شهادتي لله

دائرة أمريكا .. وسفارتنا في "مصر"

– 1 –
{ تصريحات مسؤول دائرة أمريكا وأوربا بحزب (المؤتمر الوطني) الأستاذ “أسامة فيصل” للزميلة (أخبار اليوم) في عددها الصادر أمس، لم تحمل جديداً، وهذه ليست مشكلة الصحيفة، بل مشكلة مسؤول الدائرة المرافق للدكتور “نافع” في رحلته الحالية إلى “الصين”.
{ مسؤول دائرة أمريكا قال إن الصحف وأجهزة الإعلام أوردت أن زيارة الدكتور “نافع” إلى أمريكا تم (إلغاؤها)، والصحيح أنه تم (تأجيلها)!!
{ مبلغ علمي أن معظم الصحف، ومن بينها (المجهر)، نشرت تصريحات مدير مكتب المبعوث الأمريكي للسودان، وقال فيها بالحرف إن الزيارة تم (تعليقها).
{ وفي رأيي أن (تعليق) الزيارة – لو يعلم الأخ “أسامة” – أسوأ من إلغائها، لأن (التعليق) فكرة (ابتزازية)، يستغلها الأمريكان لفرض (شروط) جديدة للموافقة والتكرم بقيام الزيارة!! أما (الإلغاء) فهو قرار واضح لا لبس فيه، لا يحتمل مزايدات، ولا ضغوطاً، ولا ابتزازاً.
{ الأمريكان لم (يؤجلوا) الزيارة، بل (علقوها) احتجاجاً على وقف السودان تنفيذ اتفاقيات التعاون مع الجنوب، وعلى رأسها اتفاقية النفط، فلو أنهم أجلوها لقال مبعوثهم (السامي) أو من ينوب عنه إن الزيارة ستكون في شهر (أغسطس) أو (أكتوبر) القادم.. مثلاً.
{ ليس مطلوباً من مسؤولي الدوائر الدبلوماسية وشبه الدبلوماسية أن يبحثوا عن (مخارج) وتبريرات لأخطاء واستفزازات الإدارة الأمريكية المستمرة تجاه السودان.
{ ليس بالضرورة، إذا كان أحدهم وزيراً للخارجية، أن يدافع عن قرارات دول أخرى (مضرة) بالسودان، فقط لأنه (سيبحث) عن معالجات دبلوماسية للأزمة، بل من الممكن أن يكون دبلوماسياً ناجحاً جداً إذا قرر بعد موافقة قيادة الدولة (تعليق) زيارة مسؤول أمريكي لبلادنا رداً على (تعليق) زيارة مساعد رئيس الجمهورية.
{ بصراحة، لو عدل الأمريكان عن قرارهم، وأعلنوا اكتمال كافة الترتيبات لزيارة دكتور “نافع” الأسبوع القادم، فإن هذه الزيارة تحديداً، لم يعد لها (قيمة) ولا (طعم).
{ الأسلم والأوفق أن يعتذر عنها دكتور “نافع”، حتى ولو كانت (تأجيلاً) وليس (إلغاءً).. والحوار – مستقبلاً – مع أمريكا يمكن أن يكون في “روما” أو “أثينا” أو “الدوحة”.. أو في “الصين” نفسها!!
– 2 –
{ في سفارتنا بالقاهرة يجتهد السفير “كمال حسن علي” في أداء مهامه الدبلوماسية في توطيد وترقية العلاقات السودانية المصرية، وفي تأسيس (بنية تحتية) محترمة لسفارة السودان في جمهورية مصر العربية، فبعد انتقال المقر (مؤقتاً) إلى (عمارة) تملكتها السفارة مؤخراً في حي “الدقي”، شرع “كمال” في تشييد المقر الدائم في أرض المبنى القديم بحي “قاردن سيتي” في وسط البلد.
{ السفير “كمال” قام بتأثيث طابق كامل بحي “السيدة زينب” (تمليك) وأسماه (بيت السودان) ليكون مسرحاً لأنشطة الجالية واحتفالات السفارة، وقد كنتُ شاهداً على إحدى الفعاليات الثقافية في (بيت السودان). كما أقام السفير حفل تكريم في داره بالمعادي لضباط من الشرطة السودانية تلقوا دورة تدريبية في أكاديمية الشرطة المصرية بحضور مساعد وزير الداخلية المصري.
{ “كمال حسن علي” سفير شاب مثابر وذكي ومجتهد، غير أنني ألفت انتباهه إلى المزيد من الاهتمام بالكادر العامل في المستويات الأدنى بالسفارة.. دعمهم وإعانتهم لتحسين مظهرهم، فهم يمثلون السودان في أكبر دولة عربية.
{ في سفارتنا لفت انتباهي أيضاً (القنصل العام) السيد “خالد الشيخ”. هذا الشاب دبلوماسي مكتمل مئة بالمئة.. وكما يقول المصريون: (ما يخرش المية)!! على مستوى الأداء يتحدث عنه بإعجاب حتى صغار العمال بالسفارة !! وعلى مستوى المظهر، فشكله وهندامه أفضل من الكثير من الوزراء والسفراء السابقين واللاحقين. التحية للقنصل الراقي “خالد الشيخ”.
{ وإشادتنا لا بد أن تمتد إلى ملحقنا الإعلامي النشط “محمد عبد الله جبارة” القادم من مجلس الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام. “محمد جبارة” طاقة لا تعرف النفاد.. يصل الليل بالنهار، يزور الفنانين والصحفيين والإعلاميين الذين يحلون على “القاهرة” بغرض العلاج أو في مهام أخرى، وقد رأيته (يدفع من جيبه الخاص) وليس (جيب السفارة) لإنجاز الكثير من المهام، في ظل عدم توفر ميزانيات للملحقيات الإعلامية في الخارج.
“محمد جبارة” أضاف حيوية للسفارة.. وهذا شهادة منا إلى الأستاذ المحترم “عبد الدافع الخطيب” الأمين العام لوزارة الإعلام.
{ وفي الخرطوم ايضاً سفارة (مصرية) محترمة.. تعرف ماذا تفعل. ويدهشني كثيراً القنصل المصري السيد “معتز مصطفى كامل” هذا الشاب فائق التهذيب والاحترام. قبل أيام اتصلت به حوالي الثالثة عصراً وكان الهاتف (مغلقاً) فعاد لي عند (الخامسة) مساء فقلت له: (كنتُ اتصل بك بشأن تأشيرة، ولكن يبدو أنكم غادرتم المكاتب) قال لي: (لا.. لا.. أنا رجعت المكتب)..!! نعم رجع بعد الخامسة لأنه (بيشتغل)!! أصدر تعليماته أثناء مكالمتي بمايكرفون داخلي لموظف آخر: (ح يجيلك فلان تديلو تأشيرة فورية).
 خلال (ثلاث دقائق) فقط من وصوله أمام باب القنصلية كان الأخ “لؤي الصاوي” يتسلم (التاشيرة).. وما زال مندهشاً.. يردد الحكاية!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية