عودة مولانا “الميرغني” .. عودة الوطن
فلتخرج جموع الشعب السوداني لاستقبال كبير البلد ظهر غد الأثنين
يشهد السودان عند الواحدة من ظهر غدٍ الأثنين الحادي والعشرين من نوفمبر، حدثاً سياسياً كبيراً ومزلزلاً ، ألا وهو عودة كبير البلد مولانا الحسيب النسيب السيد “محمد عثمان الميرغني” رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ومرشد الطريقة الختمية ، لأرض الوطن بعد غياب امتد لتسع سنوات طويلة.
عودة مولانا الميرغني تمثل عودة الوطن المُختَطف، لأحضان أهله وأصحابه، بعد سنوات من التيه والظلام، كابد السودانيون فيها ما كابدوا من ضيق وعنت ومسغبة وكراهية غزت النفوس والبيوت، وافتقدوا القيادة والريادة والحكمة الوطنية والولاء الصادق للسودان العزيز، فتفرقت الولاءات بين السفارات والمنظمات، وصار أمر شعبنا تقرره (الرباعية) و(الثلاثية) وتعبث في شأنه إسرائيل !!
عودة مولانا هي عودة الوطن الذي ضل الطريق والشعب الذي عدم الصديق ،واستعادة المنصة التي استلبتها جماعات وأحزاب مجهرية لا قاعدة لها ولا قيادة ولا مشروع.
عودة مولانا تمثل عودة الشمال لأهله ، والشرق لمرشده الكبير من “كسلار إلى “سنكات” موطن السادة الأشراف، ومن “قرورة” و”عقيق” إلى “حلايب” و”شلاتين”.
عودة مولانا هي عودة الوسط المظلوم المُهمش في الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وجنوباً حتى النيل الأزرق، فالميرغني هو قائد معركة تحرير الكرمك وقيسان عام 1987م باسناد الرئيس صدام حسين، ويومها خرجت له الملايين في جنوب النيل الأزرق تهتف له (حررت الكرمك .. يا عثمان)، ولم يكن رئيساً للوزراء ولا وزيراً للدفاع ، ولكنه كان كبير البلد وحامي حماها.
وبعد سقوط النظام السابق في أبريل 2019 م، دخلت البلاد في نفق غياب القيادة (الرأسية) بتمسك الشيوعيين ورهط اليسار السوداني بمفهوم القيادة (الأفقية) لتجمع المهنيين وتحالف قوى الحرية والتغيير، فاختلفوا وتنازعوا وانقسموا انقسامات متناسلة، أفضت اليوم إلى تحالف يضم ثلاثة أحزاب فقط ، يدعي أنه صاحب الحق الحصري والأصيل في تمثيل الثورة السودانية، واختيار رأس الدولة ورئيس الحكومة المقبلة بينما منح أجنحة صغيرة من الشعبي والاتحادي وأنصار السنة (عطية مزين) لا تتجاوز حق مشاورتها غير الملزِمة في القرار !!
لقد تاهت بلادنا وضاعت بين أيدي مجموعة عسكرية لا تُحسِن القيادة ، تحوز على السلطة ولا تدري ماذا تفعل بها ، تراهن على عامل الوقت والمناورة، والوقتُ ليس في صالحها والمناورة لن تحقق لها مكسباً غير حصانة شخصية لا تزيد عن عامين !! والمجموعة الثانية مدنية لا تعرف السياسة، يتحكم فيها ناشطون وناشطات بلا دِربة ولا خبرة ولا معرفة ، منقسمة إلى كتلتين، واحدة عدمية والثانية عبثية، فكان مصير السودان كما ترون وتشعرون وتعانون، وكما يرى العالم من حولنا ، بلداً عنوانه الأزمات، وقراره لدى السفارات، تسوده المليشيات، حاضره معلول ومستقبله مجهول.
السودان في حاجة إلى كبير بعد أن انتهك حرماته الصغار، ولا كبير غير مولانا الميرغني بعد رحيل الثلاثة الكبار ؛الإمام الصادق المهدي، الشيخ الدكتور حسن الترابي والأستاذ محمد إبراهيم نقد.
إن مظلة مولانا التي سيستظل بها السودان عامة والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل خاصةً، ستوفر للساحة السياسية ممارسةً وطنية محترمة، وتدفع بالحزب الكبير نحو كابينة القيادة ، لتطوير العمل المؤسسي الذي بدأ ينتظمُ حزب الاتحاديين العريق من خلال عمل المكتب التنفيذي الذي يرأسه نائب رئيس الحزب السيد “جعفر الميرغني” ونائبه الدينمو المحامي “بابكر عبدالرحمن”، مع تشكيلة مساعدي الرئيس البروفيسور “البخاري الجعلي”، الأمير أحمد سعد عمر ، الدكتور طه علي البشير والأستاذ “بابكر عبدالرحمن”، وأمناء القطاعات وعلى رأسها القطاع السياسي الذي تقلده باستحقاق الشاب المحنك “معتز الفحل”، وقطاع التنظيم بقيادة “عثمان الشايقي” وأمانة المجتمع التي يتزعمها الزعيم “الزاكي التجاني محمد إبراهيم”، وأمانة الإعلام التي يديرها “الأستاذ عمر خلف الله”.
هذا التشكيلة التنفيذية الراقية للحزب الاتحادي الأصل مؤشر مهم للحراك الكبير الذي انتظم حزب رافع علم الاستقلال الرئيس “إسماعيل الازهري” برعاية السيد “علي الميرغني” رحمهما الله وأسكنهما الجنان.
يجب على جميع قطاعات الشعب السوداني .. نساءً ورجالاً .. شابات وشباب .. أن تهب ظهر غدٍ من بيوت الختمية وديار الاتحاديين وخارجها من كل بيت سوداني، لاستقبال الحسيب النسيب، من ساحة مطار الخرطوم مروراً بشارع افريقيا وصولاً إلى مسجد السيد علي و حتى (دار أبوجلابية) مقر إقامة السيد محمد عثمان الميرغني.
عودة مولانا .. هي عودة الوطن.
حمداّ لله على السلامة.