أخبار

نصر وقيمة

بعيداً عن الانتصار الذي حققه أهلي شندي ممثل السوداني في بطولة سيكافا على فريق الضرائب اليوغندي الذي استحق التكريم والاحتفاء والتقدير من الشعب السوداني لمشاركته في مجموعة كادوقلي التي هرب منها التنزانيون والسودانيون الجنوبيون فإن مباراة الأمس بين الأهلي شندي وأولاد كمبالا.. شهدت إشراقات في الملعب كان لها الأثر في نفوس الجميع..
خرجت جماهير كادوقلي منذ منتصف النهار إلى ملعب المباراة بالدفوف والطبول والكرنق والرقصات الشعبية والهدير في المدرجات تشجيعاً لأهلي شندي وتحفيزاً لنجومه من أجل تحقيق انتصار في الميدان لصالح السودان..
اهتزت أطراف الملعب بهتاف الجماهير وأهلي شندي يحرز هدفه اليتيم ويذرف رئيس بعثة الأهلي الدموع لأصالة جماهير كردفان التي كتبت شهادة وفاة للتعصب والجهوية وأثبت أبناء النوبة والبقارة أن مشاعرهم نحو أهلهم الجعليين تفيض بالمودة والحب الصادق وهي مشاعر غير حقيقية.. وإلا وقف أبناء الجبال مع اليوغنديين حتى يرتقي أسود الجبال للمرحلة القادمة وانتصار أهلي شندي وضع هلال الجبال على بوابة الخروج.. ولكن الحسابات شيء وكتابة التاريخ شيئاً آخر.. وإذا كانت حركات التمرد تبث في مخيلة الجماهير الكراهية العرقية وتغذي في عقول المواطنين بكل الأسباب التي تؤدي للتباعد والتباغض فإن كرة القدم أثبتت مرة أخرى قدرتها على إشاعة السلام والتسامح ونبذ العصبية وهزيمة دعاوى تقسيم السودانيين لجهويات بغيضة.
وقد وجد أهلي شندي أو نمور دار جعل احتفاءً في عرين الأسود من أبناء الفكي “علي الميراوي” والسلطان “عجبنا” والناظر “سومي” و”حامد اللكة” ما لم يجدوه في دار الجعليين.. وانتصر فريق رجل الأعمال “صلاح إدريس” على الضرائب اليوغندي بهدف وحيد بعد أن أهدر رماته فرصاً للتسجيل كانت ستمهد الدرب لأولاد جبال النوبة ولكنها كرة القدم..
{ لم تشهد كادوقلي أمس قصفاً بصواريخ الكاتيوشا، وقال “محمد رزق الله تية” الشهير بالحمري رئيس حزب البعث العربي الاشتراكي إن الحركة الشعبية شاركت في احتفالية افتتاح الدورة بعدد من الصواريخ حيث أضحى إنسان كادوقلي (متعايشاً) مع القصف الصاروخي لا ترعبه أصوات الراجمات ولا تلين عزيمته وتمسكه بالحياة الاغتيالات وحرب الشائعات..
إنسان كادوقلي يستحق من الدولة التقدير ووسام الصمود والشجاعة والأفراد يكرمون بالهدايا الشخصية والأنواط.. لكن الشعوب تكرم بالتنمية وتلبية رغباتها وتحقيق تطلعاتها.. شكراً لأهلي شندي والضرائب اليوغندي في المساهمة الإيجابية في إنجاح الدورة.. وعميق التقدير لإنسان كادوقلي وحكومة مولانا “أحمد هارون” والشباب الذين من حوله يسهرون لينام الوطن قرير العين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية