رأي

بكل الوضوح

فنان نادر الصفات والمواصفات

عامر باشاب

{ ونحن نعايش الذكرى الثالثة لرحيل المطرب الفنان نادر المواصفات الإبداعية “نادر خضر”، فلزاماً علينا أن نتحدث عن صفاته الإنسانية النادرة، و”نادر خضر” إذا رأيته أو التقيته للمرة الأولى تجد بداخله الإنسان وكل ما يندرج تحت هذا المسمى من أسمى معاني الإنسانية، احتشدت بداخله أجمل الصفات وأنبلها والكثير من القيم والمبادئ التي جعلته اسماً على مسمى (نادر) الصفات والمواصفات.
{ “نادر” كان بكل المقاييس (ود قبائل)، مثالاً للشهامة والرجولة والكرم.. كان متواضعاً لأبعد الحدود، لم يكن يتعامل على أنه فنان كبير ولم يكن يحبس نفسه في برج الغرور.
{ “نادر” كان (شيال التقيلة) الذي يتفقد أهله وجيرانه وأصدقاءه ولا يرتاح له بال إلا إذا اطمأن على راحتهم وقضى لهم حوائجهم، وتأكد بأن أمور جميع من حوله تسير على ما يرام. كان قريباً من أصحاب الحاجة يطبطب عليهم ويقدم لهم يد المساعدة والسند.
{عاش حتى مات كواحد من الذين يحملون الرحمة في قلوبهم وينشرون عطفهم وحبهم على كل الناس، وكم ضحى من أجل إسعاد الآخرين.
{ ظل يشارك في الأعمال الطوعية بإخلاص وصدق وتفانٍ وتجرد وكان يعطي بلا حدود… لم يكن فقط كبير البيت وسند العائلة، بل كان كبير الحارة و(ود الحلة) الهميم وود البلد البار.
{ ما يؤكد إنسانية “نادر” النادرة مشهد ما زال عالقاً بذاكرتي حدث  يوم تشييعه، حيث لاحظ الجميع وجود مجموعة من الشباب لا هم من الوسط الفني وهم من الوسط الإعلامي، لا أحد يعرف من هم ومن أين أتوا.. شباب يتمتعون بقوة خارقة.. مجرد أن خرج جثمان “نادر” الطاهر من منزله بعد أن ألقى الجميع عليه النظرة الأخيرة،  حملوه على أكتافهم ورفضوا حمل الجثمان على عربة ليمضوا به سيراً على الأقدام حتى وصلوا به إلى مثواه الأخير بمقابر (حمد النيل).
{ هؤلاء الشباب اتضح فيما بعد أنهم من (الصم والبكم) الذين كانت لهم علاقة خاصة مع “نادر” الإنسان، و”نادر” الفنان الذي كان يحتويهم بعطفه ولطفه وكان بالنسبة لهم السند والملاذ.
{ لذلك حرصوا على المشاركة في تشييع جثمانه وأعينهم غارقة في الدمع، كل من رآهم قرأ على وجوههم إحساساً بخسارة كبيرة لفقدان إنسان طالما أحبوه وقدم لهم يد العون.
} وضوح أخير
{ ختاماً.. أوصي كل مطرب ناشئ أن يتعلم من تجربة “نادر” الفنان والإنسان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية