(المجهر) تقف على معانة أهالي وادي حلفا عن قرب
أرض الحجر ” أرض النوبة “كلها مسميات تطلق على منطقة وادي حلفا بالولاية الشمالية ورغم عراقتها التاريخية والحضارية، وأنها الآن بوابة السودان الشمالية حالها يغني عن السؤال، فالمنطقة تعرف بأنها من أشهر المناطق التي هجرها أهلها إلى الخارج وعانت نقصاً مريعاً في الخدمات لكن بفضل الاهتمام الأخير الذي حظيت به مؤخراً وإنشاء طريق شريان الشمال الذي وفر الجهد والزمن للمواطنين، حدثت انتعاشة تنموية لاسيما بدخولها للشبكة القومية للكهرباء وامتدادها إلى مناطق “عبري” لتصل أيضاً إلى “دلقو” و”اشكيت”، لكن هنالك مشاكل عدة ما زالت تعيشها المنطقة في مجالات خدمات الصحة، التعليم ومياه الشرب، فالمحطة الرئيسة للمياه لمدينة “حلفا” شيدت منذ أكثر من أربعين عاماً وانتهت صلاحيتها؛ الأمر الذي دفع المواطنين إلى مطالبة النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ “علي عثمان محمد طه” في زيارته الأخيرة بمعالجة مشكلة مياه الشرب، وبالفعل صدر توجيه فوري تبنته وزارة الكهرباء والسدود بإجراء دراسة متكاملة لمحطة مياه المدينة، حملنا مجمل مشاكل وادي حلفا إلى معتمدها “جمال محمد عبد الرحمن” الذي عرف نفسه بأنه عقيد معاش بالقوات المسلحة ورئيس سابق للمؤسسة الاقتصادية العسكرية، وقد طلب المعاش الاختياري قبل أن يكلف بإدارة محلية “حلفا”.
مقترحات للحد من الهجرة للمركز ..
ابتدر المعتمد حديثه عن المنطقة بأنها من المناطق الخصبة ووصلت الأراضي الزراعية فيها إلى أكثر من (65) ألف فدان، وأصبح هنالك نشاط زراعي وانعكس على إيرادات الولاية حيث الناس تدفع الرسوم وتستخرج الزكاة وعلى مستوى الولاية العائدات من مشروع وادي حلفا الزراعي كبيرة، فضلاً عن انتشار التعدين وتوجد أربع شركات تعدين، لكنه شأن أهلي لذلك الولايات ضعيفة وفقيرة ولم تحدد لها أنصبة من عائدات التعدين ولابد أن تكون هنالك أنصبة واضحة ومقننة للولايات من التعدين، وإذا وجدت ستحد من هجرة المواطنين.
ويواصل المعتمد حديثه “نورد (500) مليون جنيه شهرياً لوزارة المالية بالولاية من إيرادات المحلية، ووفرنا وسائل الراحة للمعدنين من أسواق وأمن وخدمات ووسائل الراحة ونظمنا عملهم، المنقبين الأهليين أتوا من كل أنحاء السودان في نسيج اجتماعي راق وساهموا في زيادة إيرادات المحلية.
تحديات أمنية واجتماعية في وادي حالفا ..
ويشير المعتمد إلى وجود تحديات أمنية كبيرة تواجهها المنطقة من نقص في أعداد المواطنين في المنطقة الحدودية الشمالية وما له من انعكاسات على الأمن الاجتماعي والثقافي؛ وللمحافظة على أمن السودان يضيف بأنهم قاموا بعمل كبير في إطار العودة الطوعية بالتخطيط لـ (7) آلاف منزل في المنطقة من حلفا إلى “اشكيت” والمشروع وجد استحابة وتابع: (نحن بصدد إقامة المشاريع الزراعية لاستقرار المواطنين)، موضحاً أن هناك طلباً قدمته وادي حلفا لرجل الأعمال “أسامة داؤود” لإقامة مشروع زراعي بالمنطقة.
خدمات أساسية
ويوضح المعتمد أن المحلية شرعت في تقديم عدد من الخدمات الأساسية وتوفيرها بعد أن منحهم (المجلس التشريعي) بعض السلطات قال إنها ساهمت في تحسن إدارة المحلية، وفي فترة وجيزة تم صيانة كل المدارس والمستشفيات بالمحلية، ووفرت معينات الإجلاس للطلاب ولا يوجد طالب يدفع لشراء الكراسات والكتب والطابشير، وفي سبيل الارتقاء بالتعليم قمنا بتدريب (52) معلماً وتم تعيين (40) معلماً والمحلية موعودة بخدمات كثيرة خاصة وأن الذهب اكتشف بالمحلية وسيعمل (دفعة لقدام) وسيفتتح المعبر مع مصر في (اشكيت) وسيكون داعماً للاقتصاد وعندنا في الخطة معبر “أرقين”.
ونادى المعتمد بضرورة تضافر الجهود لتطوير منطقة وادي حلفا جميع لأن إقامة مشروعات التنمية هنالك مكلف للغاية.
ويمضي المعتمد في حديثة لـ(المجهر) إلى أن قرب المنطقة من جمهورية مصر ووجود ميناء الشهيد “الزبير محمد صالح” بالإضافة للطرق البرية أدى إلى نشاط تجاري بين البلدين، لكنه عبر عن أسفه لإدخال بعض ضعاف النفوس سلعاً رديئة، مشيراً إلى أن ذلك يمثل تهديداً لإغراق السوق بسلع رديئة الصناعة مقابل سلع مهمة تصدر من السودان.
وقال معتمد وادي حلفا العقيد “جمال عبد الرحمن” لـ(المجهر) إن هناك دراسة لتطوير الميناء وتوسعته، وذلك لمواكبة زيادة أعداد السكان وتوفير الخدمات وترقيتها. وذكر أن إنشاء محطة جديدة أو صيانة القديمة سيكون واحدة من مقترحات التوسعة، أما فى مجال الصحة فسنعمل حوادث باسم الشهيد “الزبير”.
فرص عمل مرتقبة في وداي حلفا ..
معتمد وادي حلفا أشار إلى تحديث يجري في مصنع الأسماك بوادي حلفا بعد أن وفر له التمويل اللازم، وقال إنه سيوفر فرص عمل لـ(300) من المواطنين في المستقبل، فضلاً عن إنتاج اللحوم وتصديرها إلى مصر.