الديوان

طلاب الداخليات في رمضان.. حنين لـ(فطور الوالدة).. و(برش الضرا)

خصوصية رمضان الكريم جعلت منه شهراً بملامح مغايرة لبقية شهور السنة.. هو شهر يتسم بروحانياته العالية التي تسمو بأرواح الناس طلباً للرحمة والمغفرة والعتق من النار.. كما أنه شهر يتميز بخصائص اجتماعية قد لا تتوافر خلال بقية أيام السنة، ففي هذا الشهر يحرص كل الناس على الالتقاء مع أفراد أسرهم حينما ترمي الشمس أحداقها غرباً.. ويرمون من على عاتقهم رهق يوم طويل يتلمسون فيه دفء الأسرة، ومداعبات الصغار قبيل الإفطار وبعده.. والأم تسعى بين المطبخ و(بروش) الإفطار وتمعن النظر إلى الأطباق وأواني المياه حتى تتأكد أن (كل حاجة تمام) وأن الإفطار لا ينقصه شيء سوى صوت الأذان.. تلك التفاصيل الحميمة هي ما يميز الشهر الفضيل اجتماعياً.. ولكن ثمة من أجبرتهم ظروف الحياة وطلب العلم أن يتركوا كل ذلك طائعين مختارين ويستبدلونه بجرعات من ماء في داخيات السكن، أو لقيمات من طعام مصنوع على عجل قد لا يقيم أودهم ولا يمنع عنهم جوعاً تسلل إلى بطونهم طوال أوقات اليوم الذي يقطعون ساعاته بين قاعات الدراسة والمكتبة.
{ حنين لـ(صينية رمضان)
(المجهر) تجولت في داخلية (الوسط) بجامعة الخرطوم لتقف (ميدانياً) على شعور الطلاب بقدوم شهر رمضان، وفروقات أجواء الإفطار ونوعيته في الداخلية ومناطقهم التي تتفرق في أنحاء السودان التي جاءوا منها.
رمضان في الامتحانات صعب جداً.. بهذه العبارات ابتدر “محمد الإمام” طالب النفط بجامعة النيلين، وهو من ولاية الجزيرة، حديثه، وأضاف إن هناك فرقاً كبيراً بين رمضان في ولاية الجزيرة والخرطوم، والأفضلية للصوم في (البلد) لأن الصوم بقرب الوالدين والأهل له طعم خاص جداً حيث التقى مع أشخاص لم ألتقهم لفترة طويلة ونجتمع معاً في صينية (الفطور)، ونتجاذب أطراف الحديث عن أحوال البلد والأصدقاء، لكن في الخرطوم الوضع بالنسبة لي مأساوي لأن معظم سكان الخرطوم يفضلون (الفطور) داخل منازلهم.. أما من ناحية (الفطور) في الداخلية فمعظمهم من الطلاب القادمين من الولايات مثلي تماماً لذلك تجدنا مع بعض، ودائماً (الفطور) يقدم من الصندوق القومي لرعاية الطلاب وهو عبارة عن (عدس وعصيدة وبلح)، وفي بعض الأحيان تقدم لنا الشركات وجبة مثل (زين) و(بنك النيلين) إلا أنها وجبات غير دائمة من حين لآخر.
{ تقشف قسري
أما “رمّاح عبد الرحمن” الطالب بجامعة الخرطوم (إعلام) الذي جذبه الحديث اقترب منا وقال إنه من ولاية النيل الأبيض لكنه لا يسكن في داخلية إلا أنه يريد أن يدلي بإفادته حول موضوع المقارنة بين رمضان في الولايات والخرطوم، قائلاً  إن الحديث ذو شجون لأن الفرق واضح لكل من عاش في الولايات، وقال: دائماً في الولايات نفطر في جماعة ومن المستحيل أن تجد شخصاً يفطر في بيته، حتى أصحاب الأعذار تجدهم يفطرون في الخارج، ووصف الجو العام بـ(الظريف) وليس به معاناة، ويعزو هذا للقرب من الأهل وأصدقاء الطفولة لكن في العاصمة تجد معاناة خاصة في المواصلات و(الزحمة الزائدة) في جميع المحليات.
بينما وصف “أحمد آدم” طالب (آداب الخرطوم) من الفاشر وجبة الداخلية بأنها (بييش) أي أنها رديئة ولا تمت إلى وجبة (البلد) بصلة، وقال إن (الفاشر) رمضانها رائع جداً وأن لديهم طقوساً خاصة برمضان وأنه يفتقدها في ظل (العصيدة والبلح) فقط اللذين يقدمان لهم في الداخلية، وقال إن طلاب (آداب الخرطوم) يقومون بإفطار جماعي.
من جهته، عزا “عبد الباسط يعقوب” (إعلام) الخرطوم اختلاف رمضان هذا العام إلى ارتفاع الأسعار بصورة جنونية، ويظهر هذا الاختلاف في معاناة المواطنين، ودعا “عبد الباسط” جمعية حماية المستهلك بضرورة المراقبة الجدية للأسواق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية