أخبار

اخيرا .. غادر مجلس الهلال

{ وأخيراً تنفس شعب الهلال الصعداء ودوّن في سجلات التاريخ مواقف للأبطال تؤكد أن الجماهير هي وحدها من تملك قرارها وتعضد الشرعية وتحل إداراتها استناداً على القوانين واللوائح المسنودة بنبض أصوات المدرجات وعاشقي المستديرة ومحبيها على الإطلاق.
{ صبرت الجماهير لما يزيد عن عام وعانت الأمرين من التخبطات والأخطاء الإدارية والارتجال والإقصاء الذي مورس على الشعب العظيم، لأن (الكورال) قد قرر أن يمتلك الكيان ويدير شؤونه بالطريقة التي تتناسب وتوجهاتهم ورؤيتهم الفاقدة لكل معطيات ومقومات الإدارة الحديثة، لأن المحاباة والمحسوبية تسيدتا النادي الكبير وأبعدتا المحنكين والموهوبين تخوفاً من سحب البساط وقلب الطاولة التي ترجح على الدوام لأصحاب الشهادات والقدرات والعطاء.
{ أعلن الوزير الأستاذ “الطيب حسن بدوي” بشجاعة يحسد عليها، قراره القاضي بحل مجلس الهلال، وإعلان لجنة تصريف تدير الهلال إلى حين إعلان لجنة تسيير، ومن ثم تكوين لجنة لحصر الديون في الهلال التي لوح بها الرئيس السابق على صفحات الصحف، ليغلق الوزير الباب بالطبلة والمفتاح، ويؤكد أن القانون في دولة الإنقاذ ينفذ دون محاباة، لأن العدل والميزان الذي رفع ضمن شعارات الإنقاذ لا يمكن أن يتجاوز من أجل إرضاء بعض الشخصيات أو حماية فئة قالت فيها المواد واللوائح كلمتها.
{ عبث مجلس الهلال في الكيان لمدة عامين وقضى على ركائزه وشطب كابتنه وأبعد قياداته وأقصى أقطابه وأخلى مدرجاته من الجماهير التي كانت تهز الأرض من تحتها، ونالت أعلى الشهادات من قبل الاتحاد الأفريقي لأن الإدارة في الكيان قد حصرت في مجموعة لا علاقة لها لا بالرياضة ولا الهلال، ولا المؤسسات الحديثة، فكان الغبن والغل والإحباط الذي عم الوسط الهلالي وانعكس على نتائج فريقه، وتراجعت نتائجه التي دفعت به إلى المركز الثالث في الدورة الأولى للممتاز.
{ قلنا سابقاً إن الشائعات التي طالت والي الخرطوم “عبد الرحمن الخضر” قد قصمت ظهر الرجل ظلماً، خاصة وأن الأيام قد أثبت لجماهير الأزرق أن سياسة الولاية مبنية على تطبيق القانون وتنفيذ بنوده، مهما كانت العقبات والحواجز ومهما كانت الادعاءات والعنتريات الرعناء التي أثبتت التجارب أنها لم تتمكن من قتل ذبابة.
{ حاول مجلس الهلال أن يؤكد أن الأستاذ “علي همشري” مقيم في السودان، ويمكن أن يصعد في المكان الشاغر ليكمل المجلس قانونيته، ولكن فات عليهم أن العقد المقدم للمفوضية لم يكن كافياً ولا مقنعاً، خاصة وأن جواز الرجل مضمنة به إقامة في دولة البحرين بالإضافة إلى رفضه لإحضار إقرار شرعي مشفوع باليمين حتى تتمكن المفوضية من التأكد من تواجده في الخرطوم وإقامته فيها تطبيقاً للقانون الذي يشترط تواجد العضو وإقامته في الولاية.
{ النصر الكبير الذي حقق بالأمس وأطاح بالمجلس يتبعه قرارات وحراك من جهات كثيرة وفي مقدمتها الأقطاب والجمهور الذي هلل للقرار واحتفل في منظر تقشعر له الأبدان عندما اختلط بدموع الرجال أمام وزارة الشباب والرياضة بعد أن تلا الوزير قراره، مما يؤكد أن الهلال سيعود بشكل مختلف وسيبدأ عهداً جديداً في البناء ولم الشمل الذي يحتاجه الفريق في هذه المرحلة العصبة.
{ كنت على يقين أن الإنقاذ التي نعرفها لا يمكن أن تتجاوز القوانين واللوائح لإرضاء أي شخص، لأن تقويم الدولة مبني على الحفاظ على هذه القيم والمبادئ التي تم تنزيلها إلى الأجهزة التنفيذية واستوعبتها القيادات وشرعت في تنفيذها وتقديمها إلى المجتمع في صور مختلفة، لذا فمن الظلم أن ننال من الوزير الشاب “البدوي” الذي أثبت أن الحيادية والقانون والحسم هما شعارات ثابتة في وزارته ولا يمكن تغييرها مهما كانت الضغوط.
{ مبروك للهلال ولأبنائه ولجماهيره ولإعلامه الحر الذي تعرض لأشرس حرب على الإطلاق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية