شهادتي لله

لا خيار سوى الحوار مع (الإخوان)

{ نجح (الإخوان المسلمون) بمصر، في استعراض قدراتهم الفائقة على التنظيم وحشد الجماهير خلال ساعات وجيزة، فامتلأت ميادين “القاهرة” وبقية المحافظات بملايين الرافضين لقرار قائد الجيش بعزل الرئيس (المنتخب) “محمد مرسي”، واستبداله برئيس المحكمة الدستورية، غير مستند على قانون، ولا دستور ولا عرف..!! هكذا (خبط عشواء) صار رئيس المحكمة رئيساً مؤقتاً لأكبر دولة عربية، وكان هذا آخر ما يمكن أن يتخيله قبل يوم واحد من بيان الجيش.
{ الآن.. كل الميادين.. كل الشوارع تهتف لعودة (الشرعية) الممثلة في رئيس الجمهورية، وإعادة العمل بالدستور الذي تم تجميد العمل به.
{ قيادة الجيش المصري أدخلت نفسها والبلاد في (ورطة) كبيرة، فمن ناحية لا يمكنها التراجع عن قرار عزل “مرسي” الذي اتخذته مسنودة بجحافل الجند، وأسراب الطائرات وأرتال الدبابات، ومن ناحية أخرى لا يمكنها مواجهة هذه الملايين الهادرة الغاضبة، وإبادتها بالرصاص، أو تفريقها بالغاز المسيل للدموع، أو باستخدام خراطيم المياه، فمثل هذه الوسائل التقليدية يمكنها أن تفلح في تفريق تظاهرة من ألف شخص أو ألفين، أو قل عشرة آلاف، ولكن (أربعة ملايين) شخص يحتشدون في (ميدان) ويتمددون على كل الشوارع المحيطة به، لا يمكن إزاحتهم من المكان، إلا بسقوط مئات، وربما آلاف القتلى والجرحى، وإذا حدث ذلك فإنها ستكون الطامة الكبرى، والفوضى الشاملة.
{ لا طريق لحل هذه الأزمة المستعصية، سوى اعتراف قيادة الجيش والقوى المسماة (ليبرالية) و(قومية) و(علمانية)، بأنهم أخطأوا التقدير وظنوا أن جماعة (الإخوان) فازت في انتخابات مجلس الشعب، والرئاسة ومعركة الاستفتاء على الدستور، بالصدفة أو بالحظ!!
{ لقد استهانت هذه القوى، التي تتمسّح بمسوح (الديمقراطية)، استهانت بقدرات وقواعد (الإخوان) في مصر، وتوهمت أن سيطرتها الكاملة على معظم القنوات الفضائية، بما فيها التلفزيون (الرسمي)، والصحف، ومؤسسات الدولة الحكومية والمرافق الخدمية، كافية لإسقاط رئيس انتخبه أكثر من (15) مليون مواطن مصري!!
{ إخراج (اللعبة) كان سيئاً جداً، والمشهد كان وما يزال عبثياً جداً.. والجماهير الرافضة لانقلاب الجيش على الشرعية ليست كلها من عضوية (الإخوان)، بل هناك قوى عديدة وملايين المستقلين يرون أن ما حدث هو مجرد (انقلاب عسكري)، حتى وإن استبدلوا (المجلس العسكري) برئيس المحكمة الدستورية.
{ عليهم أن يدعوا للحوار مع قيادة (الإخوان)، ويطلقوا سراح قياداتهم، من أجل الوصول إلى (حل وسط)، فدون ذلك سيعجز الجيش والرئيس (المؤقت) عن إدارة البلاد، وتصريف شؤونها، وإقامة انتخابات مبكرة يعترف بها (الإخوان) ويشاركون فيها، لأنهم إن لم يفعلوا ستكون انتخابات (موجهة)، معطوبة ومعيوبة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية