تقارير

‫مع أول أيام رمضان .. دماء الفرح والكرامة على عتبات دار (الفريق)

‫غابت حرارة الشمس في شوارع الخرطوم، وظهرت غيوم السحاب تظلل الناس في أول يوم من شهر رمضان، لم تبتل العروق واختفت معالم زحام السيارات إلا في بعض تقاطعات الطرق الرئيسية للعاصمة المثلثة. الهواتف الجوالة تترقب خبر الإفراج عن المدير العام السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني “صلاح عبد الله” ” قوش” والطريق إلى منزله بحي الراقي ملئ بالهموم والتساؤلات عن مصير البلد وتقلبات الأحوال السياسية فيه.‬
‫أمام المنزل ذبحت الخرفان وظهر لنا ” كاونتر” يحتوي على حراسة أمنية تختفي خلف الثياب المدنية وكاميرا مراقبة موضوعة بعناية تفحص الزوار وتراقب، الرجل يمتلك حسا أمنياً لم يفارقه على الرغم من إعفائه من مقعد القيادة الأمنية والاستخباراتية فتوجه إلى العمل التجاري والاستثماري.‬
‫منذ اليوم الثاني والعشرين من شهر نوفمبر الماضي ظلت الحركة الإسلامية تحبس أنفاسها بعد اعتقال ضباط من القوات المسلحة بقيادة العميد “محمد إبراهيم عبد الجليل” واتهامه بقيادة انقلاب ضد نظام الحكم بمشاركة المدير العام السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق “صلاح عبد الله”، وتحركت لجنة الوساطة والحكماء لوقف الانقسام الداخلي محاولة لاستصدار عفو من الرئيس “عمر البشير” لإطلاق سراحهم.‬
‫ ‫في لقاء للرئيس مساء أمس الأول بمجموعة من عمد وأعيان وقيادات الحركة الإسلامية بالولاية الشمالية بقصر الضيافة الرئاسي ، تلقوا وعداً من الرئيس في أنه سيوجه بشطب البلاغات المفتوحة ضد الفريق “صلاح قوش” الرئيس الأسبق لجهاز الأمن واللواء أمن “صلاح عبد الله” وإطلاق سراحهما، وقالت المصادر إن الرئيس البشير وعد وفد أعيان الشمالية بأن  يفطر “قوش” مع أولاده أول أيام رمضان.‬
‫واعتبرت أسرة “صلاح قوش” على لسان ابنها عبد العظيم أن ما حدث لهم امتحان وابتلاء، وشكروا كل من وقف معهم، وأشارت هيئة الدفاع عن “قوش” إلى كل أرصدة الرجل الشخصية قد تم رفع الحظر عن تجميدها وتسعى جاهدة لرفع الحظر عن (3) شركات يساهم فيها مع آخرين.

أما الفريق المطلق سراحه بأمر الرئيس “صلاح قوش” فقال: “تم اعتقالي في اليوم الثاني والعشرين من شهر نوفمبر الماضي بتهمة أنني مشارك في عملية انقلابية وقضيت (7) شهور و(17) يوماً في انتظار أن أقدم إلى محاكمة لهذه التهمة وأخيراً تم شطب الإجراءات لعدم كفاية الأدلة، وتم إطلاق سراحي بعد استلامي لقرار من النائب العام بتطبيقه للمادة (58) من القانون الجنائي لعدم كفاية الأدلة وعليه تصبح المدة التي قضيتها من دون جريمة فقط هي التهمة التي كانت (دعاية) في العام 2011م، وتحولت إلى إدعاء في العام 2012م، وهذا هو ديدن العمل العام، وأنا أشكر كل الإخوة الذين اجتهدوا في أن يتم هذا الإفراج، وعلى وجه الخصوص أشكر السيد الرئيس الذي استجاب لنداء نفر كريم من أهلنا من “مروي” بعفوه وكرمه تم إطلاق سراحي” .
أشكره شكراً جزيلاً على ذلك، وأؤكد أنني عضو في المؤتمر الوطني وسأظل عضواً فيه ولن تتراجع قناعتي مهما حصل وسأظل عاملاً فيه وسأمارس نشاطي في المجلس الوطني.
العميد “ود إبراهيم”:
أما قائد المحاولة الانقلابية العميد “محمد إبراهيم عبد الجليل” و”د إبراهيم” قال لـ(المجهر) في كلمات مقتضبة، نحن سعيدون جداً بأن ينضم “صلاح قوش” مرة أخرى للعمل السياسي في المؤتمر الوطني والمجلس الوطني وسط شعبه وأهله.
أما رئيس لجنة الوساطة والحكماء لإطلاق سراح المعتقلين والمتهمين “أسامة توفيق” فقد قال لـ(المجهر) الحمد لله تم إطلاق أخونا “صلاح قوش” وأخونا “صلاح عبد الله” وبذلك تكون اللجنة قد نجحت في مهامها، والتحية والتقدير للسيد رئيس الجمهورية لاستجابته الكريمة لمساعي اللجنة، وتم الإفراج بمراحل، في الأول الضباط العسكريون وثانياً ضباط جهاز الأمن ثم أخواننا المدنيون والمجاهدون وأخيراً أخوانا “صلاح قوش” و”صلاح عبد الله” والشكر لجموع الشعب السوداني التي ساندت اللجنة في عملية إطلاق سراحهم وتحقيق معاني المصالحة الوطنية.
 وتوجهت (المجهر) بسؤال لتوفيق حول استمرار اللجنة في عملها للمرحلة المقبلة مع وجود المحكوم بالسجن (15) سنة “يوسف محمد صالح” (لبس) داخل سجن كوبر من دون الإفراج عنه، ورد بالقول: اللجنة ستسعى على الرغم من أن أخونا “يوسف لبس” قضيته مختلفة لأنه محكوم وأمضى (12) سنة من (15) سنة سجن وتبقت له (3) سنوات وإن شاء الله نسعى لإطلاق سراحه بدلاً من الانتظار للسنوات القادمة، والحمد لله ساهمنا خلال اليومين الماضيين في إطلاق سراح بعض المعتقلين من المؤتمر الشعبي.
و قال المتحدث باسم مبادرة “السائحون” “علي عثمان” إلى ان المجموعة ترحب بإطلاق سراح الفريق مهندس “صلاح عبد الله” (قوش) وسيقوم وفد من منصة مبادرة “السائحون” بزيارته بمناسبة إطلاق سراحه، وجددت مبادرة “السائحون” دعوتها لرئيس الجمهورية وللأجهزة الرسمية بإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين السياسيين كافة، وتدعو المبادرة إلى إطلاق سراح “يوسف محمد صالح” (لبس) في إطار السلام و المصالحة الوطنية بين أبناء السودان كافة

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية