في احتفال الاستقلال: "سلفاكير" يعد الجنوبيين بدخول عائدات النفط للموازنة قريباً
احتفلت دولة جنوب السودان أمس (الثلاثاء) بالذكرى الثانية للانفصال وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف للأجهزة الأمنية بشوارع العاصمة جوبا طوال الأيام الماضية.
واحتضنت ساحة مقبرة د.”جون قرنق” بجوبا الاحتفال بحضور دولي وإقليمي كبيرين، وشارك ممثلاً للسودان وزير الدولة بوزارة الخارجية “صلاح ونسي” ووزير الزراعة “إسماعيل المتعافي” والوزير المفوض، نائب مدير ادارة الجنوب بوزارة الخارجية.
وأطلق رئيس حكومة جنوب السودان الفريق “سلفاكير ميارديت” في خطابه في الاحتفال وعوداً للمواطنين بتنفيذ مشروعات تنموية، وأعلن أن عائدات النفط ستدخل قريباً ضمن موازنة الدولة لتساهم في هذه المشروعات.
وقال “سلفاكير” إن تلك الإنجازات تحتاج لأموال كبيرة، وأضاف “سلفاكير” بالقول: (نحن دخلنا في أزمة بسبب إغلاق أنابيب النفط ودخلنا في سياسة تقشفية في الحكومة التي تقع عليها مسئولية الصرف بسبب ضعف القطاع الخاص)، وقال “سلفاكير” إنه مدرك لمعاناة المواطن الجنوبي، وأضاف: (السياسات المكتوبة على الأوراق لا تجدي إذا لم تتحول إلى أعمال يشعر بها المواطن وتنعكس عليه)، كما قال “سلفاكير” إنه مهموم بقضايا الشباب والبطالة، ودافع “كير” عن أداء حكومته.
وقال الصحفي من دولة جنوب السودان “أتيم سايمون” لـ(المجهر) أمس إن “سلفاكير” ظل يتحدث بصيغة الـ(أنا) ويقول: (أنا مدرك) و(أنا مهموم) وهكذا، وقال “سايمون” إن “سلفاكير” لأول مرة يتحدث بتلك الصيغة. وأضاف “سايمون”: (نستشف من خطابه أنه ركز على خطاب انتخابي وقدم وعوداً جديدة للمواطنين وتحدث عن دخول إيرادات النفط ووعد بأن الوضع لن يكون كما كان). وقال “أتيم” إن “سلفاكير” رد في الكثير من النقاط التي ذكرها على نائبه “رياك مشار”، التي انتقد فيها أداء حكومة “سلفاكير”، وقال “سايمون” إنه قرأ من خطاب “سلفاكير” أنه متوجه نحو تشكيل حكومة جديدة لتقديم خدمات ومشروعات للمواطن.
علي صعيد اخر طالب نائب رئيس جنوب السودان د. “رياك مشار” أمس(الثلاثاء) بإحداث إصلاح في المؤسسات الحكومية لجنوب السودان، على أن يتم الابتداء بالحركة الشعبية لتحرير السودان، وجدد دعوته لـ”سلفاكير” بالتنحي.
وقال “مشار” في حوار خاص أجرته معه هيئة الإذاعة البريطانية، بمناسبة الذكرى الثانية لانفصال الجنوب، قال إن هناك تحديات جسيمة تهدد جنوب السودان وتلقي به في قائمة الدول الفاشلة، مشيراً إلى تفشي الفساد، تصاعد النعرة القبلية، تردي الاقتصاد، الانفلات الأمني والعلاقات الدولية المتردية، لافتاً إلى فقدان الحركة الشعبية ــ الحزب الحاكم ــ للرؤية.
وجدد “مشار” تأكيداته بخوض انتخابات رئاسة الحركة الشعبية، وقال إن “سلفاكير” قد أمضى وقتاً كافياً كرئيس، وستكون سنواته في القمة (10) سنوات بحلول العام 2015، ونبه إلى أن فترة الرئيس يجب أن لا تزيد سنواتها عن العشر من أجل تفادي الديكتاتورية والتسلط، ومن أجل تجديد الحزب والحكومة.
وكشف “مشار” أنه قال كل ما ذكره أمام رئيس حكومة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت”، وعلق: (“سلفاكير” يعلم ذلك فهو ليس سراً، وأن هذا لا يجب أن يكون مشكلة)، واستطرد قائلاً: (نحن نريد أن نعلم الناس روح الديمقراطية وروح التجديد في الحزب).