نقاط في سطور
قال وزير الثروة الحيوانية إن قرار وزارته القاضي بالسماح بتصدير إناث الإبل أملته ظروف تكدس الثروة الحيوانية للبلاد لحظر صادرات الماشية من دول القرن الأفريقي في وقت سابق بسبب حمى الوادي المتصدع.. سيدي الوزير المحترم أنت سياسي بليغ اللسان.. ناشط في الحوار الوطني، لكن حمى الوادي المتصدع لا تصيب الإبل.. بل تصيب الأبقار، وصادر السودان من الأبقار صفر كبير.. ليس مطلوباً في كل الأحوال أن يصبح وزير الثروة الحيوانية طبيباً بيطرياً ووزير الصحة طبيباً بشرياً، ولكن مهمة المختصين أن يبيِّنوا في إعداد خطابات الوزارة مراعاة فروقات الأمراض حتى لا يتشابه على الوزير الخروف والتيس.. والعجل والحاشي.. أن يفوز قرار تصدير إناث الإبل في البرلمان بفارق صوت واحد ذلك يمثل انتصاراً لوعي النواب وتقديرهم للمسؤولية وإعلاء للمصلحة العامة على المصالح الشخصية، ولكن التجار وأصحاب النفوذ كانت لهم الكلمة الأخيرة، ومن غرائب ما تحدث عنه النواب إن أحدهم خطف مقالة كتبها أحد الكُتاب عن إبادة الإبل في أستراليا لتهديدها البيئة للتدليل على أن الإبل حيوانات غير مفيدة.
بعد اعتراف وزير الصناعة د.”موسى كرامة” بأن مشروع سكر النيل الأبيض يعد من المشاريع الفاشلة وإن إنتاج المصنع من السكر تدني إلى (18) ألف طن، بدلاً عن (450) ألف طن، الشيء الذي وضع في عنق البلاد مديونية تقدر (980) مليون دولار، إن كان الوضع كذلك وفي كل يوم يحدثنا “جمال محمود” وزير الدولة بمجلس الوزراء أن إصلاح الدولة والإصلاح من شروطه العدل والقسط والشفافية والمحاسبة.. فهل الذين (ورطوا) البلاد في هذا المشروع الفاشل ستطالهم المحاسبة على إهدار مال البلاد في مشروع فاشل باعتراف الوزير.. ولكن ما لم يقله “موسى كرامة” هل الفشل بسبب ضعف الدراسات الفنية؟ أم بسبب طغيان الرؤية السياسية على القرار الفني؟ ومن وراء كل ذلك؟ وهل كان قرار إنشاء المشروع لأغراض الدعاية السياسية أم التنمية؟ ومشروع سكر النيل الأبيض لا يختلف عن كثير من المشروعات المظهرية التي نفذت بلا دراسات جدوى اقتصادية، مثل مصنع ألبان بابنوسة ومصنع تجفيف البصل في أروما.. ومصنع نسيج كادقلي.. وفي كل تلك المشروعات المستفيد الوحيد من يقبض (العمولات)، على أن يترك البلاد تقبض الريح.
هل حكومة الفريق “بكري حسن صالح” الحالية هي التي ترسم خارطة طريق انتخابات 2020م، القادمة؟ وهل وزراء المؤتمر الوطني الحاليون هم فرسان ذلك السباق الانتخابي الذي لن يكون بأية حال مثل الانتخابات السابقة.
صحيح أن المؤتمر الوطني (حاله مستور) مقارنة ببقية الأحزاب، ولكن حتى يحقق فريق الجنرال “بكري” الفوز بالمباراة بأهداف مريحة مطالب في العام القادم بإجراء تعديلات جوهرية.. والاستعانة ببعض النجوم في (دكة البدلاء) حتى يحقق الانتصار الذي يؤهله للمربع الذهبي.. وفي السنوات الماضية كان المؤتمر الوطني يفوز ببريق الرئيس “البشير” وشخصيته.. ولكن لن يفوز المؤتمر الوطني إلا بعطاء الفريق “بكري” وحسن أداء حكومته.
اختيارات رؤساء لجان البرلمان في منتصف دورته تعكس بالضرورة منهج الحزب في قيادة الدولة.. ورؤيته لما يجب أن يكون عليه البرلمان، ومن واقع اختيارات المكتب القيادي فإن أغلب رؤساء اللجان وقيادة الهيئة البرلمانية، أي زعيم الأغلبية، يطغى عليهم الديوانيون والوظيفيون على حساب نجوم السياسة أصحاب القدرات المنابرية والخطابية.