(الرهد) تحتضن نازحي "أبوكرشولا" والطلاب يفقدون عامهم الدراسي
احتفال المجلس القومي لرعاية الطفولة هذا العام بختام يوم الطفل الأفريقي في الرهد أبو دكنة بولاية شمال كردفان، كان فرصة جيدة للوقوف على الأوضاع الإنسانية في المدينة في أعقاب اعتداء الحركات المسلحة على منطقة “أبوكرشولا” بجنوب كردفان واضطرار أهلها للزحف إلى مدينة الرهد نازحين من جراء الأوضاع الأمنية والإنسانية في منطقتهم.. (المجهر) رصدت عن قرب الأوضاع بشكل عام في “الرهد” بعد تحرير مدينة “أبوكرشولا” وهدوء الأوضاع فيها .
من داخل المعسكر ..
سجل مجلس الطفولة زيارة إلى معسكرات النزوح في مدينة الرهد وانعكس ذلك إيجاباً على الأسر وأدخلت في نفوسهم الحبور والسرور سيما وأن الحرب قد وقفت وباتوا الآن في انتظار الفرج للعودة إلى مواطنهم لممارسة حياتهم الطبيعية في مدينة “أبوكرشولا”.
احتفال مع أطفال النازحين ..
قدم أطفال النازحين إلى باحة الاحتفال في ساحة الحرية في وقت مبكر فأغلبهم كان من الرحل وغاب أطفال الرهد بسبب أن غالبيتهم في المدارس، ولم تسمح إدارة مدارسهم لهم بالمشاركة إلا بعد نهاية اليوم الدراسي نسبة لبداية العام وأهمية أن يتحلوا بالانضباط المدرسي. ولأن أطفال النازحين خرجوا مع ذويهم في المعسكرات التي كانت تأويهم في المدارس باتوا متفرقين الآن في داخل الأحياء مع أقاربهم أو حول “التردة” الرهد أو على الفرقان والقرى مع ذويهم أيضاً مشيدين بيوتهم التي هي من المواد المحلية فكان بوسعهم المشاركة مع أطفالهم في هذا اليوم المشهود.
حضور فوق العادة ..
الأمانة العامة لمجلس الطفولة بالخرطوم سجلت حضوراً لافتاً بقيادة ممثل للأمين العام د. آمال محمود وهم أكثر سعادة ولكن المحتفى به الطفل لم سعيد وهو يعيد شريط حياته مع اهله فى بلده التى فر منها بسبب الاضطرابات الأمنية ،سيما وانهم باتوا بعيدين كل البعد عن الرياض والمدارس والمصير مجهول والبعض يتوق لدخول العام الدراسي والآخر لم يستطع أن يلحق بركب أقرانه الآخرين وحملوا لافتات معبرة تحمل شعارات مؤثرة على شاكلة “نعم بدورك لحماية الأطفال” و”التنمية صديقة الأطفال” و”السودان نصف سكانه أطفال” “حمايتنا مسئوليتكم” “التشريعات صديقة للأطفال” وغيرها من النداءات الداعمة للسلام ووحدة وأمن واستقرار الأطفال.
معتمد الرهد : إقامة الاحتفال في المدينة تكريم لها ..
معتمد الرهد اللواء بشار محمد تاجر أكد خلال مخاطبته الاحتفال أن انتقال الفعالية بيوم الطفل الأفريقي لمدينة الرهد يعد تكريماً خاصاً.. وأضاف قائلاً عندما أتى أهلنا في أبو كرشولا كان المزاج عكراً ولكن بعدها تعاملنا تعامل إخوة وصداقة وإلفة فاطمأنت القلوب وهدأت النفوس واستقبلنا وفود كل السودان وكانوا فرحين بالحال على الرغم من المصاب الجلل. المعتمد كشف عن وجود أعداد كبيرة من المتأثرين بالحرب في “أبو كرشولا” في المدينة والفرقان والأحياء والقرى المجاورة للرهد فاق عددهم ال(15) ألف، مؤكداً لـ(المجهر) التزام المحلية بتوفير احتياجات شهر رمضان المعظم كافة لهم.
النازحون يفوقون تعداد سكان الرهد بأكثر من الضعف ..
يوضح المعتمد أن الأوضاع فى المدينة مستقرة والحياة عادت لصورتها الطبيعية مشيراً أن ذلك أتى بفضل التعاون من أهل الخير والمنظمات والشركات وكل من أسهم، مبيناً أن سكان الرهد يقدرون بحوالي 30 ألف وزاد ضعف العدد مع حلول نازحي الحرب وبات العدد يفوق الـ( 70 ) ألف.
خطة عاجلة لاستيعاب الأطفال النازحين في المدارس
وكشف المعتمد في حديثه عن خطة عاجلة لاستيعاب الأطفال النازحين في المدارس قريباً مع بداية العام الدراسي لأن غالبية الأطفال خارج التعليم خاصة النازحين، وأشاد في ذات الوقت بدور الباحثين الاجتماعيين الذين أسهموا في إزاحة آثار الحرب على أطفال النازحين حتى تمكنوا من العودة لحالهم الطبيعي الآن وشاركوا في الاحتفال.من جانبها أوضحت عفاف فضل أمين الطفولة بولاية شمال كردفان أن دخول الأطفال للمدارس يعد من الأولويات والضروريات ومن أهم الحقوق في المرحلة الحالية.وفي ذات السياق أشادت أمينة المجلس القومي لرعاية الطفولة بولاية جنوب كردفان ست الجيل إبراهيم نمر بمجهودات القوات المسلحة في جانب الأطفال رغم الابتلاءات ووجهت برسالة للجبهة الثورية بأن يكفوا عن الحرب وإيذاء الأطفال وأن يلحقوا بركب السلام من أجل سودان آمن.
وحدة لحماية الأسرة والطفل في الرهد ..
( المجهر) التقت بمدير حماية الأسرة والطفل بشرطة الرهد الصادق حامد محمد والذي كشف عن التعاون الكبير مع الباحثين الاجتماعيين المتعاونين، مشيراً إلى تدفق أعداد من الأطفال النازحين في مدينة الرهد خاصة .وذكر مدير وحدة حماية الطفل أن الوحدة تعمل جاهدة مع الجهات ذات الصلة لتعول أطفال المدارس وتسليم الذين دخلوا طور التشرد لذويهم خاصة النازحين من مناطق الحروب كجنوب دارفور وغربها .وفيما يخص بلاغات الأطفال بالوحدة أوضح أن بالوحدة الآن طفلة واحدة منتظرة ومتهمة بالقتل تحت المادة (130) وتسعى الوحدة لإرجاعها المدرسة وحل مشكلتها بجانب العديد من بلاغات الأذى والسرقة والاغتصاب.. وعبر المجلس وجه نداء لأهل الخير لمساعدة الطفل علاء الدين حسين الذي يبلغ ثلاث سنوات وفقد والديه كما بترت رجله بسبب الحرب في أبو كرشولا واستطاعت الوحدة إجلاْءه والحاقة بمستشفى الأبيض حيث يرقد الآن دون عائل حقيقي.