رأي

مسالة مستعجلة

 تأتي بما لا يشتهي الوزراء

نجل الدين ادم

بالأمس ودع رئيس الجمهورية جميع الوزراء في آخر جلسة لمجلس الوزراء الموقر إيذاناً بمرحلة جديدة بعد خمس سنوات هي عمر الحكومة المنتهي أجلها، فقد استمر البعض من الوزراء مع الرئيس في الجهاز التنفيذي طوال الفترة الماضية، فقط حدث تقلب وتعاقب في الوزارات المختلفة والبعض غادر في منتصف الرحلة ودخل وزراء جدد انتهت بهم المسيرة يوم أمس(الخميس) بعد فترة عطاء وجدت الإشادة تارة والنقد تارة أخرى .
وحسب ما علمت أن الرئيس اختار أن تستمر الحكومة المنتهي أجلها بأمر التكليف، إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة بدلاً من حلها، كما كان متوقعاً أن يتم يوم أمس (الخميس)، وبموجب هذا  سيبقى الوزراء في التكليف حتى إشعار آخر.
فالآن بعد الجلسة الأخيرة للمجلس فقد اقتربت عقارب الساعة لاستقبال الحكومة الجديدة، بعد انتخابات انتهت إلى مشاركة بعض الأحزاب ومقاطعة أخرى. بالتأكيد المرحلة الجديدة ستبدأ كما أشرت بأداء رئيس الجمهورية لليمين الدستورية يوم (الثلاثاء) المقبل.
يوم (الأربعاء) الماضي كان الجميع يترقب أن يعتمد المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم شكل الحكومة الجديدة، على ضوء التفاهمات التي جرت مع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات، ويعرض مرشحيه للوزارات وكذلك يختار رئيسي المجلس الوطني ومجلس الولايات، إلا أن الاجتماع تم تأجيله إلى يوم (السبت). فيبدو أن الحلقات لم تكتمل وأظنها ستكون يوم غدٍ (السبت) واضحة الملامح، بعد الاجتماع الذي سيترأسه رئيس الحزب المشير البشير. قد تكون هناك بعض الجزئيات التي لم يتم الاتفاق عليها ولكنها حتماً ستكتمل.
وحتى يوم أمس لاحظنا التكتم الشديد على شكل الحكومة المرتقبة، قد تكون الوزارات المتعلقة بحصص وأنصبة الأحزاب المشاركة واضحة بعد الاتفاق حولها، ولكن في حيز المؤتمر الوطني فإن سياجا من السرية ضرب على الترشيحات المرتقبة، ربما تكون واضحة بعد الشئ في رئيسي المجلسين حيث يجد مولانا “أحمد إبراهيم الطاهر” دعماً واسعاً في أروقة الحزب ليكون رئيساً لمجلس الولايات، أما فيما يتعلق بالمجلس الوطني فقد انحصر الترشيح في كل من الرئيس السابق للمجلس د. “الفاتح عز الدين” والنائب الأول السابق لرئيس الجمهورية مولانا “علي عثمان محمد طه” الذي لم يكتمل التفاوض معه. فمن واقع الضرورة أن تكون ترشيحات الرئيسين المرتقبين للمجلس واضحة نظراً إلى أن يوم (الاثنين) المقبل، ستكون الجلسة الإجرائية لاختيار الرئيس، فإن ذلك يحتم حسم الأمر عاجلاً. ولا بد أن يسمي المؤتمر الوطني مرشحيه للمنصبين بوصفه صاحب الأغلبية، ولتمكين النواب من تمرير الاتفاق الذي يتم في أروقة الحزب بالتصويت داخل المجلسين كل على حدة.
خمسة أعوام مضت على الجهاز التنفيذي المنتهية ولايته وبعض الوزراء قد بدأوا مشاوير إنجازات لم تنتهِ بعد، كانوا يحلمون أن يترجموا ما بدأوا على أرض الواقع،  ولكن تأتي رياح التغيير بما لا يشتهي الوزراء، والأمل والرجاء في القادمين الجدد. وبالله التوفيق .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية