أخبار

افتحوا الأبواب للجميع

{ طالبت الهيئة السودانية للدفاع عن حقوق الحريات، السلطات برفع القيود عن الحريات، لاسيما حرية التعبير وحماية الحقوق وصيانتها، باعتبارها حقاً كفله القانون والدستور، وأدانت في الوقت ذاته إلغاء السلطات للندوات التي كانت تعتزم قوى الإجماع الوطني إقامتها، معتبرة تلك الخطوة مواصلة للسلطات في حملتها الرامية للتضييق على الحقوق والحريات بالبلاد.
{ وبغض النظر عن الهيئة والمجموعة التي لم نسمع عنها، إلا أن الموضوع في قالبه العام يحتاج إلى مراجعات من قبل الأجهزة المسؤولة، خاصة وأن الانفتاح الذي يعيشه العالم العربي من حولنا يتطلب أن يكون هناك اتساع في رقعة التنفس والتحرك المكفول الذي لا يتجاوز الخطوط الحمراء المعروفة، على أن تظل الرقابة في نطاق التحركات المعلومة مسبقاً والمفهومة الأبعاد.
{ الندوات التي تقيمها المعارضة من حين لآخر تصب في مصلحة المؤتمر الوطني، وتؤكد أن الدولة مستوعبة للحراك الديمقراطي ومؤمنة بالمعارضة وحريصة على منحها حقوقها المكفولة، وعليه فإن الانفتاح يمنحنا الضوء الأخضر في خلق توازنات مطلوبة في هذه المرحلة من خلال ترتيبات تعيد الموازين بشكلها الصحيح في ظل التقلبات التي نشهدها في العالم من حولنا، مما يعني أن ترتيب البيت الداخلي وإعادة صياغة المشهد من جديد يتطلب أن يكون هناك وعي وتروٍّ في اتخاذ الإجراءات، خاصة أن التكميم والإقصاء قد خلق غبناً داخلياً يؤثر سلباً على مسيرة الدولة بشكل عام؛ لذلك لابد أن يتم تغيير الخارطة الإستراتيجية للدولة، وأن يتم استيعاب كل الأوضاع بداخلها، وأن نسعى لإنزالها إلى أرض الواقع بمنح مزيد من المساحات للمعارضين وغيرهم على أن يتم ذلك تحت المجهر.
{ لم تكن ندوات المعارضين يوماً منفذاً لتغيير الحكومات، خاصة في السودان، لأن أحاديثهم الممجوجة محفوظة ومعروفة ولا يمكن أن تحرك ساكناً مهما كانت درجة الخطاب وقوة اللغة ورصانة المتحدث، لأن البدائل التي يتابعها المواطن السوداني خارج نطاق المطروح على ساحات المشهد السياسي، لذلك لا بد أن نكسر شوكتهم ونمنحهم الباحات الممكنة لأن أصواتهم ما عادت تجدي ولن تجد من يصغي اليها، إذ إن القوة التي تمنحها الدولة لهذه التجمعات من خلال منع الندوات تمنح التجمعات بعض التعاطف، بالإضافة إلى تصريحاتهم لوسائل الإعلام المختلفة والغربية على وجه التحديد، التي تبين أن الدولة تقيد تحركاتهم وتمنعهم من ممارسة حقهم الذي كفله الدستور، وهذا بالتأكيد يصب في مصلحتهم (ويكبر كومهم).
{ الديمقراطية الحقة تشير إلى منح الضوء الأخضر إلى كل الفصائل السياسية وتعضد المواقف الإيجابية وتفتح النوافذ والأبواب للجميع من أجل إيصال أصواتهم التي يرون أنها الأفضل، رغم الخلاف والتباين في وجهات النظر، لأن التعويل يتم من خلال المواطن والرهان على نظرته الثاقبة في التعاطي مع المجريات، بالإضافة إلى حراك الدولة المجيد في استيعاب رغبات “محمد أحمد” ومحاولاتها الجادة في تنفيذ طموحاته والاهتمام بأولوياته والاستفادة من المعارضة نفسها واستخلاص الإيجابيات والبعد عن السلبيات التي دفعتها خارج الحلبة.
{ الحكم المجيد يتطلب وعياً أكبر من المطروح على الواقع السياسي، لأن حنكة القيادة وحصافة قياداتها تنعكس من خلال تجاربها ورؤيتها في إمكانية منح المتعارضين الضوء الأخضر في التحرك والحراك المكفول بالدستور، حتى تتمكن من خلق أجواء ديمقراطية تعضد مساعيها في تكريس الفهم العام والأهداف التي جاءت من أجلها لقياده البلاد إلى بر الأمان.
{ أكملت الإنقاذ عشرين عاماً ويزيد، عاشت فيها تقلبات وتحولات مختلفة تتطلب أن تستفيد من أخطاء الماضي وتعالج كل السلبيات في المرحلة الجديدة، وعلى رأسها فتح النوافذ والأبواب على مصراعيها، وأن تتابع بتمعن ما يجري في مصر القريبة، حينها ستدرك أهمية أن تتفهم ما نكتب.
{ ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية