(المجهر) تجري جولة واسعة في مدينة "الفاشر" والمرأة تتقدم الصفوف
فرز الأصوات وإقبال واسع في آخر يوم في الاستفتاء وتوقعات بأن تصل نسبة المصوتين لأكثر من (90%)
الفاشر – تقرير- نهلة مجذوب
وقفت (المجهر) على تفاصيل اليوم الأخير من التصويت في المراكز وسجلت زيارات ميدانية لبعض المراكز الخاصة بالاقتراع وفرز الأصوات، حيث انتهت العملية بسلام في ولايات الإقليم الخمس دون أن تحدث أي توترات أو عراقيل، كما شهدت عملية فرز الأصوات في عدد من المراكز. وأغلقت صناديق الاقتراع لاستفتاء دارفور في مراكز مدينة “الفاشر” ومحلياتها بهدوء وانسياب تام في ظل توافد المراقبين من داخل وخارج البلاد.
جولة مع المرأة
(المجهر) كانت في جولة مع وفد اتحاد عام المرأة السودانية واتحاد المرأة بشمال دارفور وقفت معه على سير عملية الاستفتاء وفرز الأصوات بعدد من المراكز التي أظهرت إقبال المرأة الكبير على صناديق اقتراع الاستفتاء الإداري بنسبة عالية، مما يؤكد رغبة وإيمان المرأة في دارفور بإجرائه ليكون أحد الحلول الناجعة لسلام دارفور.
رئيس مركز المستقبل “نزار أحمد” حي الكرانك رقم (20)، أوضح أن المركز مسجل به (1208) ناخبين الغالبية العظمى منهم نساء بنسبة (60) بالمئة من المنتخبين، لافتاً إلى أن المركز لم يسجل مخالفات وأن فترة الصباح شهدت إقبالاً كبيراً عكس فترة الظهيرة التي قلت فيها، موضحاً أن المساء شهد إقبالاً كثيفاً خاصة الموظفين.
ومن جانبها أكدت موظفة الاقتراع بالمركز “رشا آدم صالح” أن أكثر المصوتين من النساء. وقالت إن الحبر يوضع للرجال في الأصبع الإبهام والنساء ما بين السبابة والوسطى نسبة لوجود الحناء.
وأوضحت رئيس مركز المستقبل “حنان حامد” أن الخيار المرجح من المصوتين هو خيار الولايات وأن المركز مسجل به (1200) ناخب، (700) منهم نساء وكان إقبالهن كبيراً، مبينة أن المركز افتتح بحضور والي شمال دارفور ومعتمد محلية الفاشر “التجاني عبد الله”.
شهادة مراقب
المراقب الدولي من اتحاد طلاب باكستان “إياب أحمد” وصف عملية الاستفتاء بأنها مطابقة للمعايير الدولية ولم تسجل أي مخالفات، وتسير بإيجابية وشفافية تامة وإنها دليل انسجام بين الحكومة ومواطني دارفور تنفيذاً لاتفاقية سلام الدوحة.
وأكدت المدير التنفيذي لاتحاد المرأة بالفاشر “إحسان عبد الله” أن الاتحاد طاف على (16) مركزاً، بجانب معسكرات النازحين ووجدوا إقبالاً كبيراً خاصة من قبل المرأة. وأرجعت إقبال النساء للتوعية والتنوير الذي قام به الاتحاد مع مختلف الأحزاب قبل عملية التسجيل، لأهمية الاستفتاء الإداري لخياري الإقليم أو الولايات دون ضغوطات. وبررت ضعف الإقبال بصفة عامة لقلة الإعلام بالولاية، مشيرة إلى أن الاستفتاء لم يواجه باعتراضات من قبل المرأة الدارفورية.
المراقب “هالة النور آدم” عضو الحزب الاتحادي مراقب بمركز حي الوادي قالت إنهم بدارفور يفضلون نظام الولايات حتى لا يكون هنالك جنوب سودان آخر أو نافذة يقتل من خلالها السودان، مبينة أن الاستفتاء حق دستوري كفلته اتفاقية الدوحة التي وقعتها الحكومة مع حزب التحرير والعدالة، وأنهم كمنبر نساء الأحزاب بالولاية يساندن خيار الولايات. وقالت إن الإقليم سيبعد إنسان الولاية من المركز وينتج عنه أكبر عدد من المشاركة في السلطة والحكومة. ودعت “هالة” للاتعاظ بدولة الجنوب والتي منحتها اتفاقية أبوجا الحكم الذاتي الذي نتج عنه الانفصال، مطالبة بعدم تكرار ذات التجربة. وأكدت أن إنسان دارفور قادر على اتخاذ قراره بنفسه لإلمامه بالواقع السياسي، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه الاستفتاء عدم توفر وسائل نقل للمراكز البعيدة. ووصفته بالقضية المفصلية وهن نساء خرجن من جلباب التعصب للأحزاب لأنهن صاحبات الوجعة الحقيقية والمتضررات من الحرب.
وأعلنت مفوضية الاستفتاء الإداري لولايات دارفور عن انتهاء عمليات الاقتراع للناخبين المسجلين بولايات دارفور، والبالغ قدرها نحو (3) ملايين ونصف. وكشف نائب رئيس اللجنة العليا للاستفتاء الإداري بولاية غرب دارفور “مختار كبير محمد أحمد” عن ارتفاع حصيلة تصويت الناخبين في اليوم الثاني والثالث، وذلك حسب التقارير الواردة من مراكز الاقتراع بمحليات الولاية الـ(8). وتوقع أن تحقق الولاية أكثر من (90%) عقب العمليات النهائية لفرز الأصوات.
وبولاية شمال دارفور وفي مركز الكرنك رقم (29) بمحلية الفاشر كان عدد المسجلين (1280) وعدد المصوتين (1118) بنسبة(95.5) بالمئة. وبحسب مفوضية الاستفتاء الإداري أن عدد المصوتين بالمركز (زد) واعتبرته مركزاً نموذجياً اليوم الأول بمركز الكرنك (288) والثاني (247) والثالث(583). وأكدت المفوضية إغلاق الصندوق بحضور عدد كبير من المراقبين المحليين والدوليين والشرطة، وأشارت إلى أن فرز وعد الأصوات سيبدأ في الثامنة من صباح اليوم (الخميس) ومن ثم إعلان النتيجة.
جولة في معسكر أبو شوك
وفي معسكر النازحين (أبو شوك) أكد المدير التنفيذي للمعسكر “إبراهيم الخليل” أن عدد النازحين المسجلين للاستفتاء (18164) بمراكز مختلفة صوتوا منهم ما يقارب الـ(16) ألف. وأبان أن صعوبات كثيرة صاحبت العملية فيما يتعلق بالمنتخبين منها دعم توفر وسائل النقل والظل، لذلك قاموا بعمل (7) مراكز إضافية لتفادي الاكتظاظ في ظل الصيف، موضحاً أن الناخب يسحب منه كرت التسجيل تفادياً لتصويته بمركز آخر. وقال بمركز المستشفى الألماني أن عملية التسجيل سارت بصورة جيدة ولم تسجل مخالفات أو خروقات تذكر، واصفاً بيئة المعسكر بالآمنة وأشار إلى أن عدد الجرائم التي ارتكبت ومنذ العام 2004م وحتى اللحظة هي (13) جريمة فقط.
فيما انتقدت المراقبة “نوال أحمد محمود” من حزب العدالة بالألماني بعض الممارسات في التصويت منها عدم إبراز بطاقة المنتخب. وقالت هذه المخالفات كانت خلال أيام العملية.
وبمركز “نور الهدى” بمعسكر أبو شوك أيضاً أوضح مدير المركز، أن عدد المصوتين حتى عصر أمس وصل (5500) صوت، كاشفاً أنه من أكثر المراكز إقبالاً بالمعسكر. ولاحظت الصحيفة امتلاء صناديق الاقتراع بصورة لافتة وإقبالاً كبيراً من الناخبين خاصة النساء.
رئيس اتحاد الصحفيين بتشاد “بلقاري لارمي” قال إن استفتاء دارفور أتى لسلام أهله. وقال إن العملية تسير كما رأى بأم عينيه بصورة طيبة. وأوضح أن عدد النساء أكثر من الرجال في مراكز التصويت.
أما رئيس اتحاد الصحفيين بالكنغو الديمقراطية “استانس أكوندي” قال إن عملية الاستفتاء بشمال دارفور سارت بصورة جيدة، ولم يجد مخالفات للاستفتاء بحسب المعايير والقوانين الدولية.