حوارات

رئيس حزب الأمة القيادة الجماعية د. "الصادق الهادي" في حوار مع (المجهر) حول الوضع السياسي الراهن

يعتبر الدكتور “الصادق الهادي المهدي” من الجيل الذي تشرب ونهل من السياسة التي تفتحت عليها عيناه، ووجد نفسه داخل أسرة كلها تعمل بالسياسة من والده وحتى أخوته الصغار، ولكن ربما لم يفكر في يوم من الأيام أن يكون على رأس حزب باسم الأمة، ولكن شاءت الأقدار والتطلعات أن يحدث انقسام في الجسم الكبير من الحزب، وتعددت أسماء حزب الأمة، وفجأة وجد نفسه رئيساً لحزب باسم الأمة القيادة الجماعية، وإن كان يتوق لعودة الصحة للجسد الكبير.
التقيناه في حوار عقب عقد مؤتمره العام، وتناولنا معه العديد من القضايا خاصة موقف الحزب بعد المؤتمر، وعلاقة الحزب بأحزاب الأمة المختلفة، وكيف يستطيع إعادة أحزاب الأمة للحزب الكبير، وما هو موقفه من الجهاز التنفيذي بعد أن أعفي من منصب مستشار رئيس الجمهورية . وكيف ينظر لما يجري على الساحة السياسية بعد دخول الجبهة الثورية لمدينتي “أم روابة” و”أبو كرشولا”، وكيف ينظر للعلاقة ما بين الشمال والجنوب ومن المتضرر من إغلاق النفط؟.
نترك القارئ للإطلاع على ما جاء من ردود حول ما طرحناه من أسئلة للدكتور “الصادق الهادي المهدي” رئيس حزب الأمة القيادة الجماعية.

{ مرحباً بك دكتور.. نبدأ بمؤتمركم العام وما بعده؟
– الحمد لله المؤتمر العام لحزب الأمة الذي شعاره (القيادة الجماعية تم الإعداد له قبل عام تقريباً، وسبقته مؤتمرات ولائية في كل ولايات السودان، وكان ذلك بمثابة المؤتمر الختامي في ولاية الخرطوم، وبمثابة تتويج لعمل كل الولايات الذي تم بالمؤتمرات العامة لها في مناطقها، وتم تصعيد القيادات من المؤتمرات الولائية من المؤتمر العام، وكان ذلك المؤتمر العام هو خلاصة جهد كبير جداً استمر لمدة عام كامل.. وقد خرج المؤتمر بتوصيات واضحة وبأجهزة جديدة للحزب، وبجهاز تنفيذي متكامل، وإن شاء الله التحدي القادم هو تفعيل وتنزيل قرارات وتوصيات المؤتمر على أرض الواقع، وسيكون هنالك المزيد من التواصل مع الجماهير حتى نبني حزباً قوياً يحمل هذا الاسم التاريخي حزب الأمة)، ويعيد التاريخ لهذا الحزب مكانته وسط القوى السياسية السودانية بالشكل المطلوب. وما حدث من حراك السنة الماضية وتوج بهذا المؤتمر العام كان عبارة عن حافز لكل القيادات التي تم اختيارها لكي تنجز المرحلة القادمة والمستقبل بطريقة أقوى وأمتن، ونحن نعتقد بأننا (رمينا أساس متين وقوي) نستطيع أن نبني فيه في المستقبل بنياناً شامخاً.
{ كم عدد المؤتمرين من ولاية الخرطوم والولايات الأخرى؟
نحن قمنا بتقسيم السودان إلى قطاعات، وكل قطاع قام بتصعيد عدد من منسوبيه إلى المؤتمر العام.. على سبيل المثال القطاع الشرقي يضم ولايات كسلا والبحر الأحمر والقضارف، وتم فيها تصعيد عدد يتماثل مع النسبة المئوية الموضوعة لهذه لولاية حسب ثقل وكثافة السكان مقارنة بالقطاعات والولايات الأخرى.. أيضاً القطاع الأوسط الذي ضم ولايات النيل الأبيض والجزيرة وسنار والنيل الأزرق، وقطاع كردفان الكبرى وضم شمال وجنوب كردفان، بالإضافة إلى قطاع الشمالية الذي ضم نهر النيل والشمالية، وقطاع الخرطوم الذي ضم ولاية الخرطوم وحدها، وقطاع دارفور الكبرى الذي ضم جميع ولايات دارفور.. وحقيقة فإن توزيع التصعيد يتناسب مع عدد سكان هذه الولايات.. وفي خلاصة الأمر فإن الذين تم تصعيدهم للمؤتمر العام (1200) عضو، وتم اختيار (260) هيئة مركزية من المؤتمر العام، وانتخاب (70) يمثلون المكتب القيادي للحزب، هذا هو التسلسل الهرمي للحزب وشكل الحزب.
{ مرحلة ما بعد المؤتمر من ناحية تقوية حزبكم بحيث يكون له وجود؟
– خرج المؤتمر بتوصيات واضحة، منها تفعيل التواصل والحراك واستمراره مع الجماهير بصورة أقوى، وثانياً الحفاظ على وحدة واستقرار وسلامة البلاد، وأيضاً العمل الجاد للسلام وديمومته، والتواصل مع كل الذين يحملون السلاح وإقناعهم بضرورة الحوار باعتباره الطريق الأمثل لحل مشاكل السودان، وأيضاً العمل المتواصل لديمومة الحكم وتداول السلطة عبر الوسائل السلمية من خلال صندوق الانتخابات.. لذلك نحن نسعى مع القوى الوطنية المخلصة كافة لنكرر التجربة التي مرت من قبل بقيام انتخابات نزيهة وحرة وشفافة، نتجنب فيها ما حدث من أخطاء في الانتخابات السابقة ونأخذ بالإيجابيات، تمهيداً لقيام انتخابات نزيهة وشفافة وحرة يحدث من خلالها تداول سلمي للسلطة.. الأمر الآخر العمل مع القوى الوطنية المخلصة لوضع دستور دائم للبلاد من خلال الحوار، ونحن نرى أنه لابد من إجماع حكومة أو معارضة على دستور دائم باعتباره الوثيقة التي بين الحاكم والمحكوم وتتطلب اتفاق الرؤى والقوى السياسية حولها.. طبعاً من الصعب جداً الحصول على إجماع بنسبة مائة بالمائة، ولكننا نريد إجماعاً بنسبة عالية (90-95%)، ويكون لا بأس إذا حدث هذا الأمر..  أيضاً من التوصيات التي خرج بها مؤتمر الحزب، العمل على وحدة أحزاب الأمة كافة المشاركة والمعارضة، بما فيها حزب الأمة القومي ونحن ندعو من خلال صحيفتكم المقروءة وذات التوزيع العالي، وكما دعونا من قبل خلال المؤتمر العام ومن خلال خطابي والتوصيات، ندعو إلى وحدة حزب الأمة)، وإذا تعذر دمج هذه الأحزاب في حزب واحد، فإننا ندعو إلى دخولها الانتخابات القادمة بجبهة موحدة، وذلك أضعف الإيمان.. وحقيقة فإن قوة حزب الأمة في تماسكه، وقوة البلد والديمقراطية في تماسك حزب الأمة ذلك الكيان القوي المعروف بانتمائه الوطني الصادق، ونرى في الوحدة قوة لممارسة ديمقراطية، ونرى في أحزاب الأمة قوة للوطن ولجبهته الداخلية. وبنفس القدر ندعو الأحزاب الأخرى، الأحزاب الاتحادية وحزب المؤتمر الوطني الذي انشقت منه هذه الأحزاب، ندعوها إلى الوحدة ونريد في ختام الأمر بدل هذا العدد الهائل من الأحزاب أربعة أو خمسة أحزاب تكون موجودة في الساحة السياسية، وهذا أمر مقنع وفيه ضمانة لاستقرار وسلامة البلاد. والوضع الراهن نتج عن ظروف موضوعية دعت إلى مثل هذه الانشقاقات والانقسامات، واستفدنا من هذه الدروس ونريد الاستقرار لهذا البلد والاستمرار للسلام فيه، ونريد تنميته وذلك لا يتأتى إلا عبر الحوار بين تلك الأحزاب وحدوث اتفاق، ففاقد الشيء لا يعطيه.. نحن لا نستطيع أن ندعو لوحدة الجبهة الداخلية ونحن أنفسنا ممزقون ومنشقون، الأولى أن ندعو لوحدة أحزابنا وبعد ذلك ندعو لوحدة الجبهة الوطنية، ونمد أيدينا بيضاء من غير سوء لكل من يتفق معنا في هذا المنهج وهذا الطريق.
{ ما هي الخطوات المطلوبة والعملية التي قمتم بها لتحقيق وحدة أحزاب (الأمة)؟
– أهم شيء هو زوال أسباب الخلاف نفسها. لقد كان هناك سببان أساسيان لخروج مجموعة الإصلاح والتجديد من حزب الأمة القومي، أهمهما اضطراب الرؤية السياسية للأمة القومي، وفي تقديرنا أنها ما زالت كذلك.. السبب الآخر هو عدم وجود الشورى والممارسة الديمقراطية داخل حزب الأمة القومي، بالإضافة إلى هيمنة بعض الأفراد على اتخاذ القرار.. أنا لا أتشاءم وأقول إن هذا الواقع ما زال موجوداً، لكن نقول إن الظروف الموضوعية الآن التي تحيط بالسودان تتطلب من الناس التنازل قليلاً حتى يحدث الحد الأدنى من الاتفاق، وأي شخص عاقل ولديه توازن نفسي وصدق مع النفس يسعى لهذا الأمر.
{ هل جلست مع الإمام؟
– لم نجلس، لكن جلست لجان وحادبون بيننا على وحدة حزب الأمة) وتواصلوا معهم ومع السيد “الصادق المهدي” وتواصلوا معي ومع آخرين، وأيضاً اللجنة التي شكلها حزب الأمة القومي جلست معنا، مع لجنة شكلناها في حزب الأمة القيادة الجماعية كان ذلك أيام الانتخابات الأخيرة، وكان رأينا واضحاً في الوحدة التي وافقنا عليها تماماً، ولكن كانت هنالك بعض الأشياء، حيث وجدنا أن اللجنة كانت غير مفوضة للدخول في شأنها وهي كانت أساسية لإكمال عملية الوحدة، وبالتالي توقف الأمر عند درجة من درجات القبول لدى الطرفين على أمر الوحدة.. وبعض المسائل العالقة التي لم يكن لحزب الأمة القومي تفويض كامل للدخول فيها كانت سبباً في أن يتوقف الأمر عند حد معين من القبول المتبادل لفكرة الوحدة.
{ بالنسبة لأحزاب الأمة الأخرى المنشقة عن الإصلاح والتجديد.. ما هي العلاقة بينكم وهل توجد مساعٍ؟
– العلاقة الخلاف فيها بسيط جداً، وهو خلاف تنظيمي وليس خلافاً في الرؤية السياسية، لأنهم مقتنعون بمبدأ الشراكة للوصول إلى حل القضايا الوطنية الأخرى، لكن الاختلاف بات تنظيمياً وفي بعض التفاصيل ودخلت فيه بعض الأهواء الشخصية، ولذلك كان هذا الانفجار الكبير في الحزب.
{ البعض يرى أن “الصادق الهادي” رجل دكتاتوري.. خرج من الدكتاتورية الأولى ووجد دكتاتورية ثانية؟
– سئلت مثل هذا السؤال من قبل من بعض الأخوة الصحفيين، ولكني استغرب من أين أتى هذا الحديث؟ هو أتى من بعض الذين خرجوا من حزب الأمة القيادة الجماعية يبحثون عن أشياء معينة وشخصية، ولا أود الخوض في هذا الأمر، فإذا كنت أدعو للوحدة فلابد من الترفع وتناسي مثل هذه الصغائر، ولكن أقول إن الدليل على أننا نمارس الشورى والديمقراطية الحقيقية هو ما حدث في المؤتمر الأخير من ممارسة ديمقراطية حقيقية أفرزت أجهزة منتخبة، وكان مراقباً من القوى السياسية التي شهدت المؤتمر ومن مسجل الأحزاب السياسية، والكل أشاد بهذا المستوى الراقي والعالي من الممارسة الديمقراطية الحقيقية.. أنا لا أدري، فكل القرارات التي يصدرها حزبنا في الماضي والآن وفي المستقبل تصدر عبر المكاتب القيادية والمنتخبة لهذا الحزب، ولم يتخذ “الصادق الهادي المهدي” قراراً وحده، بل العكس، فأنا أفوض الكثير من صلاحياتي للجان المختصة ولأجهزة الحزب ولإصدار القرارات التي تتناسب مع الموقف السياسي في وقته.. هذا الحديث غير صحيح وغير سليم.
{ سمعت أن هنالك وحدة بينكم وبين كل الأحزاب للدخول في الانتخابات في المرحلة القادمة؟ 
– هذه أمنياتنا، وأنا أناشد كل الأخوة في أحزاب الأمة أن ينتبهوا لمثل هذا الحدث العظيم الذي سيحدث بعد سنتين تقريباً.. انتخابات جديدة.. هل سندخل الانتخابات بنفس الشكل القديم؟ هل هذا مقنع؟ أعتقد أن الإجابة لا.. نحن نعتقد أنه لابد من الوحدة في شكل جبهة ننسق فيها لكيفية دخول الانتخابات القادمة موحدين كتمهيد للوحدة الاندماجية الكاملة في المستقبل إن شاء الله.
{ ما هي العلاقة بينك وبين رئاسة الجمهورية الآن.. هل هي بنفس صورتها السابقة؟
– بالتأكيد، فإن الوجود في الجهاز التنفيذي أو خارجه لن يغير من رأينا في القضايا الوطنية الكبرى، ونحن على قناعة تامة بأن موقفنا الوطني لا علاقة له بوجودي في الجهاز التنفيذي، بل هو موقف نابع من شعور وطني قوي تجاه قضايا السودان الأساسية، وبالتالي فإن موقفنا سيظل كما هو إن كنت أنا داخل أو خارج الجهاز التنفيذي حول القضايا الوطنية، حتى إن رأينا موقف الحزب الحاكم- المؤتمر الوطني- لا يتفق مع المصلحة الكلية لاستقرار السودان وسلامه فسيكون لنا موقف مغاير، وإذا رأينا المؤتمر الوطني أو أية قوى سياسية أخرى تتفق معنا في الرؤية السياسية حول الأهداف الوطنية العليا والسلامة الكلية للبلد نتفق معها، وننسق معها لإحداث السلامة الكلية للبلد.
{ كنت أول الخارجين من الجهاز التنفيذي وكانت سنة حميدة.. وطالبت طالما هناك تخفيض للجهاز التنفيذي تكون أول الخارجين منه.. بعد ذلك هل هنالك أية علاقة بينك والرئيس؟
– العلاقة ذات شقين، فيها الشق الاجتماعي وهذا متواصل كدأب أهل السودان، وفيها الشق السياسي، إذا كانت هناك دعوات رسمية لمناقشة أمور وقضايا وطنية وأمور سياسية مهمة في البلاد فنحن كحزب وجوده ضعيف في السلطة، بالتأكيد سيشارك، ومثال على ذلك دعوة الرئيس حول الدستور في بيت الضيافة، شاركنا وقلنا رأينا، وكذلك في كل المناسبات التي تستدعي وجود رئيس الحزب نكون موجودين فيها، لم تتأثر علاقتنا مطلقاً الشق السياسي أو الشق الاجتماعي.
{ العلاقة بين الشمال والجنوب حدث بها توتر وهنالك دعم من الجنوب للجبهة الثورية في الاعتداء على (أبو كرشولا) و(أم روابة).. هل ناقشتم مثل هذه القضايا وأنتم قريبون من السلطة؟ 
– حينما حدث الاعتداء على (أبو كرشولا) و(الرهد) و(أم روابة)، كنا أول حزب يدين هذا الاعتداء، وكان لنا رأي واضح بحكم أننا ضد العنف كوسيلة لإحداث التغيير، وبالتالي حتى إذا ظهر أن دولة الجنوب تقف وراء هذا العمل، كان رأينا أن يستمر الحوار مع دولة الجنوب لأن المصالح تطغى على مثل هذه الأفعال العدوانية الصبيانية، فمصلحة الشعبين أن تتنادى كل القوى خاصة الحاكمة في الدولتين لحوار جاد ينهي هذا الأمر وهذا العبث، لكن هنالك بعض الذين لهم مصالح في أن تستمر هذه الحروب سواء أكانت دولاً من منظومة خارج أفريقيا أو من منظومة داخلها، لها مصالح في استمرار الحرب بين الشمال والجنوب، وبعض مصالح التكتلات الصهيونية المعروفة تدفع البعض خاصة في دولة الجنوب لإذكاء نار الحرب، وهذا الأمر يضر بمصالح شعب الجنوب ودولته الوليدة، ورأينا أن الحوار هو الحل الأمثل للوصول إلى اتفاق حول مثل هذه القضايا.. مبادرة “أمبيكي” الأخيرة على الرغم من كونها لم تأت بجديد، باعتبارها نفس الشروط والنقاط السابقة، لكن الجديد فيها هو وجود مراقبين يقومون بمراقبة الوضع بين الدولتين حتى يضمنوا استمرار الاتفاق المنصوص عليه وتم توقيعه في أديس أبابا من قبل.. لذلك نحن نشجع مبادرة “أمبيكي” ونعتقد أنها خطوة، قد لا تكون المثلى، لكنها خطوة في سبيل حل الأزمة.. لكن الجانب الآخر هو (الجبهة الثورية) ونرى إن كان حمل السلاح يحل قضية من القضايا لما كانت كثير من الحروب أتت أكلها بسلام وبالحوار الجاد بين الطرفين المتقاتلين كما حدث في كثير من الصراعات في العالم.. وفي السودان كمثال لم يوجد منتصر في الحرب، بل هي الخسارة لكل الأطراف وللشعب والوطن الذي يتقاتلون فيه، وبالتالي ندعو إخواننا في (الجبهة الثورية) ونقول لهم لابد من الحوار، ولابد من الوصول إلى اتفاق فهو الأسلوب الأمثل.. الآن هدأت الأوضاع قليلاً، وكنا وقتها نرى أن القوات المسلحة لابد أن تقوم بدورها كاملاً غير منقوص، وقد قامت به في استرداد (أبو كرشولا) ومعظم المناطق التي تم احتلالها.. والآن بعد أن تم دحر التمرد بات الجو مناسباً للوسطاء والعقلاء والحكماء للتدخل من أجل وضع حد للأزمة المتفاقمة، ولا نرى حلاً للصراع والاقتتال، ولابد لأبناء الوطن الواحد أن يحافظوا على بلادهم وما تبقى منها عبر الحوار، كما تم من قبل في اتفاقية (نيفاشا) بغض النظر عن التفاصيل التي حدثت، وكما حدث في اتفاقية (الدوحة)، وفي اتفاقية (الشرق) في أسمرا، وفي (القاهرة) التي وقعها السيد “محمد عثمان الميرغني”.. كل هذه الاتفاقيات جاءت بأشياء إيجابية، وبالتالي فإن الصراع لن يؤدي إلا إلى الخراب والدمار والإضرار بشعب السودان.
{ فيما يتعلق بالبترول بعد التوصل إلى اتفاق رجعنا إلى المربع الأول.. من الخاسر والرابح من الطرفين؟
– الطرفان متضرران بالتأكيد، ولكن هذه وسيلة من وسائل الضغط للوصول إلى اتفاق مسموح بها في الحدود السياسية المعروفة، عمل وسائل ضغط للوصول لاتفاق معين، الطرفان متضرران من قفل أنبوب النفط، ولكن جنوب السودان يتضرر بصورة أكبر لاعتماده الأساسي على النفط، السودان الشمالي له موارد وإمكانات أخرى معروفة، ولكن أيضاً قفل أنبوب النفط يؤثر سلباً على الاقتصاد السوداني ولكن ليس بمستوى دولة الجنوب.. هذه وسيلة ضغط يستخدمها السياسيون للوصول إلى اتفاق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية