الاعمدةخارج النص- يوسف عبدالمنان

مشروع الأمل للعطاشى

أطلق عليه مشروع القرن بكردفان وأطلق عليه مشروع سقيا العطاشي وقيل له مشروع الأمل لإحياء الأرض بعد موتها والزرع بعد جفافه والضرع بعد نضوبه مائة وأربعون كليو مترا هي امتداد أنابيب الحياة من النهود شمالا نحو عيال بخيت بطول ٧٠ كليو مترا وزراع آخر من النهود غربا بطول ٧٠ كيلو متر أخرى
القرى الصغيرة المتناثرة في تلال الرمال وفرقان الرحل من رعاة الضأن الحمري والجنقو من عمال طق الهشاب من أجل توفير الدولار والدرهم والريال هؤلاء جفت كلاهم وتعددت إصاباتهم بالحصاوي مما جعل النهود تمثل أكبر منطقة مصاب مواطنيها بأمراض الحصاوي والفشل الكلوي
قبل نحو سبع سنوات من الآن بدأ التفكير في معالجة أمراض تلك المنطقة بعد أن توقفت عبقرية الحل غير التقليدي عند الراحل جعفر محمد علي بخيت رائد مشروع محاربة العطش بمثلث العطش الشهير الممتد من بارا شرقا وحتى دارفور غربا
المشروع الجديد يحفر عميقا في التربة الرملية من خلال عشرة آبار من حوض النهود المتجدد من مياه الأمطار سنويا ويقول خبراء المياه أن الاحتياطي من المياه الجوفية يكفي لسقي كل كردفان من الحوض لمدة ١٠٠ عاما وبالتالي احتياطي الماء بحوض النهود يعادل ضعف الاحتياطي بحوض بارا وحوض البقارة الممتد من جنوب دارفور وحتى جبال النوبه
أنفق بنك التنمية الأفريقي من خلال قرض لحكومة السودان ٢٢ مليون دولار في الدراسات وتمويل حفر الآبار ومد خطوط النقل وإنشاء محطات التوليد من الطاقة البديلة وقد أعلنت وزارة الري والموارد المائية عن اكتمال( مشروع الأمل) والاسم من عند كاتب السطور عن افتتاح المشروع في الثالث والعشرين من الشهر الجاري من خلال احتفالية في كل من منطقة ود البدري بالنهود وعيال بخيت على بعد ٧٠ كيلو متر
المشروع نفذته شركة سودانية وليز بقدرات وطنية وإرادة شباب الشركة ممثلة في الثلاثي محمد خير فتح الرحمن وأحمد فضل المدير العام ونائبه محمد أحمد الذين ولكنه في الظل يقف عقلا إداريا وخبرة عالمية رئيس مجلس الإدارة الدكتور علي جماع عبدالله وهو من مفاخر السودان في المحافل الدولية. والإقليمية وامتزجت خبرات جماع وحماس وإصرار الشباب وكانت المغامرة بقبول تحدي تنفيذ المشروع في ظروف الكورونا والاضطراب السياسي الداخلي والانقلاب والصراع بين العسكر والمدنيين ولكن الشركة غطت الطرف عن قلة المال وتجاهل الحكومة المركزية لمثل هذه المشروعات التي تنهض بالإنسان والموارد ومضت في تنفيذ المشروع حتى بلغ مرحلة الافتتاح الأسبوع المقبل
بكل أسف لن يفتتح المشروع رئيس مجلس السيادة ولا أعضاء المجلس المشغلين بالفرائض السياسية وتاركين سنن مشروعات حياة الإنسان
لكن العزاء في وجود حكومة غرب كردفان المستفيدة من مشروع ربما حل نصف مشاكل دار الريح وترك النصف الآخر للاقدار.

يوسف عبد المنان

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية