عز الكلام
ما قدُر ده!!
أم وضاح
حتى لو عميت أبصارهم ولم تعد ترى الحق والحقيقة وحتى لو صُمت آذانهم عن سماع الصدق وبيان القول وحتى لو تعود لسانهم على الكذب ومارسوه صريحاً وواضحاً، حتى لو أن المعارضة والمعارضين لهذه الحكومة تلبسهم المس والجن وأصبحوا في غيهم يعمهون، فهم في النهاية أبناء هذا الوطن وجزء لا يتجزأ من نسيجه وقماشته العريضة التي تدفئ الأجساد المرتعشة وتغطي الرؤوس الكاشفة (سترة ومقنع)، حتى لو وقف بعضنا من بعض في موقف النقيض، فهذا لا يعطي أحدهم الحق في أن يخوف أو يجرم أو يحرم الوطن على ساكنيه، وليس معنى أن عصيان أمس الأول الذي هزمه الشعب السوداني ولم يهزمه حزب المؤتمر الوطني بأية حال من الأحوال، لأنه ظل متفرجاً على معركة الأسافير منتظراً للنتائج والنتائج وحدها من صحح كراستها هو الشعب السوداني الذي أصبح في ذاك اليوم على عمل ومثابرة، وأمسى على أمن وأمان. لكل ذلك لا تعجبني ولا أظنها ستعجب العقلاء في حكومة الإنقاذ لغة الاستعلاء (والنفخة) التي ظهر بها كبار الحكومة ونائب الرئيس “حسبو عبد الرحمن” يبدو أنه كان منتشياً بفشل العصيان للحد الذي جعله يفارق الحكمة التي عرف بها وجزالة وحلاوة اللسان التي ظل يخاطب بها الحشود أينما التقاها. والرجل ظل من دعاة الوحدة والسلام والتآخي والترفع عن الضغائن والمرارات، وأظن أنه وغيره من الحزب الحاكم لا زالت أحاديثهم ما قبل وأثناء وما بعد مؤتمر الحوار الوطني شاهدة على هذه القناعات وهذه المبادئ. ويبدو أن مسؤولا كبيرا كان منتشياً للحد الذي جعله يصف من دعوا للعصيان أنهم محرضون وخونة وعملاء.
وهي أوصاف ما كان ينبغي أن تفلت من الرجل وهو يتحدث في ذكرى استقلالنا الذي ليس هو فقط استقلال عن التاج البريطاني، لكنه استقلال المصير والهدف الواحد المشترك، ومثلما لمنا المعارضة على أنها فقدت أراضيها لأنها ركبت في سرج الكذب فلم تصل لقلوب الناس وانفضوا من حولها، فلماذا تريد الحكومة أن تركب سرجاً آخر هو أشد خطورة ونتائج وأقصد سرج الترهيب والوعيد وإطلاق التهم جزافاً بلا بوصلة (ولا تنشين). والحديث تكمن خطورته في أنه من مصدر يمثل مؤسسة قومية عليا ،التي عندها أو هكذا يفترض، يلتقي كل أهل السودان، فجميعهم أبناؤها الطائعون والجاحدون الخيرون والأشرار على حد السواء، المعاها والما معاها طالما أن الهدف والغاية والأمنية وطن خير ديمقراطي.
لكل ذلك أقول إنني كنت ولا زلت أتمنى أن تقرأ الحكومة الدعوة للعصيان من منظورها العقلاني، كما قرأها الشعب السوداني وليس قراءة بطريقة استعراض العضلات واعتبار أن كل من ليس مع المؤتمر الوطني عميل وخائن، هذا بلد يجب أن يسع الجميع ولا تنسوا أنكم ذات ماضي كنتم في المعارضة ولا أظن أنه كان ينطبق عليكم لفظ الخونة والعملاء، ولا أظن أن الأحداث والمناسبة هي الفرصة الأمثل لإظهار الولاء الأعمى وكسير الثلج على حساب استقرار البلد وأمنه وأمانه، فلا الزمان وقد كان صبيحة الانتصار لخيار الشعب يسمح ولا المكان حيث السلطة التشريعية تسمح، فيا سيادة المسؤول ، هذا وطن ينبغي أن يسع الجميع ويحتوي حتى من أبى.
{ كلمة عزيزة
وعلى رؤوس الأشهاد استحق سعادة “أحمد أبو شنب” معتمد محلية الخرطوم الإشادة العظيمة التي طوقه بها رئيس المجلس التشريعي صبيحة الاحتفال بأعياد الاستقلال من داخل المجلس على الجهد الذي بذله الرجل استعداداً للاحتفالات من داخل محليته، والرجل شاهدته في أكثر من مرة وهو لا يهتم برصد ذلك إعلامياً ولا يشغل باله بذلك شاهدته وهو يقف مع العمال بنفسه متابعة ومراقبة، ولمن لا يعرف “أبو شنب” فهو ليس من (حزب الكلام وطق الحنك) والرجل عملي وعسكري وكلامه في الميدان. نعم يستحق سعادة الفريق قلادة الشكر والتقدير وبمثلما أن المجلس يرصد العاملين الناشطين ويثني عليهم، أرجو أن يمتلك الشجاعة ليلفت نظر المتقاعسين والمتخاذلين ويسحب عنهم الثقة!!
{ كلمة أعز
اعتذار “البلابل” عن الغناء ليلة 19 ديسمبر ذات اليوم الذي دعت فيه المعارضة للعصيان واختيارهن اليوم التالي الموافق 20 ديسمبر اعتذار يلفه الضباب وعدم الشفافية، لا نريد التسرع في الأحكام وننتظر تفسير “البلابل” أو معتمد بحري الذي لا ندري هل فاتت عليه أم رضخ لرغبتهن.