غياب يوم العرس!!
{ هل سقطت من ذاكرة الحكومة المركزية فجأة بطولة (سيكافا) التي انتهى عرس ختامها ليلة (الاثنين) بمدينة الفاشر، والمركز يشكل غياباً تاماً لتتمدد علامات الاستفهام من جبال تقلي لجبال كادرا ومرة؟! هل نسي المركز التظاهرة التي أنفق عليها المليارات في زمن عجز فيه الجنيه.. مثلما نسيت الإنقاذ ذكرى وصولها السلطة؟! أم هي رسالة مقصودة بتصغير المنافسة والتقليل من شأنها وازدراء حتى النتيجة الباهرة التي حققها سلاطين دارفور وهم ينالون المعقد الثالث في البطولة على حساب الفريق الرواندي العنيد الجيش؟!
أم هي الحسابات السياسية الخاطئة؟! أم فقد الإحساس بالأشياء وكل من شاهد عرس الختام عبر شاشات التلفزة تساءل أين الحكومة المركزية؟! وكيف يمثل القصر الرئاسي والحكومة الاتحادية د. “إسماعيل الحاج موسى” نائب رئيس مجلس الولايات؟! صحيح أن د. “إسماعيل الحاج موسى” بثقافته الرفيعة وخبرته كوزير إعلام سابق ونجم سياسي لأكثر من (35) عاماً يستحق أن يمثل المركز.. ولكن لا يشغل منصب مساعد للرئيس، ولا مستشار في القصر، ولا حتى وزيراً للشباب والرياضة فما لكم كيف تحكمون؟
{ يفيض القصر بالمسءولين والمساعدين ونواب الرئيس.. وحتى الوزراء الاتحاديين تجدهم في سوق الناقة، وفي تكريم “جمال الوالي” و(عزومة) فلان وختان أحفاد (علان)، فلماذا أحجموا عن حضور عرس نهائي (سيكافا) التي جاءها من رواندا وزير شبابها وفي حقيبته مبلغ (30 ألف دولار) جوائز مقدمة من الرئيس “كبقامي” للفرق الأوائل في المنافسة، وجاء السفير البوروندي، ورئيس اتحاد (سيكافا) تنزاني الجنسية، وهو نائب رئيس الحزب الحاكم هناك، ووزراء السودان تتثاقل خطاهم نحو الفاشر.
{ في يوم الافتتاح غاب المركز عن كادوقلي، وهبطت الطائرة ومقاعدها خالية إلا من قيادات اتحاد الكرة الثلاثي د. “معتصم جعفر” و”مجدي شمس الدين” وابن الاتحادي الديمقراطي “أسامة عطا المنان” ورابعهم د. “نجم الدين المرضي”، ومثل المركز في الافتتاح الفريق “آدم حامد” والوزير “صديق التوم”.. وكادوقلي كانت موعودة من المتمردين بأمطار (كاتيوشا) وراجمات الصواريخ.. فوجدت الجماهير العذر لمن آثر السلامة ونأى بنفسه عن درب (الدرك).. ولكن ما الذي جعل قيادات المركز ورموزه تغيب عن الفاشر؟!
{ بعض قيادات دارفور تحدثوا بصراحة شديدة ونبرة الغضب بادية في أحاديثهم بأن الخرطوم لم يعجبها نجاح دارفور في التنظيم، ولا حصول السلاطين على المركز الثالث في ترتيب البطولة، التي ولو أقيمت في ولاية الخرطوم لتهافت الوزراء على عرس ختامها كتهافت الجوعى على موائد الطعام.
{ لا عذر للخرطوم وهي تغيب عن حدث كبير، وعرس لن يتكرر، ونجاح حققته ولايتا شمال دارفور وجنوب كردفان بإرادة سياسية وعزيمة وصبر، وقد اقتطعت الولايتان من قوت جماهيرها لتبيض وجه السودان، ولكن سوء التقدير يهزم حسن التدبير!!