(المجهر) تكشف كواليس حلقة (الحوت) التي أبكت السودانيين
(محمود عبد العزيز الفنان الذي قتله الحب)، عبارة ابتدر بها النطاسي “السر أحمد قدور” برنامج (أغاني وأغاني) أمس الأول، قال إنه كتبها بعد سماعه خبر رحيل (الحوت)، عبارة أظنها لخصت كيف أن “محمود” عاش رجلاً مثيراً للدهشة والإعجاب، أحبه الناس كما لم يحبوا مطرباً غيره في تاريخ السودان القريب، كما أنها لخصت كيف ستكون الحلقة التي خصصها البرنامج للحديث عن الراحل والتي أتت مترعة بالشجن وكثير من الدموع.
تململ عدد من محبي الراحل “محمود عبد العزيز” بعد مرور ثلاثة أيام ولم تبث القناة الحلقة التي سجلت عن الراحل، وأبدى بعضهم خشيته من أن تكون ثمة عراقيل قد منعت بثها.. بيد أن ترويج عبر عدد من صحف أمس الأول جعلهم يتنفسون الصعداء.. استعانت فيها القناة بنماذج غنائية قديمة للراحل كانت إبان مشاركته في ذات البرنامج قبل نحو ثلاث سنوات.. وتحدث “السر قدور” عن كيف أن “محمود” كان يصر على الغناء رغم الارهاق الشديد الذي كان يعاني منه.
بالرغم من الجهد الكبير الواضح الذي بذلته إدارة (النيل الأزرق) في الحلقة لإخراجها بما تتناسب والقيمة الجماهيرية العالية التي يتمتع بها “محمود”، إلا أن نقداً كثيفاً وجه لها لتأخير بثها.. بالإضافة إلى نقد تخطى الخطوط الحمراء طال مطربي الحلقة الذين رددوا أغنيات الراحل بأن دمغهم البعض بالتمثيل وأن دموعهم لم تكن حقيقية وإنما كانت مصنوعة.. ولعل الوقائع التي تحصلنا عليها من مصادر موثوق بها كشفت كواليس ما دار في تسجيل حلقة (الحوت).
دموع قبل التسجيل
الاستعداد لحلقة الراحل “محمود” كان هماً يؤرق مضاجع إدارة البرنامج، وفي يوم التسجيل احتشد عدد كبير من جمهور “محمود” كان في مقدمتهم خريجة (نجوم الغد) “ميادة” التي اشتهرت بالغناء بمصاحبة آلة الرق خلال الدورة السابقة.. كما جاءت إلى البرنامج السيدة “نجوى العشي” زوجة الفنان الراحل بصحبة أبنائها (حنين وحاتم).. وعندما كانت الفرقة الموسيقية وعدد من الفنانين يراجعون الأغنيات التي سوف يرددونها في الحلقة دخل إلى الاستديو الفنان “جمال فرفور” الذي كانت تربطه علاقة قرابة وصداقة طويلة مع الراحل، داعب ابن الراحل “حاتم” بقوله: (إيه يا باشا)، وهي الجملة التي اعتاد (الحوت) قولها لإبنه عند مهاتفته وكلما يلتقي به، فرد عليه ابن الراحل بذات الجملة التي كان يرد بها على والده (الأحوال كلها ماشة)، وقتها انفجر “حاتم” ببكاء مر أبكى معه “فرفور” ومعظم الذين كانوا موجودين بالحلقة.
نقل “فرفور” إلى المستشفى
نقلت المصادر لـ(المجهر) الأجواء العامة التي كان عليها استديو تسجيل حلقة الراحل، مؤكدة أن الجميع كان في غاية الحزن قبيل بداية التسجيل، وأن الدموع التي انهمرت في الكواليس كانت أكثر بكثير من تلك التي انهمرت أثناء تسجيل الحلقات، وكان “فرفور” الأكثر تأثراً ورفض أن يردد أية أغنية للراحل بعد أن طلب منه مقدم البرنامج “السر قدور” الغناء.. وعندما اشتد الأمر عليه خرج من الاستديو وترك كرسيه شاغراً، وقتها كان “فرفور” بحسب المصادر منهاراً بشدة وأصيب بضغط نفسي رهيب ثم أغمى عليه وتم نقله إلى المستشفى بعد أن فقد وعيه.
ربما لم يكن هم القائمين على أمر البرنامج تقديم أغنيات الراحل بجودة عالية وبذات الطريقة التي كان يرددها “محمود” بقدر ما كان همهم بعث رسالة مفادها أن “محمود” في قلوبهم.. ولهذا لا يمكن الحديث عن إجادة “نادر عثمان” أو “أحمد مأمون” أو “طه سليمان” لأغنيات الراحل بقدر ما كان همهم أن “محمود” صاحب بصمة وجب الالتفات لها، وأنه كان عنصراً مهماً من حلقات البرنامج في إحدى دوراته.. وبالرغم من ذلك فإن الحلقة جاءت في اجمالها لفتة مقدرة تجاه (المطرب الذي قتله الحب) مثلما قال مقدم البرنامج “السر أحمد قدور”.