وأين اختفي شيخ دفع الله .. ؟!
{ البرلمان يجيز قرضاً (ربوياً) لتمويل كهرباء شرق السودان بقيمة (25,000,000) دينار كويتي وسط انقسام حاد بين النواب. وانتقدت “سعاد الفاتح” النائبة البرلمانية القرض، وقالت: (محق الله اقتصادنا بالربا) انتهى الخبر.
{ الخبر أعلاه يبين الأوضاع التي وصلنا إليها في السودان؛ بسبب التخبط والعشوائية والسمكرة التي تتم من أجل الحصول على بعض الوريقات الزائلة لإجراء مشاريع دنيوية زائفة؛ لأن خزائن “علي محمود” تسكن فيها الفئران، ولابد من إيجاد منافذ أخرى تعينهم على مواصلة البناء الزائل ويا سبحان الله.
{ سألني أحدهم كيف لهؤلاء أن يتحدثوا باسم الدين ويأمرون بجلد الزانيات، علماً بأن الله سبحانه وتعالى لم يبشر بحرب من الله ورسوله في حالة الزنا والخمر وغيرهما من الكبائر، ولكنه بشر بحرب من الله ونبيه بسبب الربا، إذ قال تعالي في محكم تنزيله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ).
{ رفضت الدكتورة “سعاد الفاتح” الخوض مع الخائضين، واعتذرت بشجاعة من المشاركة في هذا الإثم الذي سينعكس في الدنيا لامحال، لأن معظم النواب المتواجدين داخل قبة البرلمان تعودوا على الإيماء دون الإمعان في المطروح والتبعات التي يمكن أن نجنيها من هذا العبث والاستهتار بكتاب الله ورسوله.
{ الشريعة الإسلامية التي تدعون لتطبيقها هي ذاتها التي تحرم الربا وترفض التعامل به ومن خلاله، فالدين يا سادة لا يتجزأ وعليه فإن التعامل بالجزئيات والإصرار على تفاصيل ومحاولة إخراجها بشكل جديد يصب في خانه التلاعب بالدين والعبث بكتاب الله، وعليه فإن موقف “سعاد الفاتح” سيكتب في مدونات التاريخ الإسلامي، لأن الكلمات التي أدلت بها المجاهدة لم يفلح البقية في النطق بها أو محاولة الاعتراض.
{ أهل الشرق أهل دين و(تقابة)، ولا أعتقد أنهم سيوافقون على ما تم داخل البرلمان، فإنسان الشرق يعلم تماماً أن الله سبحانه وتعالى قد حذر من الربا، ولن يوافق أي منهم أن يتم لأجلهم هذا المشروع المخالف لتعاليم الدين الحنيف، وعليه فإن ما تم سيكون مجرد هرطقات تمت وسط أجواء صيفية حارقة وانتهت مع إغلاق المكيفات الباردة في القاعة.
{ وتعجبت من صمت مولانا “دفع الله حسب الرسول” المتخصص في إثارة الجدل حول النساء، فما دوره في هذه المهزلة؟ ويبدو أن شيخنا الجليل متفقه في فقه المرأة ومتبحر في شئونها الدينية، وعليه فلا مكان لهذا الاستخفاف ضمن أجندته.
{ ما حدث أمس الأول في قبة البرلمان مرفوض، وعليه فإن القرار لابد أن يراجع، وأن يتم من بعده الاعتذار للشعب السوداني، فالمطروح الإنقاذي أطر لمفاهيم دينية لابد أن تحترم، وأن يتم التركيز فيها حتى تكتب في حسناتنا جميعاً، فمن يقُل (هي لله) لا يجوز أن يقر ويفرض القروض الربوية على رعاياه.
{ فضيحة القرض الربوي تحتاج إلى قرار حاسم يستوعب ما طرح من فكر علماني بداخلها، ومن ثم يعلن رفضه التام لكل المعالجات التي تمت بهذا الخصوص، فما حدث يعيق الحيثيات المطروحة لأكثر من عشرين عاماً، ويبين أن هناك أصوات تسعى إلي عرقلة النظام من خلال طرح قضايا جوهرية ورؤى جدلية تبين أن الحكومة الحالية تمتلك عدة وجوه.
{ هناك أعضاء (كرتونيون) وأعضاء صوريون والنتيجة هذا الخراب الذي يطل علينا من خلالهم صباح كل يوم.. منكم لله.