"الخضر" و"البدوي" والهلال..!!
{ لم أشك يوماً في مصداقية الدكتور “عبد الرحمن الخضر” ووزير الشباب والرياضة “الطيب بدوي” وحرصهما على تطبيق القانون وتنفيذ بنوده، رغم الأصوات العالية من قبل بعض الهلالاب التي تؤكد أن كليهما مشارك في (سمكرة) القانون من أجل استمرار مجلس الهلال.. لأن الرجلين من قادة العمل السياسي والتنفيذي ومن خيرة شباب الإنقاذ والحركة الإسلامية، ومن أفضل الكوادر التي شغلت مناصب متعددة وقدمت نجاحات ملموسة، ووضعت خططاً إستراتيجية لمعالجة كثير من السلبيات في مناطق مختلفة، وعليه فإن المحاباة والمحسوبية خارج نطاق مدارهما في دولاب العمل العام.
{ قد يرتبط الدكتور “الخضر” بعلاقات طيبة مع المجتمع، كحال كثير من المسؤولين، لكن الحقيقة الماثلة أمامنا ولا بد أن يتفهمها شعب الهلال أن “الخضر” رجل متمكن، يعرف كيف يفصل بين العلاقات الشخصية والعمل التنفيذي، والدليل الإجماع الكبير الذي يحظى به من قبل مواطني الخرطوم وترشيحه من قبل بعض الصحفيين لأن يكون خليفة الرئيس في يوم من الأيام، إذ أن النجاحات التي حققها في مناحٍ كثيرة تؤهله لأن يكون داخل القصر الجمهوري يوماً ما.. لذلك فإن هتافات الجماهير التي ظلت تردد في كل مباراة (كفاية حماية يا ولاية) غير صحيحة، ولا بد أن تتوقف وأن يقف جمهور الهلال على الحقيقة المجردة التي تؤكد أن الرجل حريص على تنفيذ القانون وتطبيقه، ومن الظلم بمكان أن ننال منه وأن نضعه في قفص الاتهام غير المبرر، فمن تربى في كنف الإسلاميين يعي تماماً أهمية أن يكسب الجماهير وينفذ مطالبها مهما كان الثمن.
{ و”الطيب حسن بدوي” رجل يمتلك كاريزما خاصة ويتمتع ببرود فطري، قد يدخل في نطاق الإيجابيات في ظل الهرج الذي يعج به الوسط الرياضي.. لذلك فإن الاتهامات التي طالته من قبل جماهير الهلال لن تعطل مسيرته، ولن تضعه في خانه المتماطل، لأن معرفتنا بالرجل تبين أنه عاشق للعمل ورياضي وإداري مجيد، بل حريص على مصلحة الرياضة، ويسعى لأن يقدم من خلال منصبه كثيراً من النجاحات التي تخدم الوسط الكبير وتدون في دفاتر تاريخه بعزة وشرف وإباء.
{ الكل يعلم أن الهلال الآن بعد استقالة الأستاذ “العسقلاني” قد فقد الشرعية بنص القانون والمادة (26) من قانون هيئات الشباب والرياضة، التي أوضحت أن مجالس الإدارات ما بين (9 – 15) في الوقت الذي صار فيه مجلسنا من (8) فقط، أي أنه فاقد للأهلية والشرعية التي تمكنه من إصدار أي قرار حتى إعلان مجلس تسيير يعين الأزرق على مواصلة المشوار.. المفيد في هذه القضية رغم الجدل الكبير أن الاستقالات التي قدمها بعض أعضاء المجلس قد جاءت في وقت توقف الدوري الممتاز لشهرين متتالين، ما يعني أن هناك مساحات ليستوعب المجلس الجديد ما يدور في المشهد الهلالي، ويعيد ترتيب أوراقه إيذاناً بانطلاقة جديدة وعهد أفضل بعد سلسلة من الفشل والانهيار والدمار الذي أصاب الأهلة بالإحباط.
{ فرضت الإنقاذ على المجتمع الرياضي أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية، ولعلها من إيجابيات المؤتمر الوطني، التي تمنحك الإحساس بالعدل والحرية والثقة في تطبيق القانون، ورغم المتاريس التي وضعت في الفترة الفائتة في الطعون الدائرة حول بعض الأحداث في الهلال إلا أن القانون الآن بعد وضوح الرؤية سينفذ وسيتم تشكيل مجلس جديد للهلال، لأن القائمين على الأمر يدركون مكانة الهلال وجماهيره والإحساس بالظلم الذي أنهك قوانا لما يزيد عن العامين.
{ هاتفني كثيرون متخوفين من فبركة جديدة وحراك من قبل بعض النافذين لإيجاد مخارج لمجلس الهلال رغم وضوح القانون، ولكنني كنت مصرة في كل ردودي على أن الإنقاذ التي نعرفها ونعرف قياداتها لا يمكن أن ترتضي أن يكتب في مدوناتها تجاوز صريح في القانون والعدل والميزان من أجل إرضاء بعض الشخصيات.. فدعونا نستعد لاستقبال مجموعة جديدة في غضون الأيام القادمة حتى نتمكن من إعادة الموازين وإصلاح الأزرق، ومن ثم نشكر “كاروري” و”أبو مرين” و”الطاهر” و”حطبة” و”كرار” و”حاتم” و”عسقلاني” الذين دفعوا باستقالاتهم من أجل الإصلاح والصلاح.
{ وسيظل الهلال كبيراً بأبنائه وجماهيره وإعلامه الحر.