التعديل الوزاري .. من (كُباية) لـ (كُباية)!!
{ في ما تسرب للصحف من أنباء عن أن تعديلاً وزارياً وشيكاً سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة القادمات..
{ الخبر في حد ذاته مفرح ومبشر لعامة الناس من أهل السودان، ولكنه بالتأكيد مقلق ومزعج للوزراء ووزراء الدولة، أعانهم الله وإيانا على الصبر، والصيام والقيام، و(احتساب) أي تعديلات في الوظائف والمخصصات، فنحن في شهر الاحتساب والصدقات والزهد في بهرج الدنيا الزائل.
{ غير أنني لا أرى – مثل ما يرى كثيرون – داعياً لتعديل وزاري محدود، يتبادل فيه (بعض) الوزراء مقاعدهم، مع سحب وإضافة عدد من الشباب (المغمور) ضعيف القدرات، في مواقع (وزراء دولة) بالوزارات. أقسم بالله العظيم أنني وغير كثر، لا نعرف أسماء ولا شخصيات عدد كبير من وزراء الدولة، ومن نعرفهم نشهد بضعفهم وهزال أدائهم!!
{ وإذا كان (وزير الدولة) يجلس على الكرسي لعامين وثلاثة أعوام، فلا تعرف له خبراً، ولا أثراً، ولا نشاطاً، فما فائدة استوزاره للناس، وللحكومة، بل ولنفسه، سوى بضعة (ألوفات) من الجنيهات، و(الدولارات) من بقايا عوائد السفريات الخارجية!!
{ الوزير الذي يعمل يظهر عمله للناس سلباً أو إيجاباً. ليس بالضرورة أن (يحب) الوزير الإعلام، أو يطارد الصحف وكاميرات التلفزة، فالإعلام هو الذي يطارد (الفعل).. حسناً كان أم قبيحاً. والعكس صحيح، فإن الوزير الذي يسعى للإعلام دون إنتاج، يسخر منه أهل الإعلام سراً وعلانية.
{ ولهذا فمن المؤسف أن يشغل أحدهم منصباً (وزارياً)، ثم يغادره دون أن يعرفه الناس!! ومما يروى من سخريات الشارع السوداني من (الإسراف) في تعيين وزراء الدولة، أن أحدهم غاب عن (الحلة) – مكان سكنه – عدة أشهر، وبعد فترة التقى أحد (أولاد الحلة) في مناسبة اجتماعية، فإذا بالشاب يبادره بالسؤال: (وين يا أستاذ مختفي ليك زمن؟!) فما كان من صاحبنا إلا أن رد بحسرة وعجب: (والله بلد عجيبة.. الواحد يبقى وزير دولة.. وما تسمعوا بيهو؟!!)
{ نحن نريد تغييراً حقيقياً في التعديل الوزاري القادم، وإلا فلا داع له، فما الفائدة من (قومة النفس)، والاجتماعات حتى الساعات الأولى من الصباح، وتقارير الأداء، ولجان التقييم والضبط، إذا كانت كل الحكاية (تشيل دا من هنا.. تودي هناك.. وتجيب داك من هناك تختوا هنا).. أو كما قال أحد الظرفاء: (الجماعة ديل زي الببرّدوا في شاي الصباح بي كبايتين.. يكبوا الشاي في كباية.. ويفرغوه في الثانية.. ويرجعوه من الثانية للأولى. .وهكذا..)!!
{ (التغيير) الحقيقي ينبغي أن يتجه إلى أعلى، فيتقدم الشاب (المقتدر) إلى المناصب (السيادية) العليا، وليس في وظائف وزير دولة للإعلام، ووزير دولة للرعاية والضمان الاجتماعي.
{ انظروا ماذا فعلت القيادة (القطرية).. أمير دولة (قطر) الشيخ “تميم بن حمد” من مواليد العام 1980م، أي أصغر من كاتب هذه الزاوية بأكثر من (عشر سنوات)!! ومجلس الصحافة عندنا يطلب لوظيفة (سكرتير تحرير) سناً أكبر من سن أمير دولة قطر!!
{ إما أن تكون التعديلات ذات قيمة وأثر ومردود، أو فلا (توجعوا) رؤوسكم ورؤوسنا.. وتفتحوا الأبواب للمزيد من (النكات).. وكفاية (تبريد) الشاي من (كباية) لـ (كباية) أربعة وعشرين عاماً!!