مصر تشتعل .. الملايين تخرج انتصارا لـ(مرسي)
اشتعلت الأوضاع ميدانياً في العديد من المدن المصرية، وسط اشتباكات قاسية فوق جسر “6 أكتوبر” وأحياء من القاهرة ادت الي مقتل 17 شخصا ومئات الجرحي.
وحاصرت الآلاف من حشود المؤيدين للرئيس المعزول “مرسي” مقر الحرس الجمهوري بعدما تحدث أحد قيادات الإخوان المسلمين من منصة “رابعة العدوية” بالقول:(رئيسنا مش معزول، رئيسنا مأسور، حرروه).
وحمل المؤيدون صور “مرسي” وأعلام مصر مكتوب عليها “مرسي هو الرئيس”.
خرج الآلاف من مؤيدي الرئيس المصري المعزول “محمد مرسي” أمس في مسيرات واسعة النطاق واحتشد الموكب الرئيسي في ميدان “رابعة العدوية” الذي ضاق بالحضور .
وقطع مرشد الإخوان المسلمين بمصر “محمد بديع” خلال مخاطبته الحشد الجماهيري بميدان “رابعة العدوية” بأن لا مغادرة للميدان إلا بعودة “مرسي” للرئاسة مجدداً، وطالب الجيش بمراعاة الشرعية وتجنيب البلاد اضطراب الأوضاع. وفي غضون ذلك قرر الاتحاد الأفريقي أمس (الجمعة) تعليق عضوية مصر في الاتحاد؛ جراء إقالة الجيش المصري للرئيس “محمد مرسي” وتعطيل العمل بالدستور مؤقتاً.
جاء ذلك في بيان صدر، خلال اجتماع في العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” حضرته رئيسة مفوضية الاتحاد “دلاميني زوما”، وسفير الكاميرون لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد، ورئيس الدورة الحالية لمجلس السلم والأمن الإفريقي (جاكوس الفريد)، ومفوض مفوضية الاتحاد الأفريقي “رمضان العمامرة”.
وقال المجتمعون في بيان (اتفقنا جميعا على تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي”؛ ما يعني حرمان مصر من المشاركة في أنشطة الاتحاد).
وفي السياق أعلن البيت الأبيض أن مساعدي الرئيس الأميركي للأمن القومي يضغطون على المصريين للتحرك سريعاً نحو حكومة ديمقراطية، بعد عزل الجيش للرئيس “محمد مرسي”.
وقال البيان إن وزير الدفاع الأميركي “تشاك هاغل”، تحدث مع نظيريه المصري “عبد الفتاح السيسي”، والإسرائيلي “موشيه يعلون”.
وذكر بيان البيت الأبيض أن “أوباما” (يضغط من أجل عملية سياسية شفافة تشمل كل الأطراف) وأنه يريد من الحكومة (التي يديرها الجيش في مصر) تجنب الاعتقالات التعسفية لمرسي ومؤيديه، ويؤكد على الحاجة لأن تتجنب كل الأطراف العنف.
و أجرى وزير الخارجية “علي أحمد كرتي” اتصالاً هاتفياً مساء (الخميس) بنظيره المصري “محمد كامل عمرو” اطمأن خلاله على تطورات الأوضاع بالبلاد من منطلق حرص السودان على السلم والاستقرار في مصر الذي هو من أمن واستقرار السودان وكل المنطقة العربية والأفريقية.
وأعرب وزير الخارجية خلال الاتصال عن أمله في أن تنعم جمهورية مصر العربية الشقيقة بالأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي، وهو ما يعتبره السودان أمراً حيوياً وإستراتيجياً للمضي قدماً في تفعيل أوجه التعاون الثنائي بما يحقق المصلحة المشتركة لشعب وادي النيل .
وأكد “كرتي” أن خصوصية العلاقة الأزلية بين الشعبين والراسخة عبر العصور والتاريخ لا تتأثر بالتطورات السياسية في السودان أو مصر؛ لأهمية بناء هذه العلاقات على الإرادة الوطنية الجامعة صوناً للأمن القومي للبلدين ومراعاة لخصوصية العلاقات بين الشعبين الشقيقين.
وجدد “كرتي” موقف السودان الثابت باحترام إرادة الشعوب، واعتبار ما تم في مصر أمراً داخلياً يخص شعبها ومؤسساته القومية وقيادته السياسية، معرباً عن أمله في أن تعطي الأطراف كافة في مصر الأولوية للحفاظ على الأمن والاستقرار لتجاوز تحديات هذه المرحلة الدقيقة في تاريخها في ظل توافق وطني جامع بعيداً عن العنف والصدام لتفويت الفرصة على المتربصين بدورها الرائد والقيادي في المنطقة، مشيراً إلى التزام السودان بتطوير العلاقات الثنائية القائمة والارتقاء بها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.