النفط والاقتصاد .. سجال السياسة والاستراتيجيات
لم يُخفِ المتحدثون في ندوة “أنبوب النفط مسار جديد للتصعيد والمواجهة” التي أقيمت بمقر صحيفة (آخر لحظة) نهاية الأسبوع المنصرم تشأومهم ومخاوفهم إزاء التصعيدات الأمنية التي باتت تهدد الدولة والاختراقات المنظمة من قبل الكيانات الصهيونية تجاه السودان.
ورهن د.”ربيع عبد العاطي” المحلل السياسي والقيادي بالحزب الحاكم خروج الدولة من نفق المهددات الأمنية والاقتصادية بالتغيير الشامل، وإعادة النظر في رؤية الحكومة تجاه التفاوض والتفكير السديد، وقال إن النصر لا يأتي من القوة وحدها، وإنما يتطلب توجيه العقول والمعلومات، وأضاف: (لن يهزمنا السلاح وحده وإنما التفكير).
تعميم التوتر
وذهب “ربيع عبد العاطي” متحدثاً عن الأحداث المتتالية من “أبو كرشولا” إلى تفجير أنبوب النفط، إلى اتجاه العقول التي تستهدف السودان إلى خلق مناخ ضبابي وجو من التوتر، وأضاف: (نحتاج في هذه المرحلة إلى إستراتيجية جديدة)، ووصف خطة المائة يوم بخروج المعارضة والجبهة الثورية من مرحلة شد الأطراف إلى خطة المائة يوم كجذب للأنظار عن الأحداث الأخرى. ووافقه الرأي المحامي والخبير القانوني د.”غازي سليمان” وقال إن الخطة المائة يوم ليست لعبة، وإنما هي خطة محكمة لضرب “أم روابة” ثم “الأبيض” لتقابلها في الأثناء ذاته ثورة بالخرطوم لتكتمل فصولها بتنفيذ مخططاتهم.
وأضاف: (“أبوكرشولا” ليست لها أهداف إستراتيجية عسكرية سوى أنها مدخل إلى الشمال). وقال “سليمان” إن هناك معلومات بطرفه تفيد بأن هناك (26) ألف مقاتل بالجبهة الثورية (900) عربة، وأضاف هدفهم ليس تغيير النظام وإنما الهدف صهيوني يسعى لتفكيك السودان إلى دويلات صغيرة، وقال مازحاً: (أظن أنه حتى “الحاج يوسف” ستطالب بالانفصال عن الخرطوم.
الأنبوب بداية التصعيد
وأجمع المتحدثون أن ضرب أنبوب النفط لم يكن سوى بداية للتصعيد، وقال د.”سليمان” إن التفاوض هو الخطأ الأساسي وأضاف: (هل نتفاوض مع أمريكا التي قررت تقسيمنا قبل قرن من الزمن)، وأشار: (إذن مشكلتنا ليست مع الجنوب لنتفاوض وإنما مشكلتنا هي الصراع بين الإنقاذ كسلطة والصهاينة، وحكومة الجنوب كانت مجرد قربان لأغراض تدمير وطمس الهوية الإسلامية وتمزيق السودان، لذا أعتقد أن التفاوض كان خطأ تكتيكياً أعقبه الاعتراف بالجبهة الثورية والحركة الشعبية ككيانات توجب الجلوس إليها والتفاوض معها). وخالفه الرأي الخبير الإستراتيجي اللواء “محمد العباس” برؤيته أن التفاوض هو الحل الذي تتطلبه المرحلة، وأنه لابد من فتح أنبوب النفط مجدداً ثم معاودة ترتيب البيت من الداخل والاستفادة من الدروس السابقة، معتقداً أن القتال سوف يستمر مع الجبهة الثورية لأنهم يهدفون إلى إنهاك السودان عسكرياً.
تحديات ماثلة
يقول د.”ربيع” إن الإنقاذ منذ بدايتها لم يبارحها الرهق سواء من الناحية السياسية أو العسكرية، وأضاف: (لابد من إقناع الذين يتحدثون عن إسقاط النظام بأن السودان مستهدف من قبل القوى الخارجية الكبرى والدليل على ذلك أن مجلس الأمن أصدر (150) قراراً وبياناً ضد السودان مما يتطلب التفكير بجدية نحو المخاطر التي تحدق بالوطن)، ووجه رسالة لكل المواطنين في أن المسألة لا تخص الإنقاذ وحدها، وأن الأعداء يتربصون بالوطن، وقال: (إن لم نستفد من الدروس سيكون علينا مواجهة الخطر القادم)
من جانبه قال “سليمان” (أنا فخور أن القوات المسلحة لم يتم اختراقها حتى الآن). وأشار إلى أن هناك خطة سياسية لعزل الرئيس من القوات المسلحة ومن الناس الذين حوله، وقال إن الدول المعادية تقول نحن ما ضد السودان، هي عايزة تقول “عمر” لأنه رمز للاستقرار السياسي والعسكري، شغالين في الاختراق الأمني وصلوها حتى للطرق الصوفية. وأضاف: (ده كلام(.
وقال سليمان: (هناك ربيع إسرائيلي وليس ربيع عربي). وأجمع المتحدثون على ضرورة وحدة الشعب والحكومة لمواجهة التحديات القادمة من الاختراقات الخارجية إلى الطابور الخامس.