيهات.. هل يُعجزه أن يدفع قيمة إعلان (نصف صفحة) كاملاً غير منقوص، ومباشرة وبدون وسيط؟!!
{ شركة ضخمة مثل (الأسواق والمناطق الحرة) تظل تعلن على صفحاتنا (الأولى) و(الأخيرة)، طيلة شهري (ديسمبر) و(يناير) الماضي، عن معرض الخرطوم الدولي، بقيمة تبلغ (عشرين ألف جنيه)، وعندما يطول الانتظار لستة أشهر طويلة دون سداد، تسعى إليهم إدارتنا المسؤولة عن الإعلان والتسويق، فترد الشركة بخطاب رسمي، وبكل (قوة عين) أن اذهبوا إلى (وكالة التسويق) – وكيلنا الإعلاني – وطالبوها بالمديونية، فإن لم تفعل فدونكم النيابات والمحاكم!!
{ مجموعة تجارية عالمية كبرى مثل (سامسونج)، تكلف وكالة إعلانية في السودان اسمها (نازو)، تظل تعلن بمبلغ يفوق (الخمسين ألف جنيه) على صفحات (المجهر)، وتتأخر عن السداد لخمسة أشهر مستمرة، ولا تأبه لمطالبات الصحف بمديونياتها، وكأنها شريكة معنا في الأسهم!!
{ شركة “فلاي دبي” للطيران تبيع تذاكر السفر إلى الإمارات العربية المتحدة، وتسيّر الرحلات الجوية كل يوم، وتعجز عن سداد (ألفين وخمسمائة جنيه فقط) قيمة إعلانات نشرت بأمر صادر عن الشركة، وتحيل مندوبينا إلى وكيل إعلاني يتهرب، وهي تعلم أنه يتهرب بعد أن ذهبت القروش (شمار في مرقة الاستهبال)!!
{ على الشركات والبنوك والمؤسسات (الحكومية) و(الخاصة)، أن تحترم الصحف، ولا تشارك في عمليات (النصب والاحتيال) عليها.