أخبار

من أجل مصر لا السودان..!!

{ بعض السياسيين والكُتّاب السودانيين يعبرون تاريخياً عن مصالح الدولة المصرية أكثر من تعبيرهم عن مصالح بلادهم، ويدافعون عن مصر حتى وهي تحتل الأرض ويتطاول بعض من رموزها الحزبية على السودان (سفاهة) مثل “أيمن نور” الذي لا يفيد اعتذاره لسفير السودان بالخارجية، لأن “نور” أساء لشعب بكامله، فكيف يذهب إلى السفير ويقدم اعتذاراً شفاهياً في غرفة مغلقة وتنتهي القضية؟!
{ ظل السودان منذ عام 1956م يمشي بالقرب من الحائط المصري.. وقع قادته على اتفاقية مصر والسودان حول مياه النيل، وخسر السودان جيرانه، وورث عداوة أدت مع أسباب أخرى إلى فصل جزء من أرضه.. وصدق السودانيون (الطيبون) أكاذيب المخابرات المصرية التي زرعت في مخيلة النخب والسياسيين وأشاعت ثقافة عامة بأن إثيوبيا هي العدو التقليدي للسودان، وذلك حتى يصبح السودان خادماً مطيعاً لمصالح مصر في مياه النيل.
وما أن بدأت إثيوبيا الحرة استغلال أرضها ومياه نهر النيل لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال (سد النهضة) حتى بدأت مصر معارضة المشروع، وسعت للاستقواء بالسودان وتحريض بعض المسؤولين فيه من أجل مصالحها هي!!
{ فهل السودان مستفيد أم متضرر من (سد الألفية)؟! هذا السؤال أجاب عنه خبراء المياه من أبناء الوطن المخلصين لترابه، بينما كتم الشهادة السياسيون خوفاً على مصالحهم التي تجمعهم بمصر.. و(سد الألفية) كما يقول خبراء المياه يعد أهم للسودان من (خزان الروصيرص) و(سد مروي)، لأنه ينتج كهرباء بخسة الثمن يشتريها السودان بتراب (الفلوس)، وينظم جريان نهر النيل طوال العام، وينهي صداع فيصان النيل وغرق الجزر في الشمال، ويقضي على أكبر مشكلة تواجه خزان (الروصيرص) و(سنار) و(مروي)، ألا وهي تراكم الأطماء خلف البحيرات، ويجعل السودان مستفيداً من حصته التي يذهب منها خلال شهري أغسطس وديسمبر فقط لمصر (5) مليارات متر مكعب من المياه، لأنه عاجز عن استغلالها.. فما هي الإضرار الناجمة عن قيام السد؟!
{ الإجابة لا ضرر ولا ضرار.. ولكن هناك افتراض جزافي عن احتمال انهيار (سد الألفية) مما يؤدي لغرق السودان!! فهل إذا انهار بذات الافتراض (السد العالي) ستغرق مصر أم لا؟! وما الذي يجعل السد ينهار وعمقه أكثر من (60) متراً؟! ثم هناك حديث عن احتمال أن يتصدع السد بسبب الزلازل في الهضبة الأثيوبية.. وهي افتراضات فقط لتبرير الهجوم على السد الذي تنفذه شركة إيطالية أحرص على سمعتها وأموالها من الآخرين.. أما قصة إسرائيل وأنها تقف وراء قيام السد للإضرار بالمصالح العربية، فالعرب ذهبوا إلى تل أبيب سراً وعلناً وفتحوا بيوتهم للصهاينة وطبّعوا علاقاتهم بدولة الكيان العنصري، بينما السودان وحده من يكتب في جوازات سفر مواطنيه (صالح لكل البلدان ما عدا إسرائيل).
{ وبين إسرائيل ومصر مصالح، وبينها وقطر والمغرب والأردن علاقات دبلوماسية، فما الذي يجعل السودان بمجرد ادعاء فقط بوجود أيادٍ إسرائيلية خلف المشروع ينهض بمعارضته ويخسر دولة صديقة وشقيقة مثل إثيوبيا وقفت مع الشعب السوداني كثيراً، وبيننا وبينهم أواصر دم وقربى و(جيرة) واحترام بلا استعلاء وتبعية.. ولكن بعض الذين يمثلون مصالح مصر (يغبشون) وعي العامة بأحاديث عاطفية لن تقنع بعد اليوم إلا من رضع في صغره من ثدي مصر الفرعونية!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية