الاعمدةصدى الصمت - مها الرديسي

الاعتصام في زمن الجوع !

كثير من الصور تم تداولها تباعا من مخيم الإعتصام لقوى (الميثاق الوطني) بجانب القصر الجمهوري لحكومة السودان في يوم /17/10/2021 و لم يكن وقع هذه الصور سهلا على مشاعر الناس في هذا الوقت من عامي القحط و الجوع و خصوصا الفقراء و الجياع المتعففين و الباحثين عن ما يسد الرمق بشرف و كبرياء و كما هو معروف ليس الجوع هو إنعدام الطعام كلياً عن الإنسان و إنما الجوع هو النقص الحاد من حصص و نوعية الطعام ليحدث بعدها خلل في التوازن الغذائي للفرد و سوء تغذية ، واضح للعين و لا يحتاج لتشخيص طبيب .. الجائع شخص شارد الذهن مهموم شاحب البشرة زائغ العينين و غير مبدع لأنه لم يجوع نفسه متعمدا ليصفي ذهنه كما يشاع عن المبدعين و المفكرين .. و إنما الجائع هو الذي يتم تجويعه قسرا و تحت ظروف أقتصادية قاهرة تحيط به إحاطة السوار بالمعصم لا يستطيع منها فكاكا ، الجائع لا ياكل لحوم و لا فواكة و لا خضروات و لا يشرب حليبا و لا مشتقاته بصورة منتظمة و كافية .. هو يأكل من خشاش الأرض غالبا ليشبع فقط …
تندر الجميع و اطلقوا النكات و العبارات الساخرة و اللاذعة على صور الأطعمة المتداولة عبر و سائط التواصل الإجتماعي .. الغالبية من هذا الجميع يعيش بالداخل ولا يستطيع حتى توفير تكاليف (حلة محشي) صغيرة لأسرته في زمن الغلاء و العوز هذا و أيضا لا يمكن لهذا المواطن المسكين أن يغض الطرف عن حلل القيزان الممتلئة بالمحاشي و الأرز و اللحوم و مراح الخراف التي بدأت تزاحم المكان و تسرح وتمرح بجانب أسوار القصر الجمهوري ، لاحظوا لهذه المهزلة التي تحدث الآن !!
لهذا الموقع رمز سيادة السودان و مقر الحكومة .. (بجانب شعار صقر الجديان هناك حملان) و هذا الوضع سيستمر بهذه الكيفية حتى ينفض السامر مخلفا رمادا كما تعودنا حسب تجربتنا كشعب سوداني .. الساسة لا يخدمون القضايا في هذا البلد المنكوب بهم ..
أي استفزاز هذا الذي يمارس بجبروت و بقسوة على هذا الشعب المكلوم و (المنجض و المستوي) حد الإهتراء من قبل ساسته الفرقاء الخرقاء الذين لا يعرفون متى يتحدثون و كيف و متى يصمتون .. اخرسكم الله إلى يوم تبعثون ..

كلما نصبت خيام الهوس السياسي باسم الشعب في هذا البلد المنكوب كان تأمين الطعام الجيد بوفرة هو أول الأهداف لإستدامة الدعم و إطالة التخييم لأطول فترة ممكنة لفرض المطالب ..
بربكم .. إن كنتم تخافون الله .. أين طعام المساكين و الغلابة الصابرين .. الذين تتشدقون بحقوقهم الضائعة و المهضومة و تعتلون المنابر على جثثهم ؟!!

إلى متى يمكن أن يصبر عليكم هذا الشعب الجائع وأنتم تلعبون لعبة الكراسي ..عسكر و حرامية ؟ !!
مها الرديسي
#صدى_الصمت

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية