أخبار

أبصر شرقاً (2)

{ اتفاقية الشرق التي وقعت مع حاملي السلاح في أسمرا، وجدت من الدعم التنموي الوطني والإقليمي ما لم تجده حتى اتفاقية دارفور الموقعة في الدوحة مع د. “التجاني سيسي”.. وطبقاً للأرقام التي ينشرها “أبو عبيدة دج” المسؤول الأول عن تنفيذ مشروعات اتفاقية سلام الشرق، فإن عدد المدارس قد تضاعف عشرات المرات، ومشكلة نقص المياه قد تمت السيطرة عليها في أرياف كسلا وبورتسودان باستثناء البحر الأحمر.. ويقول د. “مصطفى عثمان إسماعيل” المشرف السياسي على ولايات الشرق بوصفه من تولى الملف وسخر علاقاته بالخليجيين ودولة الكويت – بصفة خاصة – كوزير خارجية سابق لاستقطاب الدعم المالي لمشروعات النهوض بالشرق.. يقول إن المانحين أوفوا بعهودهم.
إذا كان الأمر كذلك كما في تصريحات “أبو عبيدة دج” وبياناته المنشورة في الصحف، فما الذي يدعو للتململ والتهديد بالعودة لحمل السلاح وتحريض السيد “ياسر عرمان” للشرق ليقاتل المركز؟!
{ هل التنمية وحدها كفيلة بحل المشاكل السياسية.. باعتبار أن كل من يحمل السلاح يدعي أن التخلف الذي تعاني منه الأطراف هو المبرر الوحيد لحمل السلاح.. فلماذا يهدد البعض بحمل السلاح في شرق السودان وتهدد بعض جيوب مؤتمر البجة بالانسلاخ والخروج عن عباءة حكومة الوحدة الوطنية؟! الإجابة عندي أن للشرق قضايا سياسية لم تخاطبها الاتفاقية الموقعة في أسمرا.. وإلا بالأرقام المنشورة وبواقع النهضة التي تشهدها مدينة بورتسودان بفضل أداء حكومة الوالي “ايلا”.. كان حرياً بإنسان الشرق أن يقول شكراً للإنقاذ.. لا أن يهدد بالخروج عليها وإعادة حمل السلاح!!
{ صحيح أن نصيب الشرق في السلطة المركزية لا بأس به مقارنة بجهات أخرى كالجزيرة والنيل الأبيض وولايات كردفان الثلاث.. لوجود مساعد لرئيس الجمهورية “موسى محمد أحمد” ووجود المهندس “إبراهيم محمود حامد” في ثاني أهم وزارة بالحكومة الاتحادية بعد الدفاع.. ألا وهي الداخلية.. وحتى منصب وزير الدولة في الداخلية ذهب أيضاً لشرق السودان.. لكن هل الوزارات هي ما يجعل الإنسان يشعر بالرضا ويتنامى إحساس الشعور بالقومية لديه لمجرد أن وزيراً من منطقته يتبوأ منصباً رفيعاً في القصر الرئاسي؟! أم أن الإحساس بالرضا والشعور بالمشاركة القومية وأن الناس في الوطن سواسية، بواعثه غير كراسي السلطة ومشروعات التنمية؟!
{ هل لأهل الشرق – مثلاً – وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم نصيب في أجهزة الإعلام القومية.. أم تسيطر على هذه الأجهزة عقليات يخيل إليها أن ثقافة السودان الغنائية هي (الطمبور والحقيبة والمديح)!!
{ ولكن هل مجرد الإحساس بأن ثقافة جهة ما لا تجد نصيبها من البث والشيوع تمثل دافعاً موضوعياً لحمل السلاح في وجه السلطة والخروج عن سلطانها؟!
{ إن دوافع حمل السلاح قد تكون (ناقة) كما في حال تمرد “مناوي” و”عبد الله أبكر”.. أو نتيجة انتخابات كتمرد “الحلو” في كادقلي.. وربما (فنجان قهوة) في شرق السودان إذا كان أشهر أغنيات عقد الجلاد تقول إن (فنجان قهوة بشمالو يسوى الدنيا بي حالو)!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية