بنك الطعام .. دعوة إلى سودان بلا جوعى
ربما بدت مبادرة (بنك الطعام) غريبة ومختلفة بعض الشيء لدى أفراد المجتمع السوداني، ولكن رغم اختلافها تظل هي المبادرة التكافلية الاجتماعية الأولى في السودان، تديرها منظمة بنك الطعام السوداني، التي يقودها مجموعة من الشباب يترأسهم الأمين العام “الصديق آدم هارون” إلى جانب المدير التنفيذي “محمد بكري” و”آسيا مبارك” عضو المكتب التنفيذي. شباب يهدفون إلى إطعام الجوعى كحق أصيل لهم تنفيذاً لوصية الرسول (ص): (ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به)، وتقوم هذه المبادرة تحت شعار (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).
تأسست منظمة بنك الطعام السوداني من خلال منظمة العون الإسلامي البريطاني – مكتب السودان إلى جانب شركة (سيدكو) للاتصالات، وهي منظمة طوعية سودانية للمساعدات الإنسانية غير الحكومية بدأت نشاطها في عام 2006م، ولكنها ما لبثت أن انفصلت عن منظمة العون الإسلامي البريطاني لتصبح منظمة قائمة بذاتها منذ العام 2010م يقودها مجموعة من الشباب آنفي الذكر.
{ تحديات ومفاهيم
رسائل كثيرة يهدف هؤلاء الشباب إلى توصيلها عبر هذه المنظمة، ولكن تحديات عصيبة تقف عائقاً أمام هذا المشروع الذي يرمي إلى أن يكون السودان بحلول عام 2020 خالياً من الجوعى ورائداً في إدارة عملية مكافحة الجوع بأفضل بنية تحتية وطاقات بشرية ونظام إغاثة فعال.
أبرز هذه التحديات يصفها أمين عام المنظمة “صديق آدم” ويجملها في تحويل مفاهيم متعلقة بالشعب السوداني من (فضلة) إلى (فائض)، حيث تقوم المنظمة بجمع فائض الطعام من الفنادق بعد عملية إعادة فرز وحفظ بالطريقة الصحية السليمة بعد إخضاعه لمكتب الرقابة الصحية التابع للمنظمة، ومن ثمة نقله عبر آليات وتوزيعه على خلاوى القرآن والأسر المتعففة بعد إجراء عملية مسح من خلال مناديب تشرف على الوضع الاقتصادي للأسر.
إلى جانب إبدال هذه المفاهيم تعاني المنظمة من عدم تفاعل الجهات الداعمة لها لتحقيق أهدافها وتشجيع قيم التكافل والتراحم بين الناس عبر رفع الوعي العام لآثار الجوع. وتؤكد “آسيا مبارك” عضو المكتب التنفيذي إرسالهم عدداً من الخطابات إلى مختلف الجهات بما في ذلك شركتا اتصالات ولكنهم لم يتلقوا إجابات للدعم، في الوقت الذي تطلق فيه مناشدتها لهم لدعم هذا المشروع الذي يقوم بتوزيع كيس الصائم، خاصة أن الشهر الفضيل على الأبواب.
وبحسب “صديق آدم” فإن كيس الصائم ارتفع عدده إلى خمسة آلاف كيس بدلاً عن ثلاثة آلاف مقارنة بالعام الماضي، مع وجود كيس لأسر الأيتام يختلف عن كيس الصائم، ويحتوي على (10) كيلو سكر، (10) كيلو دقيق، (2) كيلو عدس، (2 ) كيلو أرز، (4) أرطال زيت صباح، ملوة بلح، ملوة كركدي، إضافة إلى ملوة بليلة عدسية وملوة كبكبي، إلى جانب كيلو لبن بودرة وعلبة كبيرة صلصة.
{ عيد بلا جوعى
(250) من الشباب المتطوعين بحاجة إلى تدريب، ولكن شح الإمكانيات حال دون ذلك، في تحدٍّ آخر يواجه هذه المنظمة التي أعجبت أهدافها الوزيرة السابقة “أميرة الفاضل” قبل تقديم استقالتها، مما جعلها تستدعي بنك الطعام المصري لأخذ التجربة وتبادل الخبرات، ولكن تخليها عن المنصب جعل الأمر قيد التنفيذ.
وتلقت المنظمة دعماً من جهات عدة العام الماضي؛ مما أسفر عن نجاح كبير كان لمنظمة العون الإسلامي البريطاني نصيب فيه بعد الله، ومن ثم ديوان الزكاة، بالإضافة إلى المؤسسة الوطنية للإسناد القومي وشركة (سودابيت) وفاعلي الخير والمواطنين. ونشاط المنظمة لم يقتصر على الشهر الفضيل فحسب، بل يتعداه إلى عيد الأضحى المبارك في مبادرة (عيد بلا جوعى) حيث تقوم المنظمة بنصب خيام في الأحياء (المتيسرة) وتجميع آلاف الكيلوجرامات من اللحوم وتوزعها على الأسر الفقيرة.
وأطلق “صديق آدم”، الأمين العام للمنظمة وصحبه، مناشدات عدة من أجل الوقوف إلى جانبهم وتحقيق أهدافهم كمنظمة من أجل رفع الوعي وسط المجتمع بمخاطر الجوع والآثار الناجمة عنه، إلى جانب إعلاء وإزكاء قيم التكافل والتراحم.. مناشدات يتصدر والي الخرطوم قائمتها من أجل أن يقود المباردة، إلى جانب جميع مؤسسات المجتمع المدني والأفراد وكل الأسر السودانية من داخل منازلها للوقوف إلى جانب الجهات الداعمة لهم، التي تتمثل في فندق السلام (روتانا)، منظمة العون الإسلامي البريطاني، ديوان الزكاة، فندق (كورال) الخرطوم، صالة كزام، شركة (سودانير)، شركة (MTN)، قطر الخيرية، (سدكو) للاتصالات، مصنع “سعيد” للمواد الغذائية، المؤسسة الوطنية للإسناد الطوعي، (سودابيت)، نادي الضباط ، والحركة الإسلامية بالخرطوم.. تلك الجهات التي تبعث المنظمة بصوت شكر لدعمها، إلى جانب اتحاد المخابز الذي أبدى رغبته بالمشاركة بتوفير (10) رغيفات من جميع أفران الولاية.