الديوان

أبناء الخفير "يحيى" يتسيَّدون ساحات لعبة التنس بجدارة

 وأنت تدخل إلى فناء منزلهم المتواضع الكائن أمام دار (اتحاد التنس) تشعر بأنك داخل مملكة لعشاق لعبة تنس المضرب،  أسرة العم “يحيى” خفير دار (الاتحاد السوداني للتنس) الذي استقبلنا بمنزله العامر بكل حفاوة لم تفسدها إلا مقاطعتنا لها متابعة نهائي إحدى بطولات التنس التي كان والأبناء غارقين في متابعتها (نور الدين، سماح، سامية، ميسون، أحمد) وما بين تشجيع نادٍ وآخر، استطعنا أن نسبر أغوار هذه الأسرة التي تتنفس عشقاً للعبة التنس رغم ما شاع عن أنها لعبة الأثرياء، لكنهم كسروا هذه القاعدة، حيث يتسيَّد أبناء العم “يحيى” البطولات المحلية والخارجية وسط دهشة كل المتابعين، ولمعرفة سر هذا النجاح وما وراءه سجلت (المجهر) زيارة قصيرة لهذه الأسرة وحاورتها.
العم “يحيى” لاعب ثم مدرب
في البداية تحدث العم “يحيى” عن بداية علاقة الأسرة بهذه اللعبة قائلاً: (جئت إلى الخرطوم في الثمانينيات قادماً من إحدى قرى دارفور واستقر بي المقام بالعمل خفيراً لدار اتحاد التنس، وأضاف بدأت علاقتي باللعبة من خلال المتابعة للمباريات بحكم قرب مكان عملي، ثم اكتشفني المدرب “حسن الماظ” الذي نصحني بمواصلة اللعب، ثم أشرف على تدريبي وصرت لاعباً متميزاً وشاركت في عدد من البطولات المحلية والعالمية، ثم التحقت بمجال التدريب وأشرفت على  لاعبين وحصلت على عدد من الشهادات التدريبية، وأشار العم “يحيى” إلى أن هناك علاقات اجتماعية توطدت بينهم والأسر العريقة في نادي التنس مثل (آل المهدي) أضاف: أصبحت علاقتنا بهم جيدة للغاية ولا نحس بأن هناك فروق اجتماعية بيننا وبينهم، فيما لمحنا عتاباً من العم “يحيى” تجاه الدولة التي وصفها بأنها غابت عن تكريمه، كما أشار إلى أنها لم تمد له يد العون في تسديد أقساط منزله الذي منح له بإسكان منطقة الكلاكلة شرق،  وينقصه حوالي (12) ألف جنيه لا يقوى على دفعها مقارنة بمرتبه البسيط الذي لا يكاد يكفيه هو وأسرته الصغيرة.
“سامية” وحلم التدريب
أما “سامية” ابنته ذات الـ(22) ربيعاً، فهي خريجة كلية التربية الرياضية بجامعة السودان قالت:
بدأت كلاعبة من خلال مشروع التنس المدرسي منذ أن كنت ناشئة، ثم شاركت في عدد من البطولات القومية ومنها انطلقت إلى المحافل الدولية، وكان أول انجاز لي في بطولة شرق ووسط أفريقيا التي أقيمت بجنوب أفريقيا في العام 2000م، حيث حصلت على الميدالية الفضية، وفي العام 2002م في ذات البطولة حصلت على المركز الأول ثم تواصلت انجازاتي، وبسبب الدراسة ابتعدت عن الملاعب لمدة ثلاثة أعوام، ومن خلال كلية التربية جامعة السودان درست التدريب، وأتمنى أن أعود إلى ساحات التنس كمدربة للناشئين، وكشفت عن استعدادها للمشاركة في بطولة الجمهورية المقررة أواخر الشهر الجاري.
* ثنائي وإنجازات
والتقيت من خلال جلستنا بالابنة الثانية للعم “يحيى” “سماح” التي شكلت ثنائية رائعة مع “ريان عبد الرحمن” واستطاعتا تحقيق عدد من الانجازات آخرها إحراز المركز الأول في الزوجي والفردي في بطولة شرق ووسط أفريقيا التي أقيمت ببوروندي العام الماضي، وقالت “ريان”:
البداية كانت في العام 2000م بالمشاركة في عدد من البطولات المحلية والخارجية، وأول انجازاتي كان في العام 2008م في البطولة الإفريقية التي استطعت أن أحصد من خلالها الميدالية الذهبية، ثم في العام 2009م ذهبية شرق ووسط أفريقيا، وأرجعت “سماح” نجاحها إلى حب اللعبة بجانب جهود المدرب “الفس” الذي أبانت أن الفضل يرجع إليه في كثير من الانجازات التي حققتها، وأشارت إلى أنها ستبتعد عن الملاعب هذا العام للاستعداد لعبور امتحانات الشهادة الثانوية.
“نور الدين” وحلم العالمية
وقال “نور الدين” الابن الأكبر للعم “يحيى” إنه يتمنى أن يصبح محترفاً في لعبة التنس، وذلك من أجل أسرته الصغيرة التي تحدث عنها بكل الحب والاحترام، وأضاف أن بداياته كانت في العام 2000م، ومن خلال البطولة الأفريقية للناشئين استطعت تحقيق أول إنجاز لي وحصلت على الميدالية الذهبية ومن هنا تواصلت الانجازات، وأشار “نور الدين” إلى أن البداية المبكرة للعبة هي التي ساعدتهم على التفوق والنبوغ الذي يظهرون به الآن، وأنا أودع هؤلاء الأبطال ودعت أيضاً أشقائهما “أحمد” (4) سنوات و”ميسون” (6) سنوات واللذان يبدو أنهما يريدان مواصلة مسيرة الأسرة في تسيد ساحات التنس تسبقهما الرغبة والعزيمة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية