عدل الإنقاذ وعودة "هيثم"
{ انطلقت الأفراح الجماهيرية الهلالية منذ التاسع من يوليو وحتى الآن احتفاءً بالنصر المبين الذي أزاح المجلس السابق الذي جثم على صدورنا عامين ويزيد، قضى فيها على الكيان وشتت أبناءه وقصم ظهر محبيه بالتخبطات والأخطاء الإدارية التي صارت مثار سخرية في كل الأوساط التي بينت أن القائمين على أمرنا في ذاك الوقت لا علاقة لهم بالإدارة ولا الكيفية التي يمكن أن تصنع نجاحات ملموسة تعين الهلال على أن يتقدم بثبات على منافسيه داخلياً ومحلياً.
{ مازلت أعتقد أن الإنقاذ قد أثبتت من خلال قرار الوزير الشاب الشجاع “الطيب حسن بدوي” أن العدل سيظل ميزاناً ثابتاً مهما تعالت الأصوات وارتفعت من خلال ضجيج بعض الصحف ونظرة أصحاب المصالح ورؤية آخرين وإحساسهم بالحماية رغم أنف القانون، لأن “البدوي” أكد للجميع أن كوادر المؤتمر الوطني لا تخشى في الحق لومة لائم ولا تتهيب المواجهات، ولا تلتفت للأصوات الباطلة التي لا تمتلك أسانيد تعينها على تبرير البقاء المخجل، لأن أولى أولويات الحكم الرشيد إبعاد المحسوبية والمحاباة والإصرار على تنفيذ بنود القانون مهما كانت ردود الأفعال والتداعيات.
{ الفرح الأزرق بإزالة المجلس السابق قد تبين من خلال الجماهير الكبيرة التي ملأت المدرجات في التمارين المختلفة وأعادت سيرتها الأولى وبثت روح الحماس بين اللاعبين لدرجة أن دائرة الكرة باتت تخشى الإصابات من خلال انفعال اللاعبين وتفاعلهم مع الجمهور وارتياحهم الكبير ورؤيتهم لجماهيرهم التي غابت لما يزيد عن العامين.
{ وأعتقد أن الضغوطات التي تمارس على “البدوي” وبعض قيادات الإنقاذ لن تؤتي أكلها، لأن الدولة التي حكمت السودان لما يزيد عن أربعة وعشرين عاماً لم تتراجع يوماً قط في قرار اتخذته، ولم تخسر قضية دخلتها من خلال أجهزتها التنفيذية لأن البنود والحيثيات ظلت حاضرة ومدعمة باللوائح والقوانين التي تعضد المواقف وتبين أن الحق قد حُسم بمجرد أن صدر القرار،وعليه فإن التلويح بالفيفا وهرطقات بعض المنتفعين لن تجدي مع الدولة وأجهزتها المختلفة، خاصة بعد الإساءات البالغة التي تعرضت لها من المجلس السابق من خلال وسائط الإعلام المختلفة، التي تشكك في نزاهتها ونزاهة قضائها وقياداتها النافذة، فحينها فإن القضية صارت قضية دولة في المقام الأول ولابد أن تحمي وترد الصاع صاعين لكل من تفوه وتجني وأساء للمنظومة الكبيرة.
{ ورغم أن الأحداث متلاحقة والتفاصيل تزداد على رأس الساعة إلا أنني أرى أن قضية الساعة تندرج في كيفية عودة القائد “هيثم مصطفى” إلى صفوف الهلال، ولعله التحدي الكبير للجماهير والإعلام الحر والشريف من أجل إعادة رونق الأزرق إلى بيته سليماً معافى، لأن الوقائع تؤكد أن الكابتن لم يكن يوماً مريخي الهوى، ولم يعشق النجمة ولم يفكر في ارتداء شعارها إلا قهراً وإجباراً بعد الحملة التي تعرض لها وكانت نتيجتها أن يتم الدفع به في العرضة جنوب.
{ “هيثم” غادر الهلال مجبوراً وكلنا نتذكر تلك التفاصيل التي قضت على الكابتن الإنسان وغاصت في أعماقه وانتزعت أحاسيسه الجميلة، وزرعت غبنا داخليا جعله يترنح ويفتقد البوصلة، لأن أهله قد جاروا عليه وقصموا ظهره واستسلموا لقرار الرئيس، لذلك فرد الجميل لهذا الكابتن لابد أن يكون مختلفاً بعد أن تم إبعاد بؤره الفتنة والمشاكل من الهلال، فلنفكر جميعاً في أن نرى “هيثم” بالشعار ذاته والرقم ذاته ومن ثم قائداً في الجهاز التنفيذي ورئيساً للهلال.
*عودة “هيثم” المحك الحقيقي لكل الأهلة ولكل الصادقين والأوفياء الذين يعرفون قدر القائد ومكانته وعطاءه وحبه اللا محدود لهذا النادي العظيم، وعليه فلنقُد حملة واسعة وكبيرة نستصحب فيها رؤانا وأفكارنا في الطريقة التي يمكن أن يعود بها كابتن السودان، خاصة أن الرئيس “جمال الوالي” قد صرح للمقربين منه سابقاً كما علمت أن المريخ لا يمانع من عودة “هيثم” للهلال متى ما أراد ذلك.
{ أتفهم ما يدور في مخيلة القائد، وأعلم كذلك رغباته الصادقة والحقيقية ورؤيته لمستقبله في الوسط الرياضي؛ لذلك فإن الحراك ينبغي أن يكون على المستويات كافة لنعيد سيرة الهلال العطرة ونعضد على مشاوير الكبار وفرح الأبطال والتمسك بالمبادئ والقيم الأصيلة التي تعضد احترامنا لتاريخنا ونضالنا وقياداتنا وعطائهم الكبير.