مصر تثور وتنتصر..!!
{ أكدت مصر للعالم أجمع أن الشعوب هي من تحدد مصيرها وتصنع قراراتها، من خلال حراك شعبي وجماهيري أطاح بالدكتور “محمد مرسي” في غضون ساعات بمساعدة القوات المسلحة التي قررت أن تنحاز لصوت الشعب وحراكه الفاعل ومحاولاته للانعتاق من براثن الإخوان وقبضة الظلم التي أرادت أن تغتال حرية المصريين في رابعة النهار الأغر.
{ خرجت مصر عن بكرة أبيها، وأعلنت نهاية عهد الإخوان المسلمين بإرادة شعبها وقوة عزيمته وثباته في المواقف التي تحتاج إلى أن يكون هناك صوت واحد موحد يعضد القضية ويحسم الفوضى ويوقف المنتفعين والمتطاولين، ويلقي بهم في الدرك السحيق. لذلك كنت على يقين أن الجموع التي ملأت الشوارع وتزاحمت في الساحات والباحات ستقضي على حكم “مرسي”، بعد أن فشل في خلق توازنات مطلوبة تعين المصريين على تحقيق طموحاتهم وآمالهم بعد سنوات طوال عاشوا فيها الأمرين وتعرضوا فيها لأنواع الظلم والقسوة كافة، والقهر الذي ولد غبناً داخلياً تمركز بثبات في قلوب الصادقين والمتطلعين إلى الأفضل.
{ جاءت ثورة يناير بأهداف معينة ومعانٍ عظيمة وقيم سامية، تستهدف الإصلاح والتعديل والتغيير المطلوب الذي يعين على صنع إيجابيات تصحح المسار وتبعد شبح الخوف الذي تمكن من المصريين أعواماً طوالاً، وكسر شوكة معظمهم وقضى على أحلام شبابهم وتطلعات شيبهم وأمنيات نسائهم، لذلك كان لا بد للدكتور “مرسي” أن يستوعب كل الحيثيات التي وضعوها على طاولة الأمل القادم وأن يجتهد من أجل أن يتم تنفيذها بقدر المستطاع، حتى يحس المواطنون أن الثورة قد آتت أكلها وحققت ما جاءت من أجله.
{ قد يرى البعض أن المصريين قد اغتالوا الشرعية في البلاد معتمدين على نتائج الانتخابات التي جاءت بالإخوان، ووضع الدكتور “محمد مرسي” على دفة القيادة.. ولكن ما بين السطور حديث طويل، إذ إن الشرعية لا تعني أن تهضم الحقوق وتنتهك المستحقات وتتجاهل المكتسبات من أجل إرضاء الجماعة والمرشد العام، الذي ظن أنه لا بد من إقامة دولة للشريعة بطريقتهم الخاصة، متغاضين عن الطوائف الأخرى التي تقطن مصر منذ سنوات شهدها التاريخ، ولا يمكن أن تتلاشى بين ليلة وضحاها.
{ لم يفلح الإخوان في قراءة الخارطة السياسية لمصر بشكل صحيح، ولم ينجح الإخوان في التعامل مع الشعب البسيط وطموحات شبابه بإحداث نجاحات ملموسة تنعكس على أرض الواقع وإعلام يأمل في حكومة واعية مدركة لحراكه ومكانته، لذلك سقط الحكم واصطف الجيش مع “عتريس” و”عبلة” و”مخيمر” في قلب ميدان التحرير.
{ تفتح مصر هذه الأيام صفحة جديدة وبيضاء يتربع فيها وبرضاء أهلها المستشار “العدلي”، الذي ألقى كلمة تدرس في أكاديميات السياسة ومدارس الاقتصاد والإعلام، ليعضد المشوار ويؤكد حرية مصر وشعبها ويشد على أيدي الإعلاميين ويطيح بقدسية المنصب ويرسل رسالة للعالم مفادها أن الشعوب الحرة لا بد أن تجد من يقودها في نهاية المطاف إلى مرافئ أوسع وأفضل وأجمل.
{ عاشت مصر حرة وأبية.. وعاش شعبها بعزة وشموخ وثبات وحراك ونجاح يشار إليه بالبنان.. فلا يصح إلا الصحيح.
{ قال “رونالد بيرشو”: (الشعب الحر هو من يجبر الحكومات على المواصلة في الطريق الصحيح، لأن عبث بعض الساسة يلقي بهم في غياهب التاريخ عندما يصرخ أي من الأحرار في ميدان عام).